jo24_banner
jo24_banner

صمود الغزيين "رجع الصدى" على الاحداث العالمية

أحمد عبدالباسط الرجوب
جو 24 :


قراءة في رجع الصدى للعدوان الهمجي البربري الذي يقودة مجرب الحرب "النتن" ، وانعكاسات شظايا هذه الحرب الضروس حول غزة والمحيط الاقليمي لا بل والدولي ،ونشرح اكثر ونقول:

(1) الانتخابات الامريكية

أطلق الجيش الأمريكي يوم امس السبت 2 مارس /آذار 2024 عملية إنزال جوي للأغذية والإمدادات على غزة في المرحلة الأولى، لينضم بذلك إلى دول أخرى مثل فرنسا والأردن ومصر والإمارات ، وهنا غدت غزة محور الأزمة الانتخابية التي يواجهها الرئيس الأميركي جو بايدن داخل حزبه، حيث تنمو ظاهرة غير الملتزمين التي ظهرت بفاعلية في الانتخابات الداخلية للحزب في ولاية ميتشيغن ويتوقع تعميمها وتكرارها ونموّها في ولايات كثيرة، تتسبب بالقلق لإدارة حملة بايدن، والسبب موقف بايدن وإدارته من حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وفي محاولة هوليوودية لاحتواء هذه الضغوط قرر بايدن إنزال مساعدات لأهالي غزة من الجو، قامت قنوات التلفزة الأميركية بتصويرها ونقلها على الهواء، وسط تساؤلات، عن سبب الهروب من حل أزمة دخول القوافل البرّية التي تتجمّع بآلاف الشاحنات ولا ينقصها إلا قرار أميركي بالضغط على دولة الكيان الصهيوني .

وفي سياق متصل فقد ذكر السفير الأمريكي السابق، روبرت فورد، أن الولايات المتحدة، التي ستقوم بعملية إنزال جوي للمساعدات على غزة، تتعرض لأسوأ إذلال من قبل إسرائيل. وبهذا الخصوص، كتب فورد، الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة في سوريا والجزائر، في منشور على منصة "إكس": " رأيت إسرائيل تهين الإدارات الأمريكية السابقة، لكن بصرف النظر عن الغارة الجوية الإسرائيلية القاتلة عام 1967 ضد سفينة البحرية الأمريكية ليبرتي، فإن الولايات المتحدة تُجبر الآن على القيام بإنزال جوي للمساعدات على غزة كما لو أن الولايات المتحدة ليست أفضل من مصر والأردن، ويعد أسوأ إذلال إسرائيلي للولايات المتحدة الأمريكية شهدته في حياتي".

(2) ايران

كانت غزة حاضرة في الانتخابات الايرانية التي جرت في 1 مارس / آذار 2024، حيث تكتسب هذه الانتخابات أهمية خاصة لعدة أسباب:

أولاً، كونها الأولى التي ستجرى بعد الاحتجاجات التي شهدتها إيران على خلفية أزمة قانون الحجاب ومقتل الشابة الكردية مهسا أميني على أيدي عناصر شرطة الأخلاق في 15 سبتمبر عام 2022 والتي لا تزال تلقي بظلالها على المشهد الداخلي، حيث يشعر قطاع من الإيرانيين بالاستياء من الحالة التي وصل إليها اقتصاد البلاد والقيود التي تفرض على الحريات الاجتماعية والسياسية.

وثانيًا، لأنها تأتي في ظروف إقليمية ودولية صعبة في ظل تصاعد حدة الحرب التي تشنها دولة المشروع الصهيوني البريطاني في قطاع غزة وما يرتبط بها من تصعيد مع مليشيات موالية لإيران في دول مختلفة.

وثالثًا، لأنها قد يكون لها تأثير على اختيار المرشد الأعلى القادم، ففي حالة غياب المرشد الحالي علي خامنئي الذي يبلغ من العمر 84 عامًا، عن المشهد، سيحق لمجلس خبراء القيادة في دورته الجديدة اختيار خليفته.

وفي غضون ذلك، اهتم الناخبون الإيرانيون بمواضيع أخرى تشغل بالهم أبرزها احتمال انخراط طهران في الحرب بين الكيان الصهيوني وحماس في حال اتساع نطاقها أبعد من قطاع غزة، وأن تطوّر الحرب بين الكيان وحماس قد يؤثر على نتائج الانتخابات النيابية..

(3) انتخاب جورج غالاوي

ساهمت غزة أيضاً بالفوز المفاجئ للنائب البريطاني السابق جورج غالاوي بمقعد نيابي في الانتخابات الفرعية لمدينة روتشديل، إذ احتل مرشح حزب العمال السابق المركز الرابع ، إن عودة السياسي غالاوي إلى ويستمنستر بعد ما يقارب عقداً من الزمن تأتي بعد ظهوره في برامج الدردشة التلفزيونية الإيرانية، وبرنامج تلفزيون الواقع البريطاني ، إلا أن ذلك ليس السبب الوحيد الذي يجعل من غالاوي محط جدل في الأوساط السياسية والإعلامية، فتوجهاته السياسية فيما يتعلق بالدول الغربية وقضايا الشرق الأوسط تميل إلى جانب دول الشرق الأوسط، فقد قال غالاوي في حديثه بعد لحظات من فوزه: "هذا من أجل غزة".

لقد أربك المشهد البريطاني بعودة هذا الناشط المفعم حباً لفلسطين وفهماً لأوضاع المنطقة إلى ملعب السياسة البريطانية حيث أغبياء وحمقى لا يفهمون عن المنطقة إلا القليل القليل مما يعرفه غالاوي. لم يمنح غالاوي لحملته الانتخابية المفاجئة التي انتهت بفوزه سوى شعار واحد، سوف نجعلهم يدفعون الثمن لمشاركتهم بالمذبحة بحق الفلسطينيين في غزة.

(4) استقالة حكومة رام الله

يبدو ان لهيب حرارة الاجواء في غزة قد عصفت بحكومة محمد اشتية، وهو في تقديري أنها اتت استجابة لضغوط دولية لتحقيق مطلب "تجديد السلطة"، ومهما قدم اشتيه من مبررات كان منها أزمات رافقت الحكومات من بداياتها عام 2019 ، الا انها تبقى في راينا ضمن صدى الرجع لحرب الكيان الصهيوني على غزة ، ولن تكون أي حكومة قادمة بمثابة استحقاق، لا سيما أن الاستقالة استبقت لقاء الفصائل الفلسطينية في موسكو ، حيث ان حركة فتح قد اعلنت انها تريد من الحوار الفصائلي التوافق على وجوب إنهاء الحرب على غزة ، والموافقة على البرنامج السياسي لمنظمة التحرير كمرجعية للشراكة في العمل السياسي والالتزام بنظامٍ وسلاحٍ واحد في الأراضي الفلسطينية كافة وتشكيل حكومة تكنوقراط "مهنية مؤقتة" ومكلفة من رئيس السلطة محمود عباس.

وهنا لا بد من استشراف المستقبل القريب للمرحلة المقبلة وتحدياتها والتي تحتاج إلى ترتيبات سياسية فلسطينية جديدة، تأخذ بالاعتبار الواقع المستجِد في قطاع غزة، ومحادثات الوحدة الوطنية والحاجة الملحة التي يفرضها واقع ما بعد 7 اكتوبر 2023 والتي يجب ان تؤول إلى توافق فلسطيني- فلسطيني ووحدة الصف وبخاصة فصائل المقاومة التي خاضت حربا طاحنة مع دولة المشروع الصهيوني البريطاني..


* الكاتب باحث ومخطط استراتيجي

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير