"سامحوني" .. رسالة لاعب جزائري للجماهير تُحرك الرأي العام

لا تزال تداعيات مباراة كرة القدم التي جمعت فريقي مولودية الجزائر ووفاق سطيف تصنعُ الجَدَلَ وسطَ الرَّأي العام في الجزائر. حيث وَجهَ اللاعب يوسف بلايلي رسالة مؤثرة يعتذر فيها عن الفعل اللا أخلاقي الذي تسبب في إيقافه 6 مقابلات.

ويُعتبر اللاعب بلايلي الأكثر إثارة للجدل في البطولة الجزائرية، لكرة القدم خلال الموسم الحالي 2023-2024، خاصّة بعد صفقة انتقاله إلى صفوف العميد بمبلغ وُصف بالخيالي، رغم مشواره في عدة أندية فرنسية ومرور حافل مع الترجي التونسي، إضافة إلى حمله كأس إفريقيا مع المنتخب الجزائري.

وواجه رفقاء بلايلي الذين يحتلون المرتبة الأولى بفارق 9 نقاط عن أقرب الملاحقين، واجهوا خلال الجولة 19، فريق وفاق سطيف، الآخر الذي يملك قاعدة جماهيرية كبيرة، ما جعل المباراة تجري في جو تنافسي محتقن.

وقام بعض أنصار "النسر السطايفي" بمهاجمة أصحاب اللونين الأخضر والأحمر، وتوجيه شتائم وكلمات نابية لبلايلي، الذي لم يتحمل وأقدم على تصرف لا أخلاقي لدى مغادرته الملعب.

وإثر ذلك ، سلطت الرابطة المحترفة لكرة القدم، عقوبة التوقيف لمدة ست مباريات منها اثنتان غير ناقذتين ضد بلايلي.

وبعد أيام من العقوبة، وجه مدلل المولودية، عبر صفحته على "إنستغرام"، رسالة إلى الشعب الجزائري، اعترف فيها بالخطأ الذي اِرتكبه، مقدما اعتذاره للجمهور الجزائري، وكتب: "أنا يوسف بلايلي، ابن الجزائر الحبيبة قلبا ودما، ابنكم وابن هذا الشعب، أهنئكم جميعا ببلوغ شهر رمضان المبارك، وبهذه المناسبة أعترف بأنني أخطأت مثلي مثل كل البشر يصيب ويخطئ، وأقدم اعتذاراتي لكل من أخطأت في حقهم وخاصة في المباراة التي تسببت في عقوبتي، فلست أنا من يُسيء لكرة القدم الجزائرية ولصورة بلدي وأنا الذي لطالما رفعت الراية الوطنية عاليا في مختلف المحافل، أعتذر من كل من خاب ظنه في شخصي من جمهور ولاعبين ورسميين وصحافيين، وخاصة الأحرار والرجال من مدينة سطيف".

وأضاف صاحب الـ32 سنة: "أما من أخطأ في حقي بشتم والدتي والتهجم على عائلتي في الملعب فأقول لهم سامحكم الله، نحن بشر مثلكم.. فحتى نجم من طينة زين الدين زيدان فعل ما فعل بسبب الشرف في نهائي كأس العالم".

ويُذكر أنَّ ظاهرة شتم أمهات اللاعبين، تُثير الجَدَلَ منذ أشهر، في الجزائر، حيث طالب متابعون ومختصون بضرورة التصدي لها من خلال الحملات التوعوية وكذا تسليط عقوبات ردعية على الأنصار والأندية.

 

وقد اِنقسم الجمهور ردًّا على رسالة بلايلي، بين متعاطف مع اللاعب، وآخر داعٍ لـ"الصرامة" في تطبيق القوانين والقرارات التي يجب أن تشمل الجميع من دون استثناء.

وجاء في تعليق على منشور اللاعب: ".. لا لوم عليك، لا يمكن أن يبقى أحدنا متفرجا وهو يتعرض للشتائم"، وذكر آخر: "لو تعلق الأمر بلاعب آخر، لما تسببت الحادثة في ضجة، لكن الجميع ضد مولودية الجزائر"، في حين، دعت معلقة إلى ضرورة: "ضبط سلوك اللاعبين داخل الملعب من طرف اتحادية كرة القدم وكذا الأندية"، وذكر آخر قائلا: "المشكل أن بلايلي اشتهر بسلوكياته المشينة، وليست المرة الأولى التي يفعل فيها أمرا مشابها".

ويذكر أن زميل بلايلي في مولودية الجزائر، قد بكى بعد المبارة التي جمعت فريقه بشباب الزاوية، تأثرا بالشتائم التي تعرض لها.