“نزعوا حجابي وأجبروني على التصوير مع علم إسرائيل”.. أسيرة محررة تكشف انتهاكات سجون الاحتلال (فيديو)
كشفت الأسيرة المحررة خديجة خويص للجزيرة مباشر ظروف اعتقالها والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الأسيرات في سجونه.
خديجة التي اعتقلها الاحتلال بعد عملية طوفان الأقصى وخرجت ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، ترنو بعيون يملؤها الشوق وقلب تغلفه اللهفة إلى المسجد الأقصى المبارك.
خروج خديجة من السجن كان مغلفا بالصمت جراء ما تعرضت له من انتهاكات؛ لكنها قررت أن تكشف للجزيرة مباشر معاناتها بعد استراحة محارب عقب 36 يوما من السجن وصفتها بأنها 36 عاما.
تسير الأسيرة المحررة في الطرقات التي سمح لها الاحتلال بالمشي فيها فقط، حيث إنها مبعدة عن المسجد الأقصى، وممنوعة من الوصول إلى رام الله، وممنوعة من السفر إلى الخارج، تسير وهي تنظر بشوق إلى كل تفاصيل الوطن المسلوب، تقف في مكان عال لتسترق النظر إلى عشيقها الأول والأخير المسجد الأقصى نظرات مليئة بالشوق والحنين.
بوجه مليء بالحزن تسترجع الأسيرة المحررة والمعلمة والمرابطة المقدسية خديجة خويص لحظات اعتقالها قائلة: "قامت قوات الاحتلال باقتحام منزلي الكائن في بلدة بيت ساحور جنوب القدس، وبعثرت محتويات المنزل واعتدوا عليّ” مضيفة "تم اعتقالي بصورة مهينة، تم تكبيل يديّ إلى الخلف وتكبيل أقدامي”.
وتستكمل بأسى: "أصرت المجندات على أن أطأطئ رأسي طوال الطريق”، مؤكدة تعرضها للضرب وللسبّ خلال نقلها بمركبة جيش الاحتلال حتى وصولها لأحد مراكز الشرطة.
وتضيف خويص بمرارة: "قامت مجندة بتفتيشي وفتح سحاب جلبابي وأبقته مفتوحا، كما كشفت عن بطني برفع ملابسي ونزعت حجابي وعصبت عينيّ بكيس قمامة”، وذلك خلال الانتقال من مركز الشرطة إلى "مركز تحقيق القشلة”.
ووصفت الأسيرة المحررة عملية الاعتداء عليها في مركز تحقيق القشلة بأنها وحشية، وقالت "تم ضربي وركلي وأجبرت على التصوير مع العلم الإسرائيلي، والوقوف لفترة طويلة تتجاوز 12 ساعة وأنا مكبلة اليدين والقدمين”.
ولفتت خويص إلى أنه تم توجيه تهم لها بالانتماء إلى منظمات إرهابية والتحريض على الاحتلال ثم اقتيادها إلى سجن هشارون ومن ثم سجن الدامون في ظل ظروف احتجاز مأساوية.
وتروي خويص ظروف احتجازها في سجن الدامون -وهي ترنو إلى أراضي فلسطين الشاسعة- قائلة: "تم إغلاق القسم بحيث لا يسمح للسجينات بالخروج من الغرف إلا لنصف ساعة للاستحمام فقط”، مشيرة إلى عدم السماح لهن بشراء الطعام من "الكانتين”.
وتضيف أنه تمت مصادرة جميع الأجهزة الكهربائية والسخان الكهربائي، مؤكدة مصادرة الاحتلال لأحذية الأسيرات وملابسهن ودفاترهن.
وعن انتهاكات حقوق الفتيات في سجون الاحتلال تروي خويص شهادتها على واقعة تعرض إحدى الفتيات لاعتداء قائلة "تم إغلاق عيني الفتاة بشريط لاصق، وعند نزعه تم نزع نصف حاجبيها”، مؤكدة وصول بعض الأسيرات إلى سجن الدامون من دون حجابهن، ودون أحذيتهن وتعرضهن للضرب.
وتروي خويص ما تعرضت له إحدى المسنّات في السجن قائلة: "تم ضربها بعقب البنادق على رأسها وتكبيل يديها بالكلبشات بالإضافة إلى أسلاك البلاستيك حتى لم تعد تشعر بوصول الدماء إلى يدها”.
وعبرت عن صدمتها عندما قام مجند إسرائيلي بتقديم بوله كشراب للمسنة التي ظنته شايًا، وكان جزاء رفضها شرب بوله أن سكب البول على المسنة التي كانت مشكلتها تتمثل في طلبها تناول شيء حلو بسبب تعرضها لهبوط في السكر.
وأشارت خويص إلى تعرض أسيرات غزة إلى تنكيل وتعذيب مضاعف بشكل مخيف، مؤكدة عدم معرفتها بمصيرهن حتى خروجها من السجن، موضحة أن الأوضاع سيئة في كل سجون الاحتلال سواء للرجال والنساء.
وتستشهد خويص بمقولة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب "متى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟” في محاولة منها للتعبير عن اعتراضها على سياسية الاحتلال القمعية في حق أهل القدس، مؤكدة أنها مبعدة عن المسجد الأقصى، وممنوعة من السفر وممنوعة من الوصول إلى رام الله، وأن تضييق الاحتلال على المقدسيين يزيد يوما بعد يوم.