jo24_banner
jo24_banner

حاتم علي.. أيقونة الدراما السورية ومبدع ثلاثية الأندلس

حاتم علي.. أيقونة الدراما السورية ومبدع ثلاثية الأندلس
جو 24 :

المخرج السوري متعدد الروافد، حاتم علي، أحد أبرز صناع الدراما العربية تمثيلاً وإنتاجاً وكتابة وإخراجاً، إذ مُنح موهبة الكاتب، وحضور الممثل، وذكاء المخرج، ونجح بجدارة في ترك بصمة واضحة في مجال الفن بكافة أشكاله، إذ تمر اليوم الذكرى الثالثة على رحيله، فقد وافته المنية إثر أزمة قلبية يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) 2020 عن عمر ناهز الـ58 عاماً، تاركاً إرثاً فنياً زاخراً.

 

وبمناسبة ذكرى رحيل أيقونة من أيقونات الدراما العربية وليس فقط السورية، نجد في سيرته المهنية أنه شخص غير اعتيادي، أعطى من روحه لإنجاز مشاريع إبداعية بين الكتابة والتأليف والتمثيل والإخراج، وكانت سمة أعماله المشاركة والعمل الجماعي والتعاون الخلاق، فهو واحد من أهم الشخصيات السورية أخلاقاً ودماثة واحتراماً.

التغريبة الفلسطينية.. محفورة في الذاكرة

ومن أبرز أعماله "التغريبة الفلسطينية"، الذي يعد واحداً من الأعمال الدرامية الخالدة التي لا يمكن أن تنساها الذاكرة، إذ روى الراحل قصة طافحة بالألم، دون إيذاء المتلقي، بل غلفها كمرجع لأي مشاهد والتأثر بها وإدراك حقائق القضية والتفاعل معها.

وبدأ علي مسيرته الفنية والأدبية بكتابة المسرحيات والقصص القصيرة ثم اتجه إلى التمثيل والإخراج لاحقاً.

وتخرج عليفي قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1986، ليبدأ بعدها أول مشوار فني له ممثلاً في مسلسل "دائرة النار" للمخرج هيثم حقي.

وتوالت الأدوار عليه بعد ذلك، أبرزها مسلسلات: "الرجل الأخير"، و"كهف المغاريب"، و"الخشخاش"، و"أحلام مؤجلة" و"الجوارح"، و"العبابيد"، و"الرجل س"، و"قصة حب عادية"، و"الكابوس"، و"عصي الدمع"، بجانب "التغريبة الفلسطينية"، وغيرها.

أعمال تاريخية خالدة

وفيمنتصف التسعينيات، توجه إلى الإخراج، وكان شغوفاً بالأعمال التاريخية، فأخرج مسلسل "الزير سالم" الذي كان بمثابة نقطة تحول في مسيرته الفنية، إذ التصقت شخصية العمل والذي أداها القدير سلوم حداد بذاكرة المتلقي العربي، ثم "صلاح الدين الأيوبي"، والثلاثية الأندلسية بين عامي 2002 و2005، والتي تضمنت المسلسلات الثلاثة، "صقر قريش"، و"ربيع قرطبة"، و"ملوك الطوائف"، التي تعاون فيها مع جمال سليمان، وسلاف فواخرجي، وتيم حسن، ومحمد مفتاح، لتكون قراءة معاصرةتستعرضتاريخ الأندلس ورجاله وآدابه منذ عصر ما بعد الفتح في خلافة هشام بن عبدالملك، ثمّ هروب عبدالرحمن الداخل إليها بعد سقوط دولة بني أميّة، إلى بداية عصر المرابطين وسيطرة يوسف بن تاشفين.

وقاده طموحه لتخطي الحدود الجغرافية، فامتدت أعماله إلى أرجاء المنطقة العربية، حيث قدم في مصر مسلسلات "الملك فاروق"، الذي قدمه الفنان تيم حسن، و"تحت الأرض" و"كأنه إمبارح" و"أهو ده اللي صار"، وفي الخليج قدم مسلسلات "صراع على الرمال" و"أبواب الغيم" و"عمر"، الذي قدمه الفنان سامر إسماعيل، ففي أرشيفه الإخراجي 27 مسلسلاً قام بإخراجها.

وتميز علي، وهو من مواليد 1962 في هضبة الجولان، بأنه كان مخرجاً متجدداً، ففي كل عمل كان له بصمة مختلفة وجديدة، بفضل ثقافته العالية وتزوده بالمعرفة بكل ما هو جديد، فقبل دخوله عالم التمثيل، بدأ بتأليف قصص قصيرة، ونشر فيما بعد مجموعتين، الأولى "ما حدث وما لم يحدث"، والثانية "موت مدرس التاريخ العجوز".

 

المسرح

ورغم أن علي كان خريج مسرح، من المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم تمثيل، إلا أن تجربته المسرحية كانت محدودة للغاية، فألف 3 نصوص مسرحية مهمة، هي "مات 3 مرات" 1996، و"البارحة.. اليوم.. وغداً" 1998، و"أهل الهوى" 2003.

 

السينما

وفي السينما، قدم أفلاماً روائية قصيرة وطويلة منها "العشاق"، و"سيلينا"، و"الليل الطويل"، و"شغف"، وغيرها، فكان عاشقاً للسينما، وكان يتمنى أن يحول كل عمل درامي تاريخي مهم إلى فيلم سينمائي، الأمر الذي جعله يعتمد على كاميرات السينما في أعماله الدرامية، لكنه لم يستطع تحويل أي عمل درامي لفيلم سينمائي.

 

كتابة السيناريو

وعلى صعيد كتابة السيناريو، ألّف فيلم "زائر الليل"، الذي أخرجه محمد بدرخان، كما كتب "مسلسل القلاع"، الذي أخرجه مأمون البني، وألف فيلماً تلفزيونياً، بعنوان "الحصان" أخرجه بنفسه وشارك في كتابة فيلم "آخر الليل" مع الكاتب عبدالمجيد حيدر، وحصل من خلاله على أول جائزة كمخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون 1996.

 

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news