مركز "بتسيلم" الإسرائيلي: "الحزام الأمني" الذي يقيمه الاحتلال بغزة "جريمة حرب
قال مركز حقوقي إسرائيلي، إن الحزام "الأمني" الذي تقيمه دولة الاحتلال في قطاع غزة يعد "جريمة حرب".
جاء ذلك في تقرير صادر عن مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم".
وذكر التقرير "في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بدأت إسرائيل العمل على إنشاء حزام أمنيّ داخل أراضي قطاع غزّة".
وتابع: "وفقاً لما نشرته وسائل الإعلام، يُفترض أن يبلغ عرض هذا الحزام نحو كيلومتر واحد، ويمتدّ على كامل الحدود مع إسرائيل، والتي يبلغ طولها نحو ستّين كيلومتراً".
وأشار التقرير، إلى أن "الحزام سيشمل نقاطاً عسكريّة وطرقاً معبّدة ووسائل مراقبة. لن يكون بمستطاع الفلسطينيّين الدّخول إلى نطاق الحزام، بمن فيهم أولئك الذين كانوا يُقيمون في هذه المنطقة قبل الحرب أو كانوا يزرعون فيها".
وقال: "لأجل تحقيق هذا الهدف تعكف إسرائيل على هدم كلّ ما يوجد في المنطقة المخصّصة للحزام الأمنيّ من مبانٍ سكنيّة وعامّة، بما في ذلك المدارس والعيادات والمساجد والحقول الزراعيّة والكروم والدفيئات (الزراعية)".
ونقل التقرير عن شهادات لجنود احتياط، أن "عمليات الهدم لا تجري بناءً على معلومات استخباراتيّة أو نتائج عُثر عليها في الموقع، وإنّما بهدف إخلاء مساحة لغرض إنشاء الحزام الأمنيّ".
وتابع: "تنجو من الهدم فقط مباني وكالة الغوث أو منشآت تبرع بها الاتحاد الأوروبي، مثل خزّانات المياه ومرافق معالجة مياه الصّرف الصحّي".
وفي هذا الصدد، لفت التقرير، إلى أن "صور الأقمار الصناعيّة التي نشرتها وسائل الإعلام تكشف الأضرار الجسيمة التي ألحقها الجيش".
وقال: "تحليل هذه الصور يُظهر كيف هدم الجيش في مناطق تبعُد مئات الأمتار عن الحدود أحياء سكنية بأكملها ومبانيَ عامّة. وفي مناطق أخرى دُمّرت مساحات زراعية شاسعة".
وذكر عدي بن نون، من قسم الجغرافيا في الجامعة العبرية، أنّ إسرائيل هدمت (1072) مبنىً حتى 17 يناير/ كانون الثاني الماضي، من أصل (2824) مبنىً يبعُد عن الحدود كيلومتراً واحداً أو أقلّ.. معظمها مبانٍ سكنية"، بحسب التقرير.
وتابع: "ويضيف بن نون، أنّ المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالمباني توجد قريباً من (محافظة) خانيونس (وسط قطاع غزة)، حيث جرى هدم (704) من أصل (1048) مبنىً يقع ضمن النطاق المذكور، أي نحو 70 بالمئة من المباني".
وقال التقرير: يُمكن أن نرى في صور الأقمار الصّناعيّة تدمير حيّ بأكمله في بيت حانون (شمال شرق) كان يشتمل على أكثر من (150) مبنى سكنيا ومدارس ومستشفيين، وكانت المنطقة محاطة بمساحات زراعيّة جرى تدميرها كلّها".
وزاد: "مثال آخر على هذه السياسة؛ هدم بلدة خُزاعة (في خانيونس)، الواقعة مقابل كيبوتس نير عوز، وكانت منازلها الأقرب إلى الحدود".
وأضاف: "هدم الجيش جميع المباني التي كانت في خُزاعة، بما فيها منازل ومسجد ودفيئات زراعيّة وكذلك الأراضي الزراعيّة التي كانت تحيط بها".
ولفت تقرير المركز العبري، إلى إن إسرائيل، رسميّاً، لا تعترف بأنّها تعتزم إنشاء حزام أمنيّ على امتداد الحدود، إذ يكرّر الناطق بلسان الجيش الإسرائيليّ وجهات رسميّة أخرى أنّ أعمال الهدم الموسّعة سببها تصرّفات "حماس"، وأنّ جميع أعمال الهدم التي طالت المنازل والطرق والأراضي الزراعيّة تستهدف البُنية التحتيّة للمقاومة".
وأضاف: " تصريحات رسميّة أخرى توضح أنّ إسرائيل تعتبر إنشاء الحزام الأمنيّ جزءاً من منظومة دفاعيّة لحماية بلدات الجنوب وأنّ هذه ضروريّة لتمكين سكّانها من العودة إلى منازلهم".
ولليوم 141 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 29 ألفا و 514 شهيدا، وإصابة 69 ألفا و 616 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.