كيف يؤثر غياب التقدير بين الزوجين على علاقتهما؟ وما سبل الإصلاح؟
جو 24 :
يحتاج الإنسان بطبيعته إلى الشعور باهتمام شريك حياته واحترامه وتقديره، في حين يتسبب غياب هذا الشعور -سواء لدى الزوج أو الزوجة- بمشاكل كبيرة في العلاقة.
فعندما يتجاهل شريك احتياجاتك، ولا يمنحك التقدير الذي تستحقه، ويصبح غير متاح عاطفيا، حينها لا بد أن تبحث عمن يساعدك في إنقاذ العلاقة قبل وصولها إلى طريق مسدود.
التقدير حاجة إنسانية أساسية
يرى الأخصائي النفسي الدكتور أشرف الصالحي أن "التقدير حاجة إنسانية أساسية. ومن أسس العلاقة والزواج الناجح التقديرُ والاحترام المتبادل بين الطرفين، ولا يمكن أن تنجح العلاقة دونهما. أما العلاقة المبنية على التقليل من شأن الطرف الآخر وعدم تقديره واحترامه، فتؤدي إلى بناء أسرة مفككة وغير مستقرة نفسيا".
ويتابع أن "العلاقة الزوجية السليمة تكون مبنية على التقدير والاحترام والمودة والتبادل والتفاهم. فالتقدير بين الزوجين له أهمية كبيرة لنجاح الزواج واستمراره، ولبناء علاقة زوجية قوية، والشعور بالرضا مع الطرف الآخر والقبول والاستقرار، والاهتمام المتبادل بين الطرفين".
ويشدد الطبيب النفسي على ضرورة معاملة شريك الحياة بالطريقة التى يحب أن يُعَامَل بها، "ومناداته بأحب الألفاظ والألقاب، مما من شأنه أن يمنح الزوجين القدرة على مواجهة وحل مشكلاتهما بسهولة باستخدام أساليب الحوار والنقاش وتقبل الرأي الآخر، وبناء أسرة قوية مترابطة يسود فيها التقدير والاحترام وينعكس على تعامل أفرادها مع الناس خارج البيت".
في المقابل، يبيّن الصالحي -في حديثه للجزيرة نت- أن غياب التقدير والاحترام بين الزوجين يترك آثارا سلبية تؤثر على العلاقة وعلى الحالة النفسية للزوجين، "وتتسبب في خفض الثقة بالنفس بشكل كبير، فيؤدي إلى عدم احترام الآخر والتقليل منه، واستخدام الألفاظ السيئة والإهانات، والعنف بأشكاله المختلفة منه النفسي أو الجسدي أو اللفظي".
التقدير اللفظي والسلوكي
من جانبه، يقول المستشار الأسري الدكتور أحمد عبد الله "نلحظ في جلسات التوعية الزوجية التي نجريها للشركاء الذين يمرون بعقبات أن أصل الكثير من الخلافات يعود إلى غياب التقدير".
ويعرّف التقدير بأنه "ردة الفعل الكلامية أو الإيمائية أو النفسية الإيجابية على ممارسات الشريك، وهو أمرٌ يغيب في كثير من الأحيان سواءً بشكل متعمّد أو غير متعمد. ومن المعروف أن الناس يحبون أن يشعروا بأثرهم الإيجابي في حياة الآخرين".
ويكمل "لهذا جاء الشكر اللفظي والسلوكي كواحد من مظاهر التقدير بين الناس، وفي حياة الزوجين تصبح الحاجة للتقدير أعلى، كون العلاقة تتمتع بالكثير من الخصوصيات والاستمرارية وتداخل الأدوار والحقوق والواجبات".
ويشدد المستشار عبد الله على أن التقدير يحتل مرتبة عالية جدا لدى البعض، "ممن يشعرون باستحالة استمرار العلاقة دونه. يمكن لغياب التقدير يتسبب في أشكال متعددة من السلوكيات الخاطئة بين الزوجين، بل حتى بين الإنسان ونفسه. إذ أشارت العديد من الدراسات النفسية إلى علاقة وثيقة بين التقدير الزوجي وتقدير الذات".
ويضيف "يعتبر البعض التقدير والشكر من مداخل الحب، فلسان حال بعض الأزواج يقول: أنت تقدرني إذن أنت تحبني، وهذا مستوى عالٍ وخطير للتقدير، إذ إن غيابه في هذه الحالة يعني غياب مدخل كبير من مداخل الحب الذي يعتبر من ركائز الحياة الزوجية".
ويقول عبد الله "لا نستطيع أن نحصي عدد أو نوعية الآثار السلبية لغياب التقدير، لكن على الأقل يمكن القول إنه سيسلب الأمان والهدوء من العلاقة، دون أن يعني نشوب الخلافات بالضرورة، لكن في حال نشوبها، فسيصبح تجاوزها أمرا صعبا".
كيف تتعامل مع غياب التقدير؟
وتحت عنوان "ماذا يمكن أن تفعل إذا لم تشعر بتقدير الشريك؟"، نشر موقع "فري ويل مايند" نصائح يمكن اتباعها لإعادة العلاقة الزوجية إلى مسارها الصحيح حال غياب التقدير، ومنها:
فتح أبواب التواصل: قد يعود غياب التقدير إلى مواجهة شريكك مشاكل في العمل. تحدث معه عن شعورك بعدم التقدير واستمع إلى ردوده بانتباه، دون أن تغفل التواصل غير اللفظي. تحدث عن المشكلة مع شريكك بهدوء وصدق. يمكنكما العمل معا لحل المشكلة، واكتشاف الطرق التي يمكن لشريكك من خلالها أن يجعلك تشعر بالتقدير.
تقدير الأشياء الإيجابية: قد يغيب التقدير بشكل مباشر، لكن حاول التركيز على الأشياء الإيجابية التي يفعلها شريكك، وأولها المزيد من الأهمية.
التعبير عن الامتنان: الامتنان يقوي ويعزز العلاقات، كما يجعلك أكثر سعادة. عندما تظهر الامتنان، فأنت في وضع عاطفي سليم.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية