باحثة في الشأن الفلسطيني عن الانزالات الجوية: فكرة اردنية رائدة استغلتها الدول الغربية للتنصل من مسؤولياتها

خاص - قالت الباحثة في الشأن الفلسطيني، د. أريج جبر، إن الانزالات الجوية كانت فكرة أردنية رائدة لكسر الحصار عن قطاع غزة، خاصة وأن المملكة لا تملك منافذ حدودية مباشرة مع قطاع غزة، الأمر الذي دفعها للجوء إلى عمليات الانزال الجوي التي سلّطت الضوء على امكانية اتخاذ خطوات لدعم صمود المدنيين في قطاع غزة ولفت نظر العالم إلى حرب التجويع الحقيقية على أهالي القطاع، مشيرة إلى أن الانزالات الجوية تساهم بتخفيف المعاناة عن الأهالي.

وأضافت جبر لـ الاردن24 أن المشهد بدأ يتكرر من قبل مجموعة من الدول الأخرى بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي جعل أهداف هذه العمليات تتحوّل من هدف انساني إلى هدف "انسحابي"، إذ بدأت الدول القادرة على ايصال المساعدات وكسر الحصار عن قطاع غزة تتنصّل من مسؤولياتها والتزاماتها الدولية والانسانية وتستسلم للقيود التي يفرضها الاحتلال.

وحذرت جبر من أن تصبح الانزالات الجوية ذريعة لاستمرار اغلاق المعابر وشرعنة منع وصول الامدادات، إلى جانب انسحاب الدول العربية والدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة من مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والانسانية، لافتة إلى أن الغرب استغلّ الانزالات الجوية الأخيرة لأهداف دعائية وخلق وجه انساني يدعم المدنيين في الحرب، وخلق شعبية للرئيس الأمريكي جو بايدن في الانتخابات الأمريكية بعد أن فقدتها على أثر طوفان الأقصى.

وبيّنت جبر أن الأصل بالانزالات الجوية أن لا تكون بديلة عن ايصال المساعدات بشكل مباشر عبر البرّ، حيث أنها تخطئ أهدافها أحيانا بسبب الأحوال الجوية، وامكانية تعرّض بعضها للتلف، مشيرة إلى أن الانزالات التي تقوم بها بعض الدول الكبرى تثبت حقيقة وأد المؤسسات الاغاثية والتحالف الدولي ضدّ الأونروا، واظهار امكانية الاستغناء عن دورها الإغاثي.

وأشارت جبر إلى أن هناك آلاف الشاحنات التي تتكدس أمام معبر رفح، ولا يمكن القبول بشرعنة ابقائها عليها مغلقة واعطاء اسرائيل الحق بالسيطرة على معبر رفح ومحور فيلادلفيا لاحقا لتضييق الخناق على كامل قطاع غزة من أجل تجويع المواطنين هناك واجبارهم على الاستسلام والقيام بثورة ضد المقاومة.

ولفتت جبر إلى أن تكرار الانزالات أصبحت تخلق أهداف ثابتة لقوات الاحتلال.

وقالت جبر إن الانزالات تؤكد فشل المجتمع الدولي في توفير حالة انسانية حقيقية، واصبحت بمثابة ذر الرماد في العيون، وتحولت من هدف انساني سامٍ انطلقت على أساسه، وتحوّلت لأداة للتخلي عن المسؤوليات القانونية والاخلاقية للمجتمع الدولي.