jo24_banner
jo24_banner

غزة تثبت أنها نواة مقاومة عربية شاملة لتحرير كل أرض عربية محتلة

غزة تثبت أنها نواة مقاومة عربية شاملة لتحرير كل أرض عربية محتلة
جو 24 :
 
نضال العضايلة - في البداية فإن الجميع يتفق على أن الشعب الفلسطيني، هو الشعب الوحيد في هذا العالم الذي يعاني ومازال يعاني من ويلات الاحتلال الصهيوني من جهة، وتخلي الدول العربية رسمياً وليس شعبياً عنه، بالرغم من كونه يحتفظ بوجوده شعباً واعياً لذاته، مؤمناً بقضيته، غير آبه لما يعتري ساحته من انقسامات.

ويستمد الفلسطينيون من الوجدان الإنساني والضمير العالمي وحضور قضيتهم في الذاكرة البشرية جزءاً من القوة الروحية التي يتمتع بها، وهم بذلك يؤكدون على أنهم الشعب الوحيد في العالم الذي كلما وقع وجد نفسه واقفاً يمتطي لباس الكرامة الوطنية الفلسطينية، التي تخوض كفاحاً وطنياً إنسانياً لا مثيل له على مدى قرن، لم تهن ولن تهون.

وفي كل مرة، تبرز فكرة الحرية والتحرر بأعتبارها خيار وجودي لفلسطين وأهلها، فلسطين المتحررة من كل صنوف العبودية التي هي صفة لاصقة بكل احتلال على هذه الأرض.

لو كان شعباً آخر غير الشعب الفلسطيني على هذه الحال من حروب الإبادة، المتوالية من منتصف الثلاثينات من القرن الماضي، لكان قد تبخَّر واندحر من هول الحروب، والتصفيات، والمذابح، والتهجير، وسياسة الفصل العنصري المُمنهج، والأسر الذي طال مليون فلسطيني على امتداد 75 سنة تقريباً.

إن ما نراه في غزة، هذه الأيام، أمام عيوننا هو الإرادة الكاملة لشعب عنيد وصلب، أمام كل عاتيات الصهاينة والعالم المتحالف والداعم لهم، منذ نشأتهم التوراتية؛ باعتبار فلسطين أرض الميعاد، أو شعبا بلا أرض لأرض بلا شعب، نلمح هذه الإرادة على ملامح كل الذين هدمت بيوتهم، وشردوا من ارضهم، وقتلوا وجرحوا، سواء أطفال أو نساء، أو الرجال.

وبالرغم من كل المشاهد الصعبة التي تصلنا من غزة العزة والتي توضح حجم الدمار والتخريب الذي لحق بمنشآتها ومؤسساتها المدنية كالمستشفيات والمرافق ولكن لا يزال الطفل الفلسطيني صامد وممسكا بألعابه، وكأنه يرسل رسالة لكل الشعوب بأنه خلق ليتمسك بأحلامه مهما كانت الظروف.

كل ذلك الإجرام وتلك المجازر لم تفت من عضد الشعب الفلسطيني العظيم، الشعب الجبار، الذي لم يقهر ولم يهزم ولم يستسلم، بل هو يقاوم لوحده المشروع الصهيوني في الشرق الأوسط بوسائل متواضعة، دون ظهير أو نصير، بعد أن تخلى القريب قبل البعيدعن إنصافه، والوقوف معه في محنته التي لطالما كسرتها قدرته على الصمود.

لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، تتمكن المقاومة الفلسطينية في غزة من دحر العدوان بإمكانياتها الذاتية المتواضعة، وتجبر الصهاينة على الاعتراف بقدرتها على الوقوف في وجه الجيش الذي لا يقهر، ودون دعم عربي، بل هناك أنظمة عربية تواطأت مع الاحتلال الصهيوني من أجل القضاء على المقاومة في غزة، ولكن إرادة الشعب الفلسطيني كانت أقوى، واستطاعت أن تتجاوز كل تلك المؤامرات والخيانات، وحققت إنجازات كبيرة فاجأت الصهاينة وأبهرت العالم.

إن شعب كهذا لا يمكن الخوف عليه بل يجب التفاخر به، وهو نواة مقاومة عربية شاملة نشهدها عاجلا أو آجلا، وساعتها لن تبقى إسرائيل ولن تبقى أمريكا ذلك أن الأيام دول.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news