المؤسسات الصحية: أوقفوا "حرب المستشفيات والمدارس"
جو 24 :
في وقت يواصل فيه العدو الصهيوني استهداف المستشفيات في قطاع غزة، وقتل العشرات داخلها وفي محيطها، وبينهم طواقم طبية، ينظم أعضاء في المؤسسات الصحية الفلسطينية واللبنانية ببيروت وقفات للتضامن مع الكوادر الطبية الفلسطينية التي تتعرض لمجازر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
يقول مدير جمعية المساواة، قاسم صباح، لـ"العربي الجديد": "يجب أن تسمى الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة بحرب المستشفيات والمدارس، وهي دليل واضح على ما يتعمّد العدو الصهيوني فعله حين يفشل في مواجهة المقاومين وجهاً لوجه على الأرض، فهو يقتل المدنيين والصحافيين والناس الذين تركوا بيوتهم بعدما تهدمت بالقنابل والقذائف والصواريخ الإسرائيلية. ونحن نقف اليوم للتنديد بما يفعله العدو الصهيوني، وهو ما نستطيع فعله في وقت يواجه فيه شعب غزة الجبار الغطرسة الصهيونية والأميركية والبريطانية والألمانية والفرنسية، ونقول لهذا الشعب اصمدوا لأن هذه المعركة هي بداية القتال الفلسطيني، علماً أننا نلاحظ أنه بعد مرور أيام من القتل والمجازر، زاد تضامن شعوب العالم مع الفلسطينيين لنصرة قضيتهم رغم أن مفعول هذا التفاعل بطيء لكن مؤثر، وجميعنا نتمنى أن نكون في غزة للمشاركة في القتال والكفاح".
ويقول مسؤول مكتب الشهداء والأسرى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، فتحي أبو علي لـ"العربي الجديد": "نتضامن مع الطواقم الطبية التي يستهدفها العدو الصهيوني في غزة ضمن خططه لتدمير المستشفيات والبنى التحتية والمراكز الطبية والثقافية والتربوية والاجتماعية، ونؤكد إدانتنا لهذه الأعمال الإجرامية، ونطالب بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، وجماهير هذا الشعب في المخيمات الفلسطينية بلبنان تنفذ وقفات تضامنية مع الأهل في غزة الذين يتعرضون لأبشع أنواع المجازر والقتل والإرهاب، وأيضاً مع الأسرى البواسل في سجون الاحتلال الذين يواجهون كل أنواع التنكيل والتعذيب التي نندد بها أيضاً، باعتبارها أفعالاً لا تراعي القوانين الدولية والإنسانية. ومن خلال التضامن مع الطواقم والمؤسسات الطبية التي تعمل في غزة، ندعو الجميع إلى دعم المقاومة والدفاع المدني والوقوف مع أهل القطاع، لأن قضية فلسطين مركزية".
بدوره، يقول المعالج الفيزيائي في جمعية المساواة بمخيم مار إلياس، عادل غالي، لـ"العربي الجديد": "ندعم الأطباء في غزة كي يواصلوا عملهم وصمودهم أمام همجية العدو الصهيوني، وندعو الجميع إلى الوقوف مع الطواقم الطبية التي تعمل في أسوأ ظروف شهدها التاريخ في ظل قصف المستشفيات ومنع إدخال اللوازم الطبية إلى القطاع، وباقي أنواع المساعدات".
ويعلق مدير مستشفى حيفا في مخيم برج البراجنة ببيروت، الدكتور خليل مهاوش بالقول لـ"العربي الجديد": "يتعمد العدو الصهيوني قتل الأطفال والشيوخ والنساء وأعضاء الكوادر الطبية، ويقصف المستشفيات في شكل سافر، ويستهدف سيارات الإسعاف. واقتحمت قواته بالدبابات مجمع الشفاء الطبي تحديداً فاستشهد مرضى من بينهم أطفال بسبب انقطاع التيار الكهربائي نتيجة انقطاع الوقود، وأيضاً مرضى الكلى بعدما توقفت عمليات غسل الكلى. وجرى نقل مرضى المستشفى إلى جنوب غزة، في وقت يزداد فيه الوضع سوءاً في ظل فقدان الأدوية والمعدات الطبية وانقطاع الكهرباء، ما استدعى أحياناً إجراء عمليات جراحية لجرحى ونساء من دون تخدير".
يتابع: "يستمر العدوان على أهل فلسطين، لذا يجب مواصلة الجهود لوقفه وحماية الفلسطينيين من الإبادة الجماعية. ونطالب المؤسسات الدولية الإنسانية والاتحاد الدولي والصليب الأحمر بالتحرك السريع والعمل من أجل حماية المؤسسات الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف في غزة، كما نطالب بوقف الاعتداء على الشعب الفلسطيني، ونناشد المؤسسات الدولية والحقوقية تطبيق القوانين المحددة لحماية المستشفيات والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف والطواقم، والسماح بإدخال المساعدات الطبية والغذائية والوقود إلى أهلنا في قطاع غزة، حتى يستطيع الأطباء القيام بعملهم الإنساني الخاص بمساعدة المصابين وتأمين العلاج اللازم للمرضى".
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الخدمات الصحية في غزة تعاني أضرارا "كارثية"، في ظل خروج معظم المستشفيات من الخدمة. وقالت: "لدينا 1.7 مليون نازح، وضعف أو ثلاثة أضعاف السكان في جنوبي غزة، بينما أقل من ثلث المستشفيات متاحة، وحتى لو تقرر وقف إطلاق النار، فلا تزال المشكلة كبيرة".
العربي الجديد