شهد إياد.. من مقاعد الدراسة إلى مخيمات النزوح على وقع الحرب
من رحم المعاناة تتجلى قصة شهد إياد، النازحة الشابة التي أجبرها العدوان الإسرائيلي على ترك دراستها الجامعية لتتخذ من خيمة للنازحين في مدينة رفح ملجأً لها.
تحكي شهد إياد للجزيرة مباشر الظروف الصعبة التي تعيشها في مخيمات اللاجئين منذ بدء الحرب قائلة: "احنا من غاية 7 أكتوبر لغاية اليوم هاد وأنا بستني متى هيجي اليوم اللي هنرجع فيه زي قبل، أرجع فيه لجامعتي اللي كنت بستناها من 18 سنة”.
وجدت النازحة الطموحة شهد إياد أن مستقبلها الذي كانت تحلم به أصبح مبهما، ولا تعرف إلى متى ستظل بعيدة عن أحلامها وطموحها بسبب العدوان الإسرائيلي الذي حرمها من كل شيء حسب قولها: "راح البيت راح الجامعة راحوا صاحبتنا في الجامعة كل شيء راح”.
وذكرت شهد إياد أنها تقضي معظم وقتها متجولةً في خيام النزوح بغرض زيارة زميلاتها اللواتي يتقاسمن معها ألم النزوح وصعوبة العيش، وتتذكر معهن أيام الدراسة وتصف حياتها في السابق، قائلة: "بمشي بين البنات، نقعد مع بعضنا وتبلش كل واحدة تحكي كيف حياتها كانت، كيف أحلامهن وبحكي لهم أنتم ضامنين هذه الأيام هترجع، بيحكوا أملنا كبير”.
وبنبرة حزن وتعجب، تساءلت شهد إياد: "شو الفرق بيننا وبين أطفال العالم؟ يعني في الوقت اللي احنا فيه طالعين من بيوتنا تاركين فيه جامعاتنا ومدارسنا ورايحين مكان ما بنعرف فيه حدن في غيرنا بيدرس وبيتعلم، الأطفال عنا أبدًا مش عايشين”.
وذكرت نهاد أبو جبل إحدى الأمهات النازحات في رفح، أن شهد إياد دائمًا تأتي خيمتها وتشكو لها حالتها وفقد طموحها ووضعها الصعب الذي أصبح يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة وهي بعيدة عن أسرتها، حيث قالت نهاد أبو جبل للجزيرة مباشر: "شهد بتيجي وتبكي لي وأنا من داخلي بعيط، أكان عليها أو على حالنا أو على كل الوضع اللي احنا فيه”.
قصة الشابة النازحة شهد إياد، تلخص حجم المأساة التي يعيشها آلاف الأطفال الفلسطينيين النازحين في مخيمات الإيواء، الذين حال الاحتلال بينهم وبين ما يحلمون به ويطمحون إليه.
ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمّرة على غزة، خلفت حتى الأحد 22835 شهيدا، و58416 جريحا، 70% منهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.