وزير الخارجية: المجتمع الدولي يواجه تحديا أمنيا أخلاقيا قانونيا إنسانيا
جو 24 :
التقى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، في اجتماع بحث التطورات الخطيرة التي تشهدها الأوضاع في غزة، والتداعيات الكارثية للحرب، والجهود المبذولة لبلورة موقف دولي حازم ومؤثر لوقفها وما تنتجه من معاناة وكارثة إنسانية.
كما أكد الوزيران ضرورة حماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة للقطاع.
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب الاجتماع، قال الصفدي "إن هذه الزيارة تأتي لتعكس قوة العلاقات التي تربط بلدينا والحرص المشترك على المضي معاً في تطوير التعاون في عديد مجالات تنعكس إيجاباً على البلدين".
وثمن الصفدي المواقف الواضحة لأستراليا في دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، ودعم حل الدولتين، وزاد "القرارات المهمة التي اتخذتها الحكومة الأسترالية الجديدة التي تمثلها معالي الوزيرة فيما يتعلق بالتأكيد على أن الأرض الفلسطينية هي أرض محتلة، وعلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للمضي إلى الأمام نحو تحقيق السلام العادل والشامل، والدعم الذي تقدمه لوكالة الأنروا التي تقوم بدور بطولي في مواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة".
وقال "الحوار المعمق الذي أجريناه اليوم ركز بشكل واضح على الجهود المبذولة للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار، ينهي هذا العدوان، وينهي ما يسببه من كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وزاد "وضعت معالي الوزيرة في صورة الجهود التي يقودها جلالة الملك من أجل أن ننهي العدوان الإسرائيلي، وأن نضمن دخول مساعدات كافية ومستدامة للقطاع، وأن نضمن عودة النازحين في غزة إلى مناطقهم وبيوتهم، وتأكيد رفض المملكة لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين سواءً من غزة أو من الضفة إلى خارج وطنهم، وأيضاً الموقف الأردني الثابت في أن أي مقاربة مستقبلية لغزة يجب أن تكون في إطار مقاربة شمولية تؤكد وحدة الأرض الفلسطينية المحتلة؛ الضفة الغربية، القدس الشرقية وغزة، ويجب أن تستهدف حلاً شاملاً ينهي الصراع على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل لأن أي طرح غير هذا الطرح لن يحقق الأمن ولن يحقق السلام ولن يجلب الاستقرار للمنطقة، وأن المقاربات الأمنية التي اعتمدتها إسرائيل على مدى أكثر من عقد لم تسهم إلا في زيادة التوتر وقتل الأمل بالسلام وقتل فرص تحقيق السلام العادل والشامل والدائم".
وأكد الصفدي "كل يوم يمضي دون وقف هذا العدوان يذهب ضحيته النساء والأطفال والرجال من الشعب الفلسطيني، غزة دُمّرت، حجم الدمار الذي شهدته غزة غير مسبوق في أي حرب على مدى عقود كما تؤكد التقارير الأممية وكما تؤكد منظمات الأمم المتحدة التي أعلنت أمس أن غزة تواجه مجاعة الآن بسبب عدم سماح إسرائيل بدخول مساعدات إنسانية كافية إلى غزة"، وزاد "نواجه كلنا في المجتمع الدولي تحد أمني أخلاقي قانوني إنساني، والفشل في مواجهة هذا التحدي بما ينهي هذا العدوان ويلبي حقوق الشعب الفلسطيني في الأمن والحرية والدولة سيكون له تداعيات خطيرة ليس على الأمن في المنطقة فقط، ولكن أيضاً على صدقية النظام العالمي، على مكانة العديد من الدول في المنطقة وسيأخذنا نحو مستقبل سيكون محتوماً للمزيد من الصراع والمزيد من الحروب والمزيد من العنف والمزيد من القهر والحرمان".
