جمال الزبدة.. عالم ترك وكالة "ناسا" ليطور صواريخ ومسيرات المقاومة بغزة
جو 24 :
مهندس ميكانيك فلسطيني، وقائد في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولد عام 1956. ترك العمل في وكالة ناسا وعاد إلى قطاع غزة حيث وُلد، ويعتبر من مطوري القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية. وصفه جهاز الأمن الإسرائيلي بأنه ممثل قوة أساسية في إنتاج صواريخ المقاومة، واغتاله الاحتلال عام 2021.
المولد والنشأة:
ولد جمال محمد سعيد الزبدة عام 1956 في مدينة غزة لأسرة هُجرت من مدينة يافا في فلسطين. عرف بأخلاقه ونبوغه، وكان هامة علمية خلال فترة دراسته، لفتت دراساته نظر المجلات والكتب العلمية المتخصصة، وحصل على العديد من براءات الاختراع.
الدراسة والتكوين العلمي
تلقى جمال تعليمه الجامعي في ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأميركية، وحصل على درجة الدكتوراه في العلوم الهندسية والميكانيك من معهد فيرجينيا للفنون التطبيقية.
كتب أطروحته عن محرك طائرة (إف 16) المقاتلة، وركز في أبحاثه على ميكانيكا الموائع، والديناميكا الهوائية وجناح دلتا المستخدمة في صناعة الطائرات الحربية، واختص في مجال الهندسة الإنشائية، وتطوير البرمجيات.
التجربة العملية والعسكرية
على الرغم من عمله في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وتوافر سبل العيش هناك، فقد آثر جمال الزبدة الانتقال إلى دولة عربية، فكانت الإمارات العربية المتحدة وجهته حيث عمل فيها محاضرا لمدة 8 سنوات تقريبا في جامعة الإمارات.
قرر عام 1994 العودة إلى قطاع غزة، وعمل محاضرا في كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية، ثم أسس وترأس قسم الهندسة الميكانيكية عام 2010.
انضم مع نجله أسامة عام 2006 إلى فريق خاص من المهندسين في كتائب القسام، واتسمت نشاطاته بالسرية التامة حتى عن المقربين منه، إذ أسهم في تطوير قدرات المقاومة العسكرية، بما في ذلك تدريب عدد من المهندسين العسكريين، وتطوير الطائرات المسيّرة وبرنامج الصواريخ التي وصل مداها إلى 35 كيلومترا عام 2009.
الإنجازات
أظهرت سلسلة الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة تطورا ملحوظا في قدرات حماس العسكرية، ونجح جمال وفريقه من المهندسين العسكرين في تطوير برنامج الصواريخ القسامية، ففي معركة حجارة السجيل عام 2012 أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية 1500 صاروخ، بعضها تجاوز مداه 80 كيلومترا، وبعضها وصل لأول مرة إلى مناطق تل أبيب والقدس المحتلة.
وفي معركة العصف المأكول عام 2014، حلقت طائرات مسيرة تابعة لفصائل المقاومة في المجال الجوي الإسرائيلي، لم تستطع منظومات الدفاع الإسرائيلي اكتشافها إلا بعد أن اخترقت الأراضي المحتلة بعمق تجاوز 30 كيلومترا.
تمحورت جهود جمال الزبدة حول توسيع مدى صواريخ القسام لتصل إلى 250 كيلومترا، وتغطي جميع أنحاء فلسطين المحتلة، ونجحت كتائب القسام في تصنيع صاروخ جديد من طراز "عياش 250" وصل مداه إلى 250 كيلومترا، ودخل للخدمة في معركة سيف القدس عام 2021.
محاولة اغتيال فاشلة
أخفقت إسرائيل في اغتيال المهندس الخفي جمال الزبدة خلال معركة حجارة السجيل 2012. وكانت هذه المحاولة مفاجئة للكثيرين، إذ لم يكن يُعرف بعمله العسكري ولم يكن أحد يعلم أنه كان المسؤول عن دائرة التصنيع العسكري، وتطوير الصواريخ والطائرات المسيرة في كتائب القسام.
شهادة فخر
كشف نجله عبد العزيز في حوار للجزيرة نت مع العائلة، عن كثرة دعاء والده في شهر رمضان، قبيل اندلاع معركة سيف القدس (2021) بأيام قليلة، راجيا من الله أن يكتب له الشهادة وكثيرا ما كان يردد "القدس مستاهلة التضحية".
كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بعد استشهاده مقطع يجمعه بنجله أسامة، يظهر فيه جمال الزبدة وهو يقدم هدية لنجله بمناسبة عيد ميلاده، ويقول له "عقبال 100 سنة تقضيها بالجهاد وتكسير رؤوس اليهود".
قالت زوجته "أم أسامة" إن زوجها جمال كان حريصا على غرس حب الوطن والتضحية من أجله في نفوس أبنائه وحتى أحفاده الصغار. ورغم أنه كان قليل الكلام، فإن حديثه كان دائما عن المقاومة سبيلا وحيدا لتحرير فلسطين.
وتعهدت أم أسامة بمواصلة طريقه وتربية أحفادها على درب المقاومة ضد الاحتلال حتى تحقيق حلم جدّهم الشهيد بتحرير كامل تراب فلسطين من البحر إلى النهر.
الاغتيال
أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) يوم 12 مايو/أيار 2021، اليوم الثاني من معركة سيف القدس، عن اغتيال جمال الزبدة مع نجله أسامة وعدد من قادة ومقاتلي كتائب القسام في غارة جوية، ووصفه الإعلام الإسرائيلي بـ"الصيد الثمين".
ونعته زوجته وقالت "إذا ظن الاحتلال أن الدكتور جمال ذهب، فخلفه ألف جمال".
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية