عن مدارسهم ومدارسنا!
مدارسهم ومدارسنا!
بقلم: د. ذوقان عبيدات
في انطباعات وزير تربية سابق، عاد من رحلة غربية، ليقول: رأيت مدرسة حقيقية: بناءً ، نظافة، أناقة، إدارة، معلمين، تدريسًا!
الكل سعيد!
فحزنت!
قلت: نعم نحن مختلفون؛ ملعب مدرسة، ولدينا شبه بناء، وشبه ...، وشبه تدريس. … إلخ من الأشباه!
(01)
المدرسة قيادة
نختار مديري مدارسنا وبعناية فائقة، ونمتحن مساعدي المديرين بأسئلة قد يعجز أساتذة التربية عن إجابة بعضها؛ بسبب عدم وضوحها!
ونقابلهم، في تنافس "ملؤه شرفٌ" ثم نعيّن من يتفوق، ومن دون "تدخل بشري"! لنكتشف أن العملية قد نجحت، ولم يعش مريضًا
أو كما يقال: وضعنا السلم، وصعدنا أعلى الجدار لنكتشف أننا وصلنا إلى المكان الخاطىء
هذا بعض ما نفعله معالي الوزير!
بدأت بالإدارة؛ لأن البحوث تقول: أعطني مديرًا ، أعطيك مدرسة!
لا أصدق من يقول: لدينا مسابقة: تنافس الوساطات!
( 02 )
الإدارة بالسعادة!
مصطلح كثير التداول، ربما انطلق من مفهوم الإدارة الإنسانية، أو القيادة التربوية،؛ وهو يعني أن مَهمّة الإدارة هي نشر البهجة والسعادة، وإدارة التنوع بفرح، والتسويق الداخلي بمتعة، والتسويق الخارجي بجاذبية؛
طالب يأتي مبتهجًا ويغادر من دون أن"يغادرها"!
معلم يأتي بأمل، ويغادر بألف أمل!
كتاب سعيد، بل لوح غير ذكي، لكنه سعيد بسواده!
قال أبيقور: علينا أن نضحك ونحن نتفلسف!
وأقول: معالي الوزير؛ بإمكاننا أن نضحك ونحن نتعلم! لكن ذلك له متطلبات!!
(03 )
الصمت التنظيمي
مصطلح جديد، يتناسب مع كارثتنا الثقافية: إذا كان الكلام من فضة، "فالصمت من ذهب"!
إذن؛ نحن نعلي قيمة الصمت، ومثلها: "ما دخلني، فخّار يكسّر بعضه"، "وأبعد عن الشر وغنيله"
وكثير من هذا لولا أن في ثقافتنا:
الساكت عن الحق شيطان أخرس!
فما هو الصمت التنظيمي؟
الصمت التنظيمي كارثة تربوية في مؤسساتنا التربوية: فأساتذة الجامعات بشكل عام يصمتون، ويبتعدون عن أزمات التعليم! ولا أدري إن كانوا يكسرون الصمت التنظيمي في جامعاتهم، ويشاركون!
الجامعات ليست موضوعنا؛ "خلينا" في المدرسة؛
معالي الوزير:
لا صوت في مدارسنا يعلو على صوت الصمت؛ مدير صامت عما يصل إليه من رؤسائه، ومعلم صامت عما يفرضه المدير أو المنهج، وطالب صامت عما يلقنه الكتاب والمعلم؛ أو ليس من ذهب؟
الصمت يعني: عدم المشاركة خوفًا! وهذا شائع!
والصمت يعني السكوت عما يجري عقابًا للفاعلين!
الصمت كارثة مدارسنا!
معالي الوزير،
لم تتح لك فرصة التغيير لقِصَر مدة ولايتك، ولكنك بهذا ، ما زلت تحفز على التغيير!
فهمت على جنابك؟!