وقال الصفدي "مستمرون في جهودنا ومستمرون في التنسيق مع دول صديقة بما في ذلك أستراليا لنخرج من هذه الكارثة ولنضع المنطقة على طريق نحو تحقيق السلام العادل والشامل، وهذه الطريق يجب أن تبدأ الخطوة الأولى بعد تحديد الخطوة الأخيرة، والخطوة الأخيرة لا يمكن إلا أن تكون حل الدولتين وأهم ما بين الخطوة الأولى والأخيرة نحتاج أن نعمل جميعاً معاً من أجل أن نتقدم وفق تواقيت زمنية واضحة ومحددة وبضمانات كافية لنصل إلى هذا الهدف المنشود وهو السلام على أساس حل الدولتين، بغير ذلك ستبقى المنطقة أسيرة الصراع وستبقى المنطقة أسيرة أجندات متطرفة إسرائيلية ستأخذنا نحو المزيد من الصراع".
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ "هذا وقت حساس ومهم للعالم وللمنطقة مع استمرار الصراع واستمرار المعاناة الإنسانية، وزيارتي هي تعبير عن أهمية هذه العلاقات الثنائية، وتعبير عن أهمية الدور الذي يلعبه الأردن في المنطقة، فقد كان مرساة للاستقرار والسلام في المنطقة".
وزادت "نحن نواجه هذه الأزمة الإنسانية في غزة، وقد ذكر معاليه الأرقام الأممية التي تظهر أرقام وأعداد الضحايا والذين الآن هم في غزة ويعانون. لدينا دور لنلعبه هنا الآن نحن كأستراليا لسنا طرفاً رئيسياً في المنطقة ولكننا سنلعب دوراً مهما وسنستمر في تقديم المساعدات".
وأضافت "أعلن اليوم أننا سوف نساهم بتقديم ٢١ مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية كاستجابة لهذه الأزمة ولتلبية الاحتياجات الإنسانية في الصراع بين حماس وإسرائيل"، وقالت "يجب معالجة أزمة اللاجئين التي يلعب الأردن دوراً مهماً فيها، وسوف نقدم ٤ مليون دولار للصليب والهلال الأحمر و٦ مليون دولار للأنروا كاستجابة للنداء العاجل وأموال إضافية لبرامج دعم اللاجئين في وقت هذه الأزمة أيضاً".
وقالت "لقد تحدثت هذا الصباح مع المنسق الأممي الإنساني حول الأنروا وأعتقد أن الموجودين في الأردن يدركون أهمية هذه المنظمة وهي المنظمة الوحيدة التي تقدم الخدمات للاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط وهم يقومون بعمل هام، وهناك ١،٤ مليون في غزة يبحثون عن ملجأ في مرافق الأنروا".
كما شكرت الوزيرة وونغ الأردن على المساعدة في إجلاء الأستراليين، وقالت "نحن نقدر مساعدتكم لنا".
وفي إجابة على سؤال حول دعم الأردن للدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، وهل سوف تدعم أستراليا في هذه القضية، قال الصفدي "نحن ندعم القضية التي قدمتها جنوب إفريقيا لمحكمة العدل الدولية، وبعد أن تدعو المحكمة الدول الأعضاء لتقديم ملاحظاتها، سوف نقوم بتقديم ملاحظاتنا أيضاً".
وقال "النظام القانوني سواء كان الدولي أو الإقليمي، ونحن كأفراد أو كدول، يمكننا أن نقدم القضايا، ونسعى إلى العدالة. ولا أرى لماذا يمكن أن يكون لإسرائيل مشكلة بأن تذهب جنوب إفريقيا أمام المحكمة، فالمحكمة، سوف تدرس القضية وسوف تصدر حكمها، ولهذا خلقت المحاكم أو وجدت المحاكم، والذين لا يؤمنون بدور النظام القضائي هم هؤلاء عادة الذي لديهم شيء يخفونه، ولا يريدون أن يواجهوا العدالة".
وزاد "هناك ٦٦ دولة عبرت عن دعمها لهذه القضية، مقارنة فقط ب ٨ دول قالوا أنهم لا يدعمون هذه القضية، نحن نحترم قرارات الجميع هذه قرارات سيادية لكل دولة، وهذا لا يعني أن الدول التي لم تدعم القضية لا تدعم حقوق الفلسطينيين لا في الحرية والكرامة، هذا قرارها، ولكننا نؤمن بأن جنوب إفريقيا لديها الحق بأن ترفع هذه القضية، ونحن لنا الحق بأن ندعم هذه القضية، والجميع ملتزم ويجب أن نلتزم بدعم القانون الدولي، ولهذا لدينا هذه الأنظمة متعددة الأطراف، وهذه المؤسسات الدولية".
وأضاف "نحن نواجه الحقيقة بأن إسرائيل قد قتلت أكثر من ٣٠،٠٠٠ فلسطيني، ٧٠٪ منهم هم من النساء والأطفال، وقد دمرت مجتمعاً كاملاً، ومرافق صحية وبنى تحتية دمرت بنسبة ٧٠٪، والمدارس بنسبة ٥٠٪، والبيوت بنسبة أكثر من ٦٠٪، وقد قتلت هذه الحرب صحفيين وأطباء وعاملين في الأمم المتحدة، أكثر من أي صراع آخر منذ عقود، هذا واقع وهذه حقيقة وقد ارتكبت إسرائيل جرائم حرب في غزة، ونحن نؤمن بأن هذا الاعتداء يجب أن يتوقف، والآن هناك أكثر من ٣،٠٠٠،٠٠٠ فلسطيني محتجزون كرهائن في غزة، وهذا ضد المعايير الدولية والتي تؤثر أيضاً على الضفة الغربية، نحن نتعامل مع كارثة ومع وضع يجب أن ينتهي، ونحن نتعامل مع وضع حيث المجتمع الدولي ربما وللمرة الأولى بعد ١٠٢ يوم من الحرب، لم يقف ويطالب بوقف إطلاق النار، هذه الحقيقة وهذه الحرب لا تقتل فلسطينيين فقط، ولا تدمر حياتهم فقط، بل تدمر الإيمان بالسلام، وهذه اللاإنسانية التي نراها هي أكثر مما يجب أن يقبله أي إنسان، عندما يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن الفلسطينيين ليس لهم أي حقوق عندما يقول الوزراء الإسرائيليين، أن الفلسطينيين هم حيوانات إنسانية، وأنه يجب حرق غزة، كيف يمكن أن يساهم ذلك في مستقبل السلام الذي نريده جميعاً؟"
وأكد الصفدي "موقفنا في الأردن كان دائماً أننا نحن نريد السلام العادل والشامل الذي سيضمن أن كل من الإسرائيليين والفلسطينيين يعيشون معاً بسلام وبحرية وبكرامة، يجب أن ننظر إلى السياق الأوسع، و٧ تشرين الأول لم يحدث بشكل مغيب، كان هناك سياق، ويجب أن نقبل هذا السياق، ونحن في الأردن ندين وفي العالم ندين قتل المدنيين الإسرائيليين أيضاً ولكن إسرائيل لم تدين، هي ليست فقط لم تدن هذا بل وقتلت الفلسطينيين، وهذا الإرهاب ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية أيضاً يجب أن ننظر إليه، وأن ننظر إلى نفس الزاوية التي ننظر بها إلى هذه الأزمة، إذاً في النهاية الأولوية الأولى أنه يجب أن تقف هذه الحرب، يجب أن تدخل المساعدات الإنسانية بأسرع وقت، وأن غزة هي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمسار الوحيد للسلام والأمن للجميع هو سلام عادل وشامل بناء على حل الدولتين، والذي يجب أن يعترف بحقوق الفلسطينيين ويضمن الأمن والسلام أيضاً".
من جانبها، أجابت وزيرة الخارجية الأسترالية " من وجهة نظر أستراليا نحن نحترم استقلالية محكمة العدل الدولية والدور الذي تقوم به في تطبيق القانون الدولي، ونحن ندين الهجمات الإرهابية لحماس على إسرائيل في أكبر عدد من القتلى منذ الهولوكوست في يوم واحد، ولكن دعمنا لمحكمة العدل الدولية واحترامنا لاستقلاليتها لا يعني دعمنا لما قدمته جنوب إفريقيا للمحكمة، وسنستمر في العمل من أجل تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وفي رد على سؤال حول المساعدات الأردنية، ومبلغ ال ٢١ مليون دولار الذي تم رصده من الحكومة الأسترالية، قال الصفدي "الجهود الأردنية لإرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لم تتوقف، نحن نعمل على أكثر من مسار، مسار الإنزالات الجوية التي قام بها سلاح الجو الملكي الأردني بإسقاط مساعدات إلى المستشفيين الأردنيين العاملين في غزة، ونعمل عبر إرسال مساعدات إلى رفح، ومن رفح تدخل إلى غزة أيضاً ضمن الآلية المتبعة حالياً وبالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، أرسلنا أيضاً مساعدات عبر جسر الملك حسين إلى غزة، ونحن مستمرون في عمل كل ما نستطيعه لإيصال كل المساعدات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني الشقيق، لكن الواقع أن الإجراءات الإسرائيلية تحول دون إيصال ما يكفي المساعدات".
وزاد "حتى اللحظة لم يصل إلى غزة أكثر من ١٠٪ من الاحتياجات الفعلية للقطاع حسب أرقام الأمم المتحدة، وحتى المساعدات التي تصل لا تصل إلى جميع أنحاء غزة يصل بعضها إلى الجنوب، لكن عندما نتحدث عن الشمال فثمة معوقات إسرائيلية كبيرة تحول دون وصول المساعدات إلى الشمال".
وأكد الصفدي "نحن مستمرون في بذل كل جهد ممكن لإيصال أكبر قدر من المساعدات حيث تلقى الغزيون مساعدات كافية ومستدامة وكان هنالك قرار لمجلس الأمن يطلب إزالة كل المعوقات أمام إيصال المساعدات الكافية إلى غزة وللأسف هذا لم يتحقق حتى الآن، وعدم إيصال المساعدات هو سببه الموقف الإسرائيلي الذي يرفض إدخال المساعدات بشكل كاف و يرفض اعتماد آليات أكثر فاعلية لصالح هذه المساعدات، وبالتالي الأردن يقوم بكل ما يستطيع ونحن جاهزون لأن نرسل مساعدات أكثر في اللحظة التي يتاح إرسالها عبر كل الوسائل المتاحة، لكن الواقع الحالي الآن أن إسرائيل ما تزال تحول دون إيصال ما يكفي من المساعدات إلى غزة".
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأسترالية، "التمويل الذي أعلنت عنه اليوم سيرفع مجموع المساعدات التي قدمتها أستراليا للمنطقة إلى ٤٦ مليون دولار، منذ بدء الأزمة، والتمويل الإضافي اليوم هو ٤ مليون دولار للصليب والهلال الأحمر و ٦ مليون دولار إلى منظمة الأنروا، وهذا مجموعة ١٠ ملايين، وهي كاستجابة للنداء العاجل الذي أطلقته الأنروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضافت "تحدثت و معالي الوزير حول أزمة اللجوء وتحدياتها طويلة الأمد، والأردن التي تتحمل عبئاً ثقيلاً في هذا الشأن، ولبنان أيضاً، وبالتالي نحن أعلنا حوالي ١١،٥ مليون دولار لبرامج اللاجئين في الأردن في ضوء حالة عدم الاستقرار في المنطقة".
وفي سؤال حول الحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، قال الصفدي "نحن في الأردن، وفي العالم العربي بأسره منذ عام ٢٠٠٢ قلنا إن ما نسعى إليه هو سلام عادل ودائم على أساس حل الدولتين مما يتيح إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل"، وزاد "العالم كله الآن، بما في ذلك الولايات المتحدة، يقول أن الطريق الوحيد إلى سلام عادل ودائم هو حل الدولتين، فمن هو الطرف الوحيد الذي يقول لا؟ الطرف الوحيد الذي يقول لا لحل الدولتين هو إسرائيل، رئيس وزراء إسرائيل الحالي قال قبل أيام قليلة، إنه لن يسمح أبداً بإقامة دولة فلسطينية، وأنه سيخنق، كما قال في وقت سابق، تطلعات الشعب الفلسطيني لتحقيق الدولة وتقرير المصير، لذلك أعتقد أننا نعترف بإنسانية بعضنا البعض، بقدر ما يتعلق الأمر بنا، نحن ندرك أن السبيل الوحيد إلى الأمان للجميع هو أن تتمتع جميع الأطراف بحقوقها الشرعية الكاملة، لذا السؤال ليس ماذا نريد، فما نريد واضح، نحن نريد سلاماً دائماً مما في مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة بأسرها".
وأضاف "السؤال هو ماذا تريد إسرائيل؟ وإذا لم تكن إسرائيل ترغب في حل الدولتين، فما هو الجواب الذي تراه لهذا الصراع؟ لأن الطريقة التي نراها، إذا لم تكن حل الدولتين، فإن البديل الوحيد هو حال الدولة الواحدة، وسيكون ذلك حالاً مأساوياً لأن إسرائيل لن تعترف بالحقوق الديمقراطية للفلسطينيين، وبالتالي سنتحدث عن فصل عنصري".
وقال "إن هذه هي الأسئلة الصعبة التي يجب طرحها الآن، وهناك حرب حالية ويجب أن تتوقف فورًا، لأن هذه الحرب لا تنتج إلا الموت والمعاناة والقتل والكراهية ونزع إنسانية الآخر، بمجرد أن نقوم بذلك، نطرح سؤالًا حول ما هو المستقبل الذي سيضمن أمن الإسرائيليين وأمن الفلسطينيين"، وزاد "بقدر ما نحن قلقون، نحن واضحون، إسرائيل تحتاج إلى الإجابة على هذا السؤال، وللأسف، الإجابات التي نسمعها من إسرائيل الآن، سواء كانت تأتي من رئيس الوزراء أو وزير المالية أو وزراء آخرين، هي أن الفلسطينيين ليس لديهم حقوق، لن نقبل بهذا، هذا هو التحدي الذي نواجهه، وأعتقد أن هناك حاجة لتركيزنا جميعًا إذا كنا نريد التأكد من أن معاناة الأشهر الثلاثة الماضية لا تصبح مستقبل المنطقة".
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأسترالية "أشير إلى قلته مسبقاً لن أتوقع ماذا يمكن للمحكمة الدولية أن تفعل، ولكن نحترم المحكمة الدولية وأحكامها وهذا موقف أستراليا دائما أننا نحترم وندعم القانون الدولي"، وزادت "لا أعتقد بأن أستراليا يمكنها أن تأتي إلى المنطقة وتطلب ضمانات معينة ولكن ما نستطيع أن نفعله أن نعبر عن صوتنا في المنطقة لنشر السلام".
وأضافت "أحد الأمور الذي تحدثت عنها مع معالي الوزير هي أهمية أن نتذكر إنسانيتنا المشتركة جميعاً، وهذا شيء صعب أن نقوله في هذه المنطقة في الوقت الحالي، بكل هذه المأساة والحرب والعنف الذي رأيناه، ولكن السلام سيأتي فقط إذا كانت هناك شجاعة كافية بين القادة بالاعتراف بإنسانيتنا جميعاً بغض النظر عن أي اختلاف بين الشعوب"، وأكدت "نحن نضم صوتنا إلى الصوت الذي يقول بأن السلام لن يأتي إلا إذا كان هناك تقدم فعلي نحو السلام والأمن لإسرائيل وللفلسطينيين و أن تتحقق آمالهم الشرعية بحل الدولتين".