هل "كاتاليست" و "فرسان" أهم من "صندوق رأس المال والاستثمار الأردني".؟!

 كتب موسى الصبيحي - تساءلنا في مقال سابق  عن سبب غياب صندوق استثمار أموال الضمان عن الائتلاف البنكي الأردني الذي قام بتأسيس أول صندوق استثماري في المملكة برأسمال مقداره (275) مليون دينار وهو "صندوق رأس المال والاستثمار الأردني) وهو يهدف إلى الاستثمار في قطاعات حيوية واعدة مولّدة لفرص العمل ومعزّزة للنمو الاقتصادي مثل قطاعات الزراعة والتصنيع الغذائي والصحي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهي بالفعل قطاعات حيوية مهمة لاقتصاد الدولة وذات جدوى اقتصادية عالية..! 

لقد سبق لصندوق استثمار أموال الضمان أن دخل شريكاً رئيساً في تأسيس صندوقين استثماريين هما صندوق كاتاليست Catalyst Private Equity Fund وصندوق فرسان، الأول من المرجّح أن يكون الضمان قد خسر فيه رأسماله البالغ (5.5) مليون دينار، والثاني أعيدت له حصته فيه بعد سنوات طويلة بفائدة هزيلة، وقد عاصر هذين الصندوقين رئيسان سابقان لصندوق استثمار أموال الضمان هما الشريف فارس شرف والسيدة خلود السقاف، الأول تم تعيينه رئيساً تنفيذياً لصندوق رأس المال والاستثمار الأردني الذي تم تأسيسه من قِبل الائتلاف البنكي مؤخّراً، والثانية تشغل حالياً منصب وزيرة الاستثمار.

ولا أدري كيف يغيب عن هاتين الشخصيتين فكرة نُصح وحثّ صندوق الضمان على الدخول في الائتلاف البنكي المؤسّس لصندوق رأس المال والاستثمار الجديد، إلا إذا كانا فعلاً قد قدّما النصح ولم يستجب صندوق الضمان لذلك، لا سيما وأن الضمان يودع مبالغ مالية ضخمة في البنوك المحلية معتمداً على ما يجنيه من فائدة متواضعة فيما البنوك تُشغِّل هذه الأموال في مشروعات وأنشطة استثمارية تدر عليها أرباحاً باهظة وهو ما يتجلى في النتائج السنوية لأعمال هذه البنوك وما تجنيه من أرباح بمئات الملايين..!

 لعلها أكبر شراكة حقيقية كان يمكن أن تنشأ بين القطاعين العام والخاص وتُشكّل قصة نجاح (اذا اعتبرنا الضمان قطاعاً عاماً) فيما لو تم دخول صندوق استثمار أموال الضمان في الائتلاف البنكي للستة عشر بنكاً أردنياً المؤسّس لصندوق رأس المال والاستثمار الأردني.. لكن يبدو أن تعزيز الشراكة بين القطاعين التي لطالما دعا إليها الملك وتحدّثت عنها كل الحكومات ما تزال على أرض الواقع حبراً على ورق.! وما زلت بانتظار التوضيحات من كافة الأطراف المعنية حول الموضوع، فهل يخرج رئيس مجلس إدارة الصندوق المؤسَّس الجديد أو رئيس مجلس استثمار أموال الضمان المقيم خارج المملكة، أو الرئيس التنفيذي لصندوق رأس المال والاستثمار الأردني الجديد، أو رئيس صندوق استثمار أموال الضمان عن صمتهم لتوضيح الحقيقة، أو هل تكشف وزيرة الاستثمار أو وزيرة العمل/رئيسة مجلس إدارة مؤسسة الضمان الاجتماعي حقيقة وتفاصيل ما جرى.؟!