توقع عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات «كورونا» ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي، ان يكون المتحور الفرعي لأوميكرون «Omicron JN.1» سببا رئيسيا لحالات نزلات البرد هذا الشتاء.
وأضاف في تصريح لـ(الرأي) انه لوحظ إصابة كثير من الناس بنزلات البرد والالتهابات التنفسية، وفي الحقيقة قد تكون أغلبها نتيجة الإصابة بالمتحور الجديد لأوميكرون، إضافة لمتحورات (كورونا) الأخرى أو الإنفلونزا أوالفيروس المخلوي التنفسي.
وأوضح بلعاوي انه مع دخول الشتاء ينشط (كورونا)، لاسيما مع وجود فيروسات أخرى كالإنفلونزا الموسمية، و(المخلوي التنفسي)، حيث ان حالات كثيرة من الأطفال تعاني من التهابات بالقصبات، بالإضافة لإصابات البالغين بالتهابات الرئة وما يشبه نزلات البرد.
وشدد على ان المتحورات ليست في صالح (كورونا) كونها تضعفه، وهذا عمليا تم إثباته، وبالتالي الخوف ليس منها الان، فكلها انضمت لفيروسات الزكام، لكن التركيز يكون على الفئات ذات الاختطار العالي، وهم كبار السن اكثر من 65 عاما، والمرضى ذوو الأمراض المزمنة غير المستقرة خصوصا السكري كونه يضعف المناعة، والمرضى الذين لديهم ضعف بالمناعة، ومن يتناولون أدوية تثبط المناعة مثل الذين يتعالجون من السرطانات.
ودعا بلعاوي الفئات ذات الاختطار العالي الى ضرورة تلقي جرعة واحدة من لقاحات (كورونا) الموجودة بغض النظر عن النوع، وايضا مطعوم الإنفلونزا، لحمايتهم هذا الشتاء، والاستمرار بالالتزام بالاجراءات الاحترازية، كارتداء الكمامة بالمناطق سيئة التهوية، وغسيل اليدين والتباعد، لتقليل إصابات الالتهابات التنفسية، التي نراها يوميا في الشارع او المستشفيات والطوارئ.
ونوه الى انه توقع بالأسابيع الماضية بازدياد أعداد الإصابات والوفيات بـ(كورونا) عالميا، وذلك بالتزامن مع دخول الشتاء، ووجود متحور من نسل أوميكرون، متوقعا أيضا ان تزداد الأعداد خلال الشهر القادم خصوصا في نصف الكرة الأرضية الشمالي، وهذا مشابه لأكثر الدول، فعالميا اكثر الدول التي بلغت عن الإصابات لديها هي روسيا، وسنغافورة، بولندا، ايطاليا، واستراليا.
وأشار بلعاوي الى ان هناك أكثر من 50% ارتفاعات بأعداد إصابات (كورونا) عالميا، حيث توجد قرابة 860 الف إصابة، واكثر من 3 الاف حالة وفاة، وهذا بسبب دخولنا لفصل الشتاء ووجود المتحور الجديد الذي بات سائدا عالميا، وقد صنفته منظمة الصحة العالمية بأنه متحور مثير للاهتمام.
وأكد ان المثير للقلق ليس وجود المتحور الجديد، لأن (كورونا) ومتحوراته وجدت لتبقى معنا ولن تتبخر، وبالتالي كل فصل شتاء سوف نشاهد ارتفاعا في عدد الإصابات والارتفاعات، لكن ما يثير القلق هو محدودية البيانات، نظرا للاختلافات وعدم المنطقية فيها، فمثلا منطقة جنوب شرق اسيا هناك 88% ارتفاع بالإصابات في الأربع اسابيع الماضية، مقارنة بالأربعة أسابيع التي قبلها، وهناك 3 أضعاف زيادة في أعداد الوفيات.
وفي حين انه بقارة افريقيا هناك 77% ارتفاع في الإصابات في الأربع اسابيع الماضية، مقارنة بالأربع أسابيع التي قبلها، لكن هناك 50% انخفاض في أعداد الوفيات، أما أوروبا هناك 52% ارتفاع في الإصابات و14% ارتفاع في الوفيات، وفي منطقة شرق البحر المتوسط نتحدث عن 50% تقريبا انخفاضا في الإصابات، و60% انخفاضا في الوفيات، وفق بلعاوي.
واعتبر ان جميع الأرقام السابقة التي ذكرت غير منطقية، فهناك محدودية بالبيانات لأن الدول أصبحت تتراخى في عمليات التقصي والفحوصات والسلسة الجينومية، كذلك التراخي في الإبلاغ عن الحالات والإصابات وإدخالات المستشفيات.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن أقل من ربع الدول المسجلة بالمنظمة فقط، تقوم بالإبلاغ عن أعداد إدخالات المستشفيات والوفيات بـ"كورونا».