مجاعة تجتاح شمال غزة ووسطها.. والبيض العربي في السلة الصهيونية

كتب المحرر السياسي   - واضح ان العجز العربي الاسلامي قد دخل في منعرج جديد ،  وها هو ينغمس اكثر فاكثر في مستنقع الارتهان والتبعية الكاملة وغير الاخلاقية للغرب النازي العنصري الذي يستهدف بمنتهى الوحشية والبربرية ابناء شعبنا الفلسطيني المحاصر.

لم ينتظر الاشقاء في غزة جحافل الجيوش العربية والاسلامية ، لم يطلبوا من اشقائهم اكثر من الدعم السياسي والمعنوي والسماح بادخال المساعدات الانسانية لابناء القطاع المنكوب والذي يرزح تحت وطأة ابشع حرب ابادة جماعية عرفها التاريخ ، هذا ما كان ينتظره الاشقاء ، وهذا اقل ما يمكن ان يقدم لهم في هذا الظرف الصعب ، ولكن هيهات وشتان بين ما يُتوقع ويُنتظر و ما يٌكفل ويُقدم  فعلا  .. 

 شمال غزة ووسطها يشهدان  مجاعة حقيقية ، وجنوبها لا يدخله اكثر من 10% من احتياجاته من الغذاء والدواء والمساعدات الانسانية الاخرى وهو ما اكده اليوم رئيس بلدية رفح  احمد الصوفي  في تصريحات لقناة الجزيرة ،  فماذا فعل العرب والمسلمون ، واين هي تعهدات قمة الرياض واهلنا يموتون جوعا وعطشا وقهرا ؟!! 

العدو الصهيوني يستخدم سلاح التجويع والتعطيش لقتل المدنيين الابرياء في غزة  و اثخان جراحهم ومحاصرتهم  والنيل من روحهم المعنوية ، والعرب يتابعون ما يجري بدرجة عالية من البلادة والدياثة والخدر ، حتى  جزئية تأمين الاشقاء بمتطلبات الحياة الرئيسية بات بعيد المنال وفوق طاقة انظمة عربية منزوعة الدسم مسلوبة الارادة ، وبالمقابل نشهد تحركا رسميا عربيا سلسا وديناميكيا لتأمين العدو الصهيوني بالمواد الغذائية برا وبحرا وجوا ؟!! 

اما عن دلالة هذا الموقف الرسمي العربي  المخزي والمشين ، فنقول :

 اولا : ان النظام الرسمي العربي قد سقط تماما ، وما عاد الرهان على صحوته على امكانية انعاشه امرا ممكنا ، فمن لا يحركه ارتقاء كل هذه الاعداد من الاطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل في غزة بعمليات عسكرية اجرامية وحرب ابادة جماعية وتطهير عرقي ، فلن يحركه شئ على الاطلاق .. 

ثانيا : ان تنازل العرب عن الاضطلاع بالحد الادنى من الدور وهو ضمان دخول المساعدات الانسانية ، يعني انهم وافقوا ضمنيا على مسألة التهجير القسري ونزوح الغزيين الى دول مجاورة او غير مجاورة .. 

ثالثا : ان هذه الانظمة تعيش حالة متقدمة من الصلف والغطرسة واحتقار شعوبها وتجاهلها لردود فعلهم ، وهي مطمئنة تماما وتعيش حالة من اليقين بانها قادرة على  احتواء اي مظهر احتجاجي على هذا النهج المعيب.. 

رابعا : البيض العربي ، الخير العربي ، الدعم العربي في السلة الصهيونية ..