الصفدي: قتل وتجويع الاطفال ليس دفاعا عن نفس
جو 24 :
استقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا.
وبحث الوزيران العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، إضافة إلى جهود وقف العدوان على غزة وإيصال المساعدات إليها.
وأجرى الصفدي وفييرا محادثات مكثفة ركزت على آليات تطوير التعاون الثنائي والبناء على علاقات الصداقة التاريخية التي تربط الأردن والبرازيل منذ أكثر من ستة عقود.
وفي مؤتمر صحافي تبع المحادثات قال الصفدي "اليوم كان فرصة لأن نبحث سبل تطوير العلاقات وزيادة التعاون، واتفقنا على أن نجري دراسة شاملة تحدد القطاعات التي يمكن أن نحقق تعاوناً أكبر فيها، وأن نبرمج لقاءات دورية لضمان تنفيذ ما يتفق عليه من خطوات تسهم في زيادة التعاون في قطاعات حيوية تشمل التجارة، والسياسة، والاستثمار، والدفاع، وقطاع الزراعة حيث للبرازيل تجربة متقدمة في تطوير هذا القطاع ولنا في الأردن أولوية".
وأضاف الصفدي "اتفقنا على أن يبدأ فريق عمل من الوزارتين التحضير لاجتماعات موسعة نكون قد حددنا فيها الخطوات التي سنتخذها ونكون أنجزنا أيضاً العديد من الاتفاقات التي سنوقعها من أجل أن نأخذ تعاوننا إلى مساحات أوسع".
وزاد "اليوم كان فرصة لأن نقيّم أين نحن في هذا التعاون، وحددنا حوالي عشرة اتفاقيات سنعمل على توقيعها في أسرع وقت ممكن إضافة إلى اتفاقيات أخرى سندرسها، وسيكون هنالك تحضير لاجتماع قادم لنا للتوافق على خطوات عملية أكثر باتجاه زيادة هذا التعاون، وخاصة في قطاع الزراعة الذي يعتبر أولوية بالنسبة لنا في المملكة وللبرازيل تجربة كبيرة ومتقدمة في تطويره".
وقال الصفدي "غزة والكارثة التي تستمر إسرائيل في مفاقمتها كانت محور بحث موسع بيننا أيضاً، ونحن متفقان على أن العدوان الإسرائيلي على غزة جريمة يجب أن تتوقف فوراً، وعلى أن المجازر ضد الشعب الفلسطيني في غزة يجب أن تنتهي".
وقال إن الحرب الإسرائيلية على غزة عدوان يضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية، وترتكب إسرائيل خلاله جرائم حرب يجب أن يواجه المسؤولون عنها العدالة.
وأضاف "بعد أكثر من خمسة أشهر من هذا العدوان نرفض أي محاولة لتبريره، فقتل الأبرياء ليس دفاعاً عن النفس؛ قتل أكثر من ١٢ ألف طفل فلسطيني ليس دفاعاً عن النفس، تدمير مجتمع كامل لا يمكن أن يبرر بأي شكل من الأشكال ولا يمكن أن يقبل على أنه دفاع عن النفس".
وشدد الصفدي على أن "تجويع الأطفال حتى الموت وأخذ أكثر من مليوني فلسطيني رهينة جريمة إنسانية مدفوعة بعقائدية متطرفة وعنصرية لا إنسانية، تتبدى يومياً في أفعال وتصريحات ومواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية والوزراء العنصريين المتطرفين في هذه الحكومة".
وأكد الصفدي أن مواقف الأردن والبرازيل إزاء العدوان منسجمة تماماً، وأن المملكة تثمن عالياً مواقف البرازيل وجهودها المستمرة من أجل وقف العدوان، ومن أجل تلبية حق الشعب الفلسطيني في الحياة وفي الحرية وفي الكرامة وفي الدولة المستقلة ذات السيادة على أساس حل الدولتين.
وشكر الصفدي نظيره البرازيلي على مواقف بلده الصارمة خلال ترؤس البرازيل لمجلس الأمن "الذي للأسف ما يزال عاجزاً عن القيام بدوره في تطبيق القانون الدولي وحماية الشعب الفلسطيني وحماية حقه في الغذاء والماء والدواء من بطش الاحتلال ومن همجية هذه الحرب".
وختم الصفدي "أتطلع إلى المزيد من اللقاءات والتشاور بيننا بما يضمن أن نحقق الهدف المشترك في تعزيز تعاوننا وفي تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في منطقتنا حتى تنتهي دوامة العنف وتنتهي دوامة الحروب وتعيش المنطقة كلها بأمن وسلام واستقرار".
وأكد الصفدي على أن هذه الحرب لن تحقق أمناً لإسرائيل ولن تحقق سلاماً في المنطقة، وعلى أن الأمن والسلام لإسرائيل ولفلسطين ولكل المنطقة طريقه الواحدة هي إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة.
من جانبه، قال وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا إنه ينقل تحيات الرئيس البرازيلي لويس إناسيو لولا دا سيلفا إلى جلالة الملك عبد الله الثاني وتهانيه لجلالته بمناسبة اليوبيل الفضي لجلالته.
وأكد فييرا حرص بلاده على تعزيز التعاون مع الأردن ولفت إلى أهمية اتفاقية التعاون الفني التي دخلت حيز التنفيذ مؤخراً ونمو حجم التبادل التجاريين بين البلدين.
وقال فييرا " زيارتي للأردن ترسل رسالة واضحة تؤكد أهمية الشراكة بين بلدينا، وأهمية دور المملكة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة".
وأشار فييرا إلى أن محادثاته مع الصفدي بحثت الأوقات والتحديات العصيبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط حالياً، وإلى أنه عبر عن موقف البرازيل الذي يرى بأن الموقف الإنساني الذي يعانيه الناس في غزة لا يطاق، ولا مبرر في ردة فعل إسرائيل.
وأضاف فييرا "أكرر مطالبتي بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية لغزة عبر كل القنوات المتاحة وإطلاق سراح الرهائن بأسرع وقت ممكن".
وأشار الوزير البرازيلي إلى الجهود التي بذلتها بلاده لوقف الحرب خلال ترؤسها مجلس الأمن شهر تشرين الأول الماضي، وحذر من خطر توسع الحرب وضرورة تجنب ذلك لأن أي خطأ في التقدير يؤدي إلى نزاع لا يمكن تنبؤ عواقبه.
وأكد فييرا ضرورة احترام إسرائيل حق حرية العبادة للمسلمين خلال شهر رمضان المبارك للوصول من دون عوائق للحرم الشريف في القدس الشرقية، واحترام الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف. وشدد على ضرورة منع الإجراءات التعسفية من المتطرفين، وحث إسرائيل على استمرار محادثات السلام مع فلسطين، