الفيتو الامريكي حكم بالإعدام على عشرات الآلاف من الفلسطينيين!
أحمد عبدالباسط الرجوب
جو 24 :
انتكاسة جديدة من فصول انتهاك مصداقية الامم المتحدة والتي اصبحت بناءً محنطا بادواره الشاهقة على الضفة الغربة للاطلسي والتي لا يصدر عنها الا القتل والدمار بفعل حق النقض (الفيو) الذي منحته لنفسها الدول المنتصرة في العرب العالمية الثانية .. وللدخول في صلب الموضوع .. انه الفيتو الامريكي ليلة امس الخميس / الجمعة (8/9 )ديسمبر 2023 والمتعلق بتفعيل كتاب الامين العام للامم المتحدة والمتعلق بمشروع وقف اطلاق النار في حرب غزة ..
الفيتو الأميركي كان وحيداً في التصويت ضدّ مشروع القرار، الذي كان لافتاً انّ دولة الإمارات العربية المتحدة هي من وقفت خلفه، ولو بتكليف عربي، وقد سبق للإمارات أن كانت قد صوّتت ضدّ مشاريع مشابهة لأنها لم تتضمّن إدانة واضحة لحركة حماس، واللافت انّ كلّ الدول الأوروبية صوّتت مع المشروع، الذي نال 13 صوتاً من أصل 15 صوتاً يتكوّن منهم مجلس الأمن، فيما امتنعت بريطانيا عن التصويت، وبقيت أميركا وحيدة على ضفة الرفض، ما يظهر حجم التحوّل السياسي الذي أحدثته قوى الرأي العام في العالم بفرض التغيير على حكوماتها، وفي الدول الغربية خصوصاً، وهذا يعني أنّ اللحظة التي يصعب فيها على واشنطن مواصلة تقديم الحماية والدعم المفتوح لكيان الاحتلال وجرائمه المتمادية في غزة، لم تعد بعيدة، وهذا ما يفسّر ما تنقله وسائل الإعلام الأميركية عن إبلاغ واشنطن لتل أبيب بأنّ الوقت ينفد…
الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ... كتب الى مجلس الامن بموجب المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لكي يسترعي انتباه المجلس إلى مسألة رأى أنها قد تفاقِم التهديدات القائمة التي تكتنف صون السلم والأمن الدوليين ... لقد نشأ عمّا يربو على ثمانية أسابيع من الأعمال القتالية في قطاع غزة معاناة إنسانية مروعة ودمارًا ماديًا وصدمة جماعية وفي شتّى أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة وسط القصف المتواصل الذي تشنّه قوات الكيان الصهيوني الغاصب ودون توفّر المأوى أو الأساسيات الضرورية للبقاء على قيد الحياة، والتوقعات أن ينهار النظام العام بكامله قريبًا بسبب الظروف البائسة، مما يجعل حتى المساعدات الإنسانية المحدودة أمرًا من ضرب المستحيل لا بل قد تتكشّف فصول حالةٍ أسوأ بشوط بعيد، بما تنطوي عليه من الأمراض الوبائية والضغط المتزايد الذي تدفع به دولة الكيان الغاصب باتجاه التهجير الجماعي إلى البلدان المجاورة.
الموقف الامريكي (الفظ) المنحاز لدولة الكيان الصهيوني جعل الصهاينة في اروقة الامم المتحدة يتطاولون على امين هذه الهيئة الدولية والتي يفترض انها راعية للامن والسلم العالمي اتخذت من امريكا حارسة الحريات مسكنا لها (عجيب وغريب)! .. ولكن الصورة تبدو غير ذلك ابدا .. وفي المقابل، قال سفير الكيان لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، عبر منصة "إكس"، إن غوتيريش "بلغ مستوى جديدا من التدني الأخلاقي" لاستخدامه المادة 99، وأضاف أن الأمين العام قرر "تفعيل هذه المادة بشكل نادر فقط عندما يسمح له بالضغط على إسرائيل".ووصف إردان خطوة غوتيريش بأنها "دليل إضافي على الانحراف الأخلاقي للأمين العام وانحيازه ضد إسرائيل"، وكرر دعوته للأمين العام إلى الاستقالة على الفور ، كما دعا وزير الخارجية الصهيوني إيلي كوهين إلى استقالة غوتيريش، قائلا إن ولاية الأمين العام للأمم المتحدة "تشكل خطرا على السلام العالمي".
الولايات المتحدة تدعم دائماً الكيان الصهيوني في التصويت في الأمم المتحدة في أي قرار تتخذه، ولا شيء مختلفاً هذه المرة ،لقد استخدمت الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ السبعينيات حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإحباط مشاريع قرارات تدين الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أوتطالبها بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967. ولمرات لا تحصى استخرجت واشنطن هذا السلاح لحماية حليفتها، ما جعل الأخيرة تدوس على قرارات المنظمة الأممية.
إنّ تقديم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لدولة الكيان هبة ودعما، يشير إلى دعم مواصلة الحرب من دون قيود ومن دون النظر إلى مقتل آلاف المدنيين في غزة واستمرار قتلهم مع استخدام حق النقض (الفيتو) وامعانا في القتل الممنهج الذي تقوم عليه الادارة الامريكية بحق اهل غزة الصابرين فقد طلبت إدارة بايدن من الكونغرس الموافقة على بيع 45 ألف قذيفة لدبابات ميركافا للكيان الصهيوني (لقتل الفلسطينين مع سبق الاصرار والترصد)، وذلك للدلالة على انحياز القرار الامريكي سواءً في الفضاء الدولي (الفيتو ) برغم استمرار المجازر وعلى ارض المعركة بشتى انواع الاسلاح الفتاكة وجسر الامدادات اللوجستي غير المنقطع .. وتدعي امريكا انها حارسة الحريات في العالم .. يا لها من سخرية واضحوكة يتسلى بها الاطفال والتي لم تعد تنطلي على احد في هذا العالم الرحب؟؟!!
خلاصة القول:
في ظل صمت عربي (مطبق) وسكوت دولنا حتى من ابداء موقف يزعج امريكا ولو بالحد الادنى لوقف هذا العدوان التتاري الجديد في فصوله المروعة ، وفي السياق تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية استخدام كل ما في جعبته من نفوذ لمنع المزيد من التصعيد ولوضع حد لهذه الأزمة.
أعضاء مجلس الأمن (وخاصة الدول دائمة العضوية) عليها مسؤلية انسانية على ممارسة الضغط لدرء حدوث كارثة إنسانية والاعلان عن وقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية. فهذا أمر مُلحّ ويعمل على تجنيب السكان المدنيين المزيد من الأذى. فمع وقف إطلاق النار، يمكن استعادة وسائل البقاء ويمكن إيصال المساعدات الإنسانية على نحو آمن وفي الوقت المطلوب في جميع أنحاء قطاع غزة.
عندما تحدث صراعات شديدة للغاية، تتقدّم القوى العظمى وتتراجع الأمم المتحدة، "هذه هي حقيقة عالم الفوضى الذي نعيش فيه، إنّ الأمم المتحدة قادرة على تقديم المساعدة في حالة واحدة فقط، وهي عندما يصل الوضع إلى حدّ حفظ السلام.
اعتقد من وجهة نظري بانه "لضمان تسجيل موقف رسمي للمنظمة الدولة وسعيها لوقف اطلاق النار ، يمكن لأعضاء الأمم المتحدة الآن تقديم قرار في الجمعية العامة لضمان أنّ الأعضاء قد أعربوا عن وجهات نظر المنظمة بشكل رسميّ".
ختاما .. نقولها بصراحة وهى مكتوبة في سفر التاريخ للادارات الامريكية المتعاقبة من خلال الانحياز لـ"لدولة الكيان" وخاصة هذه الايام وفي عصر الادارة الامريكية الحالية .. هى مخاطرة بايدن بعلاقات أمريكا مع الشرق الأوسط والعرب تحديداً!.. سفارات أمريكية في الشرق ألاوسط حذرت إدارة بايدن من موجة كراهية تتنامى ضد أمريكا وغضب رسمي عربي عبر عنه المسؤولون العرب تجاه الانحياز الأمريكي المطلق لـ"لدولة الاحتلال". فهل من رشيد في واشنطن ليقرأ التاريخ؟!..
باحث وكاتب اردني