دهون البطن المخفية يمكن أن تكشف عن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر قبل 15 عاما من ظهور الأعراض
جو 24 :
تقع الدهون الحشوية في تجويف البطن بالقرب من الأعضاء الداخلية، مثل الكبد والبنكرياس والأمعاء، ما يجعلها عاملا أساسيا للإصابة بحالات صحية أكثر خطورة.
ووفقا لبحث نشرته مجلة Aging and Disease، نقلا عن المؤسسة الغير الربحية Radiological Society of North America التي ستقدم النتائج مفصلة في اجتماعها السنوي الأسبوع المقبل، فإنه حتى لو لم تتمكن من رؤيتها، فإن الدهون المدفونة عميقا داخل البطن يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
وتم ربط الدهون الحشوية، التي تحيط بالأعضاء الداخلية في البطن، بتغيرات في الدماغ يمكن أن تشير إلى الخرف المستقبلي لدى أولئك الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما، حتى 15 عاما قبل ظهور الأعراض.
وحلل الباحثون صور الدماغ بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لـ 54 مشاركا "أصحاء معرفيا" تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاما، مع التركيز على أي التهاب و"لويحات وتشابكات" تظهر عادة في مرضى ألزهايمر.
وقاموا أيضا بتقييم مؤشر كتلة الجسم للبالغين في منتصف العمر، ومستويات السمنة، ومستوى السكر في الدم، والأنسجة الدهنية في البطن.
وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة ماسا دولاتشاهي، زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه في معهد مالينكرودت للأشعة (MIR) في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس: "على الرغم من وجود دراسات أخرى تربط مؤشر كتلة الجسم بضمور الدماغ أو حتى ارتفاع خطر الإصابة بالخرف، لم تربط أي دراسة سابقة نوعا معينا من الدهون ببروتين مرض ألزهايمر الفعلي لدى الأشخاص الأصحاء معرفيا".
مضيفة: "لم تبحث دراسات مماثلة في الدور التفاضلي للدهون الحشوية والدهون تحت الجلد، خاصة في ما يتعلق بالأميلويد الخاص بمرض ألزهايمر، في وقت مبكر من منتصف العمر".
ووجد الباحثون أن أولئك الذين لديهم المزيد من الدهون الحشوية لديهم أيضا مستويات أعلى من الأميلويد في قشرة الطلل، وهي منطقة الدماغ التي تظهر عادة العلامات الأولى لمرض ألزهايمر. وكان لديهم أيضا التهاب أكبر في الدماغ، وهي إحدى الآليات الرئيسية التي تساهم في الإصابة بمرض ألزهايمر.
وكان الرجال أكثر عرضة لإظهار هذا الارتباط من النساء.
وأشار الدكتور سايروس راجي، الأستاذ المشارك في الدراسة من كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس: "لقد وجدنا العلاقة الخفية بين الدهون ومرض ألزهايمر لدى الأشخاص في منتصف العمر، في الأربعينيات والخمسينيات، في المتوسط قبل 15 عاما من ظهور الأعراض الأولى لمرض ألزهايمر".
ويمكن لهذه النتائج أن تكون نقطة انطلاق لعلاجات جديدة مستهدفة للمرض.
وتابع راجي: "من خلال تجاوز مؤشر كتلة الجسم في توصيف أفضل للتوزيع التشريحي للدهون في الجسم على التصوير بالرنين المغناطيسي، لدينا الآن فهم أفضل بشكل فريد لسبب زيادة هذا العامل في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر".
وكشف راجي أن القيد الرئيسي للبحث هو حجم العينة الصغير وحقيقة أنها دراسة مقطعية. لذا، يأمل الباحثون بإجراء دراسات مستقبلية أكبر.
ويقول راجي إن نتائج البحث الجديد يمكن أن تساعد على زيادة الوعي بأن صحة الجسم والدماغ مرتبطة ببعضها.
المصدر: ذي صن