شخصيات قومية ودينية تحيي سيرة المجاهد غازي عبد القادر الحسيني في حفل تأبينه
جو 24 :
احتفت مئات من الشخصيات الوطنية والقومية والدينية من فلسطين والأردن والوطن العربي بنضالات القائد الفلسطيني الراحل غازي عبدالقادر موسى كاظم الحسيني ( أبو منصور) ، في حفل تأبين أقيم مساء السبت نظمه تجمّع الجمعيات المقدسية في الاردن وجمعية وديوان عائلة الحسيني المقدسية في مقر نقابة مقاولي الإنشاءات، مع مرور أقل من شهرين على وفاته في عمّان بتاريخ الثامن من ديسمبر 2023.
وأشاد المتحدثون في حفل التأبين، بنهج الحسيني الذي سار على خطى والده الشهيد عبد القادر الحسيني قائد جيش الجهاد المقدس في فلسطين وشهيد معركة القسطل عام 1948 ، وجده زعيم فلسطين الشهيد موسى كاظم باشا الحسيني، وكذلك شقيقه أمير القدس القائد الشهيد فيصل الحسيني، وخاله سماحة مفتي فلسطين ورئيس المجلس الاسلامي الحاج امين الحسيني .
وشغل القائد المجاهد غازي عبد القادر الحسيني سابقا مواقع عدة، منها مسؤول جهاز الرصد الثوري المركزي في حركة فتح مع القائد الشهيد صلاح خلف ( أبو إياد ) كما كان الرجل الثالث في جهاز القطاع الغربي مع القائد الشهيد خليل الوزير ( أبو جهاد )، و أشرف على عدة عمليات فدائية داخل الأراضي الفلسطينة المحتلة .
و كان الحسيني قد انتخب عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، وتولّى مسؤولية دائرة شؤون الوطن المحتل في منظمة التحرير ، ومسؤولية دائرة الاوقاف والشؤون الدينية في منظمة التحرير، ورئس لجنة القدس في المجلس الوطني الفلسطيني وعضوا في المجلس المركزي في منظمة التحرير الفلسطينية.
في الأثناء، لم تغب عن كلمات المشاركين في حفل التأبين الذي كان عريفا له المهندس عبّاد اسبيتان، الاحتفاء بالمقاومة الفلسطينية وبطولة عملية "طوفان الأقصى"، وتوجيه الانتقادات "للتقاعس العربي والدولي" حيال القضية الفلسطينية في ظل استمرار حرب الإبادة التي يواصلها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة.
وفي كلمة مسجّلة بالفيديو، أثنى خطيب المسجد الأقصى سابقا الشيخ عكرمة صبري على مناقب الحسيني، قائلا إنه"وهب حياته لخدمة مصالح الأمة عامة وقضية القدس وفلسطين خاصة"، منوها إلى أن قرار "الاحتلال الاسرائيلي البغيض" بمنعه من السفر حال دون تواجده في حفل التأبين في عمّان.
كما ألقى المطران عطالله حنا من القدس تسجيلا صوتيا بُث في حفل التأبين، استذكر فيه دفاع الحسيني عن مدينة القدس المحتلة التي تتعرض بحسبه إلى "مؤامرة كبرى" تستوجب التصدي لها من كل مسلم ومن كل مسيحي ومن كل عربي، فيما أشاد بموقف الأردن الشقيق وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن القضية الفلسطينية، باعتباره صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وعن الحركة الوطنية الأردنية ، قال الدكتور رياض النوايسة في كلمته، إن الحسيني كان ابن بيئته الجغرافية والتاريخية والبشرية والقيمية المتوارثة جيلا بعد جيل، منتقدا ما أسماه الالتفاف على منجزات المقاومة الفلسطينية ومحاولات إعادة إنتاج اتفاقية أوسلو.
وممثلا للجمعيات المقدسية في الأردن، فقد تحدث عنها المهندس سامي بهجت أبو غربية محتفيا بإنجازات الحسيني وانخراطه في صفوف المقاومة الفلسطينية، مستعرضا سيرة عائلة الحسيني مع آل أبو غربية التي التقت في محطات المقاومة العديدة والتاريخية، بما في ذلك "مرحلة بناء جيش الجهاد المقدس العام 1947، وتضحيات القائد الشهيد عبدالقادر الحسيني الذي رأى أن جيل التحرير سيكمل مسيرته وأن كتائب القسام ستكمل مسير الجهاد الطويلة".
وفي كلمة ألقيت بالنيابة عن القيادي في حركة فتح عباس زكي (الذي منعته سلطات الاحتلال من المغادرة الى عمّان ) ألقاها عنه عضو المجلس الوطني الفلسطيني الحاج خالد مسمار، الذي نقل عنه قوله بأن أبو منصور رحل "جسدا" لكنه استقر في الوجدان هو وكل من عمل معه في سيرته النضالية بشخصيته التي اتسمت بالعفة ونقاء السريرة وحسن المعشر والأخلاق.
وأشار المتحدث إلى أن الاحتفاء بسيرة المجاهد تأتي في ظرف تاريخي، معتبرا أن السابع من أكتوبر هو "يوم فاصل" في التاريخ الفلسطيني، ويشبه الحادي والعشرين من آذار من العام 1968 الذي شهد معركة الكرامة الباسلة.
وأضاف مسمار في الكلمة، حديثا له عن زمالته للفقيد الحسيني على مدار عشرين عاما، واصفا العلاقة التي جمعتهما بأنها علاقة "أخوية نضالية طويلة".
وأعرب المهندس سامر الحسيني في كلمته عن جمعية وديوان عائلة الحسيني، عن امتنانه لكل من شارك في حفل التأبين، وأكد على الدور الاساسي "للعم أبو منصور"، في تأسيس جمعية وديوان العائلة واصفا إياه بمدرسة في التواضع والعطاء والإخلاص والوفاء والصدق والانتماء.
وقطع الحسيني أمام الحضور باسم عائلته، عهدا بالبقاء على سيرة النضال، وأن تبقى فلسطين كل فلسطين "العنوان الأبدي" لهذا العهد.
كما ألقى كلا من الشيخ نادر بيوض التميمي كلمة أصدقاء الفقيد، أشاد فيها بالمقاومة ونضالات الحسيني،
واستذكرت رائدة طه، ابنة الشهيد علي طه، المحطات الانسانية للراحل وتبنّيه لأسر الشهداء عامة، وأسرة الشهيد علي طه خاصة. كما تحدث اللواء فؤاد البلبيسي عن الراحل في كلمة له عن رفاق المعتقل.
وفي كلمة عائلة الفقيد، تحدثت ابنته "بانة" عن الأثر الذي تركه والدها بعد رحيله، وهو الذي لم "تكن الابتسامة تفارق وجهه المنير حتى في أشد اللحظات ألما من المرض أو من الظروف القاسية التي مر بها"، قائلة إن والدها "كان زاهدا في الدنيا وأن حلمه الوحيد كان العودة إلى فلسطين والصلاة في المسجد الأقصى".
وعُرض في بداية التأبين فيلم قصير عن حياة القائد المجاهد غازي عبد القادر الحسيني، تضمن أبرز محطات انخراطه في النضال الفلسطيني ومقتطفات من مقابلة سابقة له .