المخرج خالد الحجر: "حب البنات" أعادني لمصر بعد سنوات في إنجلترا
جو 24 :
بعد أن أعلنت سينما "زاوية" عن إعادة عرض فيلم "حب البنات" ثم رفعت لافتة "كامل العدد" خلال ساعات قليلة منذ فتح شباك التذاكر عليه، كتبت واحدة من الجمهور تلك الجملة "فيلم "أحلى الأوقات" وتبقى كملت.. ويشربوا بقي الأفلام الواقعة اللي بتتعمل بقالها 10 سنين دي"، وهو ما يوصف الحالة التي يشعر بها جمهور السينما من حبهم لعدد من الأفلام المميزة التي تم تقديمها في بداية الألفية، وهو ما اعتبره مخرج الفيلم خالد الحجر انتصارا لصناعة السينما التي كانت تقدم فناً مختلفا.
فعلى الرغم من أن العرض الأول لفيلم "حب البنات" كان عام 2004، أي منذ 20 عاما، ولكن رفعت كل عروضه حتى يوم 27 فبراير المقبل شعار "كامل العدد"، وبدأ الجمهور يطالب بزيادة عدد العروض بعد أن كان من المقرر أن تعرض النسخة المرممة منه بالسينما في يوم عيد الحب، ولكن استمر العرض.
الشباب يحفظون سيناريو الفيلم
وكما أكد مخرجه خالد الحجر في تصريحات خاصة لموقع "العربية.نت" أنه من المحتمل أن يتم زيادة عدد العروض الخاصة بالفيلم بناء على الطلبات المستمرة عليه من الجمهور دون توقف على كل مواقع التواصل الاجتماعي خاصة أن آخر العروض المعلن عنها حتى الآن هو يوم 27 فبراير القادم وكلها ممتلئة، موضحاً أن إدارة السينما أكدت أن الطلب في تزايد على التذاكر لحضور الفيلم.
وحول الحالة التي ظهرت في العديد من الفيديوهات من حالة الحماس والحب للفيلم من قبل الجمهور قال الحجر: "كنت في حالة من الاستغراب بأن تكون حفلات العرض للفيلم جميعها كامل العدد على مدار 6 أيام بعد أن كان سيعرض لليلة واحدة فقط، وعندما حضرت للمرة الأولي بعد عودتي من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية كان معي زوجتي الإنجليزية والمخرج أحمد مختار وابنه وعدد من الضيوف الأجانب، والحقيقة لم أكن أتوقع أن يحدث الأمر بهذا الشكل، فالشباب يغني مع أغاني الفيلم بالإضافة إلى أنهم يحفظون سيناريو الفيلم عن ظهر قلب، ومن الأمور التي لاحظتها أن 60 لـ 70% من الحضور بنات، بل تجمعات من البنات، أما فكرة الثنائيات فقليلة جدا، وهو ما جعلني أتأكد أن حدوتة الفيلم هي بالفعل حب البنات، فهو يتحدث عنهم ولذلك شعرت به الفتيات بشكل أكبر، وانتشرت العديد من الفيديوهات التي تثبت فكرة أن التفاعل من البنات بشكل كبير جدا".
إعادة اكتشاف الفيلم من جديد
وأشار الحجر "عندما تحدث معي عدد من الحضور بالإضافة إلي العديد من الفيديوهات التي كشفت عن عدد من الحضور وعلاقتهم بالفيلم، بأن هناك جيل وقت العرض الأول للفيلم عام 2004 كان من الأطفال، وأنهم هم من أعادوا اكتشاف الفيلم من جديد وسط الأفلام التي تعرض، بالإضافة إلى استخدامهم له في وصف الحالات التي يتعايشون معها نفسيا مثل مشهد صراخ حنان ترك وغيره، وهو ما وجدته مؤثرا أن يتفاعل ذلك الجيل مع الفيلم بكل تلك الحماسة".
وتابع الحجر: "أعتقد أن هذا يعود إلى تيمة الحب المتواجدة في العمل، فهو يتحدث عن الحب بكل أنواعه وأشكاله، وهو ما قدمه السيناريست تامر حبيب وأبدع فيه، وعلى الجانب الآخر نجحنا كإخراج وإنتاج في تقديم عدد من النجوم بالشكل الحلو بالمعنى التقليدي الكلاسيكي والتي بنيت عليها سينما هوليوود، بأن الممثلين شكلها حلو والأماكن أيضا، حيث لاحظت أنه عندما يتم عرض مشاهد قريبة لأبطال الفيلم على الشاشة تشعر بمدى سعادة الجمهور وتفاعلهم معهم، فشكلهم حلو على الشاشة".
الجمال سبب نجاح الفيلم
وأردف مخرج فيلم حب البنات: "السينما دوما مبنية على الجمال وجمال الناس، ولذلك كان هناك دائما قاعدة باختيار ممثلين شكلهم حلو ثم يتم تعليمهم التمثيل مثل رشدي أباظة وعمر الشريف وميرفت أمين وهند رستم ونجلاء فتحي وغيرهم ممن تم اختيارهم من خلال المخرجين ودخلوا المجال لأن شكلهم فقط حلو ثم تعلموا التمثيل، أما ممثلو المسرح فعلى الرغم من قوة تمثيلهم، ولكنهم ليسوا على مستوى جمال نجوم السينما الساحر".
وحول الأسباب التي جعلت الجمهور يتعلق بالفيلم من وجهة نظره بعيدا عن أن فكرته تتناول الحب، أوضح الحجر قائلاً: "الفيلم مصنوع بتكنيك مختلف ومتطور عن الأعمال التي قدمت في تلك الفترة، وحتى في التصوير، بالإضافة إلى الموسيقى العبقرية لعمر خيرت والتي قدمت مختلف الحالات في الفيلم بطريقة متنوعة، كما أن الإضاءة في الفيلم كان عليها عامل كبير فعلى الرغم من الأزمات والمشاكل الموجودة في حكاية الفيلم ولكنها ليست سوداوية، فقد أعطت حالة من البهجة، فقد كان هذا العمل بمثابة علاج نفسي".
صوت أشرف عبدالباقي
وأضاف: "أن السيناريو الخاص به أشبه بالحدوتة، وهو ما يحبه الناس بأن يكون هناك حالة من الحميمية مع سيناريو الفيلم وأن يتغلغل إلى مشاعرهم، فهناك العديد من الأمور المكتوبة في السيناريو تم تنفيذها بحرفية شديدة، جعلت الفيلم كأنه حكاية لسندريلا، وعندما تُحكى بصوت أشرف وهو صوت مميز كالراوي، وهو من أحد أسباب الجذب للفيلم، فالعمل أشبه بمسلسل friends عندما انتهى الجمهور عاش حالة من الحزن".
وتابع الحجر: "حب البنات" من الأفلام المقربة إلى قلبي لأنه غير موجه ويخاطب جميع الفئات، وأرى أن الممثل هو رد فعل الشارع، والجمهور لا يقوم بتقليد النجم تقليدا أعمى، لكن ما يحدث هو ترديد لما يحدث للشارع، فبعد سنوات عشتها في إنجلترا رصدت الواقع والخليط بين الثقافتين المصرية والإنجليزية، وهذا أمر جيد، وتعلمت خارج مصر السيناريو والإخراج".
ليلى علوي سبب العودة إلى مصر
وأوضح الحجر أن الفنانة ليلى علوي هي السبب في عودته لمصر مرة أخري، قائلاً: "عندما تقابلنا عند عرض فيلم "غرفة للإيجار" في مهرجان مونز لأفلام الحب في بلجيكا، وأبدت إعجابها الشديد بالفيلم وطلبت مني العودة لمصر والعمل معا وأن لديها العديد من المشاريع السينمائية بالفعل، وبالفعل عدت إلى مصر واستقبلتني ليلى في المطار وعزمتني على العشاء وقدمت لي 3 سيناريوهات لأختار منها، وأن منتجي الأفلام جاهزون على بداية العمل، وبالفعل قرأت وأعجبت بسيناريو حب البنات، وكان تامر حبيب كاتب فيلم رومانتيك كوميدي لايت بشكل لطيف جدا".
وتابع الحجر: "تقابلت بليلى مرة أخرى وأعربت لها عن حبي لتقديم الفيلم وأشارت لي إلى أن منتج الفيلم الراحل ممدوح الليثي، وأن الراحل محسن علم الدين هو من سيدير الإنتاج، وقابلتهم وتم توقيع العقود في بداية 2003، ثم تم عقد العديد من جلسات العمل التي جمعتني وليلى وممدوح الليثي لاختيار باقي فريق العمل، خاصة أن هناك اقتراحات كانت موجودة وقمت بتعدي العديد منها، وقمنا بالتحضير على مدار 6 شهور كاملة ما بين ديكورات المنازل وعدد من الأماكن وبروفات مع الممثلين، والحقيقة أنه في الكواليس كانت هناك طاقة حب كبيرة بقيادة ليلى علوي، وهو ما ظهر على الشاشة".
نجاح غير عادي
وأضاف "فيلم "حب البنات" كان أول فيلم مصري لي بعد عودتي من إنجلترا لذلك كنت أريد أن يرى الجمهور شيئا مختلفا ومميزا من خلاله، ناقلاً كل ما تعلمته في الخارج".
وأكد الحجر أنه عندما عرض الفيلم للمرة الأولى بمهرجان القاهرة السينمائي لاقى نجاحا كبيرا، وعندما عرض وقتها أيضا حقق نجاحا غير عادي، ولكن ما لم يكن يتوقعه هو طلب المهرجانات للفيلم خاصة أنه لايت كوميدي، فعرض في 70 مهرجانا من بينها لندن وتورينو ونيويورك وميلانو وبلجيكا، وحصل على العديد من الجوائز في التمثيل والتأليف والإخراج وأيضا جوائز من الجمهور الذي أحب الفيلم بالرغم من اختلاف اللغة، فالفيلم روحه حلوة مثل الأفلام الكلاسيكية.