الحرب بين النتن وغانتس وصلت حد كسر العظم
جو 24 :
نضال العضايلة
طلب رئيس حكومة الكيان الصهيوني النتن ياهو من مكتبه فتح تحقيق موسع في كيفية حصول عضو مجلس الحرب على قطاع غزة، بيني غانتس، على تذكرة سفر إلى العاصمة الأمريكية، رغم معارضته لسفر الأخير.
وفي خطوة تصعيدية بين نتنياهو وغانتس، يجري مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، تحقيقا موسعا في كيفية حصول بيني غانتس، على تذكرة سفر إلى واشنطن، رغم رفض نتنياهو".
مكتب النتن اعتبر زيارة غانتس، لواشنطن غير رسمية ولن يتم تمويلها من الحكومة الإسرائيلية، على أن يتم تمويلها من حزب "معسكر الدولة"، الذي يتزعمه غانتس، عضو مجلس الحرب على غزة، وذلك بعدما أصدر مكتب نتنياهو، تعليمات لسفير إسرائيل في واشنطن، مايك هرتزوغ، بعدم مرافقة غانتس، خلال زيارته للولايات المتحدة وعدم التعامل مع الزيارة على أنها رسمية".
الإعلام عبري قال أنه وبتوجيه من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب إلى سفارة البلاد لدى لندن بعدم التعاون مع الزيارة المقررة للوزير بمجلس الحرب بيني غانتس إلى العاصمة البريطانية المرتقبة الأسبوع المقبل.
وكان نتنياهو قد وبخ غانتس الذي وصل إلى واشنطن يوم الأحد الماضي لإجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين مما يشير إلى اتساع الصدع داخل قيادة البلاد بعد ما يقرب من خمسة أشهر من حربها مع حماس.
نتنياهو عنف غانتس حول الزيارة وأخبره بأن البلاد لديها "رئيس وزراء واحد فقط"، في الوقت الذي يعتبر الإسرائيليون غانتس، الذي تظهر استطلاعات الرأي أنه سيحظى بدعم كاف ليصبح رئيسا للوزراء في حال أجريت الانتخابات اليوم، معتدل سياسيا، لكنه ما يزال غامضا فيما يخص وجهة نظره بشأن إقامة دولة فلسطينية.
وكان بيني غانتس وبعد 100 يوم من الحرب على غزة قد ظهر في مظاهرة حاشدة بتل أبيب تهاجم تعاطي الحكومة مع ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، الأمر الذي أثار حنق النتن وزمرته.
رغم كونهما في "حكومة الحرب"، واتفاقهما سياسياً على القضاء على حركة حماس داخل قطاع غزة، إلا أن العديد من القضايا لا تزال تُعمق الخلاف بين النتن، وزعيم المعارضة بيني غانتس الذي يعد المنافس الرئيسي لنتنياهو على منصبه الحكومي الأبرز داخل تل أبيب.
الخلاف بين نتنياهو وغانتس ليس وليد اللحظة بل له جذور سابقة، في حين أشاروا إلى أن استقالة غانتس من حكومة الحرب سيمثل تحولًا نوعياً في مسار الحرب داخل قطاع غزة، وهو ما يسعى نتنياهو لتجنبه لعدم تورطه في مأزق سياسي يهدد مستقبله الحكومي الراهن.
ومنذ تشكيل مجلس الحرب -الذي يرأسه نتنياهو ويضم غالانت وغانتس- ظهرت الخلافات في أكثر من مناسبة بين نتنياهو وغانتس بشأن إدارة الحرب وملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
تقارير جديدة ظهرت إلى العلن، تفيد بأن التحالف الحكومي الهش لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان قريبا من الانهيار بعدما بحث الوزيران البارزان بيني غانتس وغادي آيزنكوت الانسحاب من مجلس الحرب، متهمين نتنياهو بالانفراد بقرارات مصيرية تتعلق بصفقة محتملة لتبادل الأسرى مع حركة حماس، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية.
نتنياهو كان قد استبعد غانتس وآيزنكوت بشكل شبه كامل من عملية صنع القرار فيما يتعلق بمحادثات القاهرة سواء بحجم التفويض الممنوح للوفد الإسرائيلي أو بمنع الوفد من التوجه مرة أخرى إلى القاهرة للمشاركة في جولة مفاوضات جديدة.
نتنياهو يعيش حالة ارتباك ولا يثق بقادة الأجهزة الأمنية ولا يريدهم أن يتخذوا قرارات لا تتماشى مع موقفه ورأيه ولهذا أرسل مستشاره الخاص إلى اجتماع القاهرة ليكون بمثابة مراقب لرئيس جهاز الموساد.
زيارة غانتس إلى واشطن تظهر بوضوح حجم الصدام مع نتنياهو، خصوصاً في ما يتعلق بضرورة التوصل إلى صفقة من شأنها الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين. وما من شك في أن الزيارة سيكون لها تداعيات على المسار السياسي لحكومة الاحتلال خلال الفترة المقبلة، ويعد زعيم المعارضة غانتس المنافس الرئيسي لنتنياهو على منصبه الحكومي الأبرز، في حين تتزامن زيارته في الوقت الذي أصبحت فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن محبطة بشكل متزايد من نتنياهو وحكومته.
ومن المرجح أن ينسحب وزيري المجلس الحربي غانتس وغابي آيزنكوت من مجلس الحرب في حال المراوغة في مفاوضات صفقة الأسرى في غزة، حيث وضعا هذا الملف كأدنى شرط لاستمرار شراكتهما في حكومة نتنياهو، وهو ما سيشعل فتيل الحرب الداخلية بين النتن ومعارضيه في المجلس.
غانتس، لم يتوان عن إظهار عدم ثقته بنتنياهو، وخوفه من أن يؤدي فشل الحكومة ورئيسها إلى توجيه ضربة لحياته السياسية، فأقدم على توجيه رسالة من باب إظهار تمايزه عن نتنياهو، ولمخاطبة الجمهور الإسرائيلي وإبراز موقفه من الخطوة التي ستلي اليوم الذي تنتهي فيه الحرب.
وكان بيني غانتس قد طالب نتنياهو بوقف تمويل الأحزاب الدينية، مما يعني إن الخلاف قد يُؤدي إلى انسحاب حزب أزرق أبيض من الحكومة.