حزبيون: مشروع القرار الامريكي يستهدف انقاذ الاحتلال، ومحاولة تدارك خسائر بايدن في الانتخابات
جو 24 :
مالك عبيدات - لا يمكن اعتبار مشروع القرار المعدل الذي وزعته المندوبة الأمريكية على أعضاء مجلس الأمن الدولي لإبرام اتفاق سريع وعاجل لوقف إطلاق النار الفوري لمدة 6 أسابيع في قطاع غزة، بريئا على الإطلاق، فالولايات المتحدة كانت ومازالت شريكة في حرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، وهي الجهة التي تموّلها عسكريا واقتصاديا، وتوفّر الغطاء السياسي اللازم لاستمرارها.
وحول ذلك، أكد أمناء عامّون لأحزاب سياسية أردنية أن الخطوة الأمريكية جاءت بهدف ترميم صورة الكيان الصهيوني، وبهدف توفير أداة وغطاء يمكّن الاحتلال من وقف حربه دون فضح الخسائر العسكرية والسياسية التي مُني بها في غزة.
ولفت الحزبيون إلى أن الولايات المتحدة تحاول أيضا حفظ ما تبقى من ماء وجهها أمام المجتمع الدولي والأمريكي، وذلك من خلال إظهار حرص مزيف على وقف الحرب.
أبوعلبة: محاولة لتدارك خسائر الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية
وقالت أمين عام حزب الشعب الديمقراطي الأردني "حشد"، عبلة أبوعلبة، إن الموقف الأمريكي الأخير من وقف اطلاق النار، له صلة مباشرة بالانتخابات الأمريكية وردود الفعل السلبية لدى جمهور واسع من العرب أساساً، ومن الشباب الأمريكيين، الذين لم يصوتوا لصالح الحزب الديمقراطي ومرشحه الرئيس بايدن في يوم "الثلاثاء الكبير" الفائت، مشيرة إلى أن نتائج التصويت كانت مرعبة بالنسبة لهم، فاستدركوا وقدموا مشروع القرار بوقف اطلاق النار.
وأضافت أبو علبة لـ الاردن24 أن موقف الولايات المتحدة من العدوان على غزة معروف بأنه موغل في تحالفه مع الاحتلال، وجميعنا يعرف ان الادراة الامريكية استخدمت الفيتو ثلاث مرات في مجلس الامن ضد وقف الحرب على غزة، غير عابئة بحجم الخسائر البشرية الإنسانية الهائلة المنافية ليس فقط للشرائع الدولية وانما للقيم الإنسانية نفسها.
وأكدت أبوعلبة أن الولايات المتحدة كانت وستبقى شريكاً اصيلاً لدولة الاحتلال في حربها المستمرة على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وعلى القضية الفلسطينية، مؤكدة ثقتها بالموقف الصلب للشعب الفلسطيني الصامد ومقاومته الباسلة التي لا تلين.
الفلاحات: القرار الامريكي يستهدف انزال الكيان الصهيوني عن الشجرة
وقال أمين عام حزب الشراكة والانقاذ، سالم الفلاحات، إن مشروع القرار الأمريكي جاء بهدف "انزال الكيان الصهيوني عن الشجرة" دون أن تُشعر العالم بهزيمة الكيان الصهيوني، وليكون هناك التزام اسرائيلي بقرار مجلس الأمن.
وأضاف الفلاحات لـ الاردن24 أن الولايات المتحدة تريد من هذا القرار تبييض وجهها وصورتها بعد المجازر التي ارتكبت في فلسطين من قبل قوات الاحتلال نظرا لكون أمريكا هي صاحبة الحرب وكانت تحاول الحصول على انجاز أو نصر، ولكن صمود المقاومة هزم هذا المشروع الصهيوني الأمريكي الكبير.
وبيّن الفلاحات أن صمود المقاومة أحرج القيادة الأمريكية والاسرائيلية معا، وهي تعمل حاليا على انقاذ ما يُمكن انقاذه بعد الهزائم التي مُني بها العدو من خلال طرح هذا المشروع، ليكون أحد الضمانات للكيان الصهيوني أنه ملتزم بالقانون الدولي.
ذياب: محاولة لانقاذ الكيان الصهيوني
من جانبه، قال أمين عام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي، الدكتور سعيد ذياب، إن الولايات المتحدة تريد اخراج الكيان الصهيوني من المأزق واجبار حكومة الاحتلال على القبول بوقف القتال قبل بدء شهر رمضان المبارك من خلال مجلس الأمن، مشيرا إلى أن هناك هواجس أمريكية وعربية من استمرار الحرب خلال الشهر الفضيل وما يمكن أن يتسبب به من تفجّر للأوضاع في الضفة الغربية والمنطقة برمّتها.
وأضاف ذياب لـ الاردن24 أنه إذا أرادت أمريكا ايقاف الحرب، فهي تستطيع ذلك دون قرار من مجلس الأمن، وذلك من خلال الضغط على الاحتلال بالقبول بالشروط المطلوبة لانجاز اتفاق وقف اطلاق النار، ولكنها تريد أن تظهر للعالم أنها دولة انسانية ملتزمة بالقانون الدولي.
وأشار ذياب إلى أن الولايات المتحدة لجأت إلى مجلس الأمن لإحراج الحكومة الاسرائيلية بعد زيارة غانتس وابلاغه بأن الحكومة في ورطة ومأزق كبير وتريد حلولا لهذا الوضع القائم، مؤكدا أن حكومة الاحتلال أصبحت الآن أمام واقع سيء في ظلّ الخسائر التي يتكبدها جيش الاحتلال في غزة وعجزها عن حسم أي معركة.