ندوة "المشهد الفلسطيني: قراءة معمقة وتحليل شامل" تجمع شخصيات بارزة لمناقشة الوضع الراهن
جو 24 :
بمبادرة من منتدى الاتحاد للدراسات والأبحاث، أقيمت ندوة بعنوان "المشهد الفلسطيني: قراءة معمقة وتحليل شامل"، تجمعت فيها شخصيات بارزة ومهتمة بالشأن الفلسطيني لمناقشة الوضع الراهن في غزة وفلسطين بشكل شامل.
تحدث فيها رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري. بحضور عدد من المهتمين بهذا الشأن
تناولت الندوة مجموعة من القضايا المهمة، منها تشخيص الوضع الصعب الذي يواجه الفلسطينيون في ظل الاحتلال الإسرائيلي، ودور المقاومة في مواجهة هذا الاحتلال، بالإضافة إلى تغير نظرة العالم تجاه القضية الفلسطينية.
واشتملت الندوة التي أدارها عضو المكتب السياسي للحزب المحامي الدكتور طارق أبو الراغب، على تشخيص واقع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفرص حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية، وقوة المقاومة التي ما زالت صامدة أمام عدوان الاحتلال على قطاع غزة منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر بفضل بناء الأنفاق والخطط العسكرية التي انتهجتها المقاومة منذ بداية الحرب.
قدم رئيس الوزراء الأسبق، السيد طاهر المصري، رؤية مستقبلية تشير إلى أهمية تضافر الجهود الدولية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عادل ودائم، مشدداً على أهمية التواصل والحوار المستمر لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وبيّن الدور الكبير الذي قامت به المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية لحشد التأييد العربي والإقليمي والعالمي للقضية الفلسطينية فضلا عن دور الأردن في الدفاع عن فلسطين وأهلها وإحياء جهود حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية وما زال الدور الأردني فاعلا في خدمة الأشقاء الفلسطينيين بالإضافة للمساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة.
وأكد دولة طاهر المصري في إجابته على أسئلة الحضور على ضرورة الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات التي يواجهها، وضرورة تضافر الجهود الدولية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عادل ودائم وأضاف ان الأردن يحتاج لمساندة العرب جميعًا في هذه القضية.
وأثرت مشاركة الكابتن محمد الخشمان في الندوة بطابعٍ خاص، حيث أكد على أهمية القضية الفلسطينية كمحورٍ أساسي ومركزي في السياسة الأردنية. وفي إطار مشاركته الفاعلة، ركز الكابتن الخشمان على أهمية عدم التفريق بين قطاع غزة وباقي أراضي فلسطين، مؤكداً أن غزة لا يمكن فصلها عن الوطن الفلسطيني، وأن التضامن مع قطاع غزة يعد جزءاً لا يتجزأ من التضامن مع فلسطين بأكملها. وشدد الكابتن الخشمان على أهمية فهم الواقع السياسي والاجتماعي في الأردن وفلسطين على أنها واحدة، حيث أن الأردنيين والفلسطينيين يشكلون جزءاً واحداً من الهوية الوطنية، وهم متحدون في السعي نحو بناء الأردن وتحرير فلسطين "أردنيون من أجل بناء الأردن، وفلسطينيون من أجل تحرير فلسطين"
وتضمنت الندوة الإشارة إلى نظرة العالم التي تغيرت تجاه فلسطين وإسرائيل، حيث بات الدعم أكبر للقضية الفلسطينية فيما اهتزت صورة إسرائيل أمام العالم بسبب ارتكابها المجازر بحق المدنيين في غزة وفي عموم فلسطين المحتلة، كما تراجعت سيطرة الغرب على المواقف في العالم، وبرزت دول أخرى على الساحة مثل روسيا والصين وإيران والتي تبحث عن دور لها في قيادة العالم بدلا من الولايات المتحدة والغرب اللذين تراجعا كثيرا بسبب المواقف المؤيدة للعدوان على غزة.
وعن المآلات التي ستذهب إليها القضية الفلسطينية، أوضحت الندوة أن فلسطين ستعود دولة قوية حتى لو كانت في المستقبل محايدة أو منزوعة السلاح وسيكون مستقبلها مثمر عدا عن دورها الريادي في المنطقة لكن حتى نصل إلى ذلك فإنها ستأخذ الوقت حيث ستكون عملية بناء الدولة تدريجية وصولا إلى دولة حضارية منفتحة على العالم في ظل وجود إرادة فلسطينية قوية في هذا الشأن.
كما أشارت الندوة إلى التفكك داخل إسرائيل بسبب ضعف الدولة في ظل ضرب الصورة المعنوية لإسرائيل أمام العالم بسبب المقاومة وما فعلته في 7 أكتوبر، وفي ظل استمرار المقاومة الفلسطينية التي تبحث عن حقوق الشعب الفلسطيني واستعادة الدولة عن طريق المقاومة كما فعل الشعب الجزائري في طرده للاحتلال الفرنسي.
ودعت الندوة الأحزاب في الأردن إلى أخذ دورها في العمل السياسي وقيادة الشباب وكافة أطياف المجتمع في سبيل تشكيل وعي مجتمعي يخدم القضايا الوطنية المختلفة بما فيها القضية الفلسطينية - القضية المركزية للأردن والدفاع عنها، لافتة إلى أن الأحزاب وعلى الرغم من حداثة تجربتها إلا أنها قادرة على التغيير وصناعة الحياة السياسية في المملكة.
تميزت الندوة أيضاً بتفاعل الحضور وتبادل الآراء والافكار حول سبل تعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، حيث أدلى المشاركون بمداخلات مهمة واقتراحات بناءة تسهم في صياغة استراتيجيات جديدة لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة.
في ختام الندوة، أكدت الشخصيات البارزة المشاركة على أهمية مثل هذه المناسبات في تعزيز التواصل وتبادل الخبرات والمعرفة، ودعت إلى تكثيف الجهود الدولية لدعم القضية الفلسطينية والعمل المشترك من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن الندوة لم تقتصر على المناقشات النظرية فقط، بل شهدت تبادل الخبرات والتجارب العملية واستعراض النماذج الناجحة في مجال دعم القضية الفلسطينية على الصعيدين الإقليمي والدولي
وشكر أبو الراغب الحضور والضيوف الكرام على مشاركتهم في الندوة التي تعتبر من ضمن سلسلة ندوات ولقاءات ناجحة مع كافة فئات المجتمع والتي من شأنها الاشتباك الإيجابي مع جميع القضايا التي تهم كافة شرائح المجتمع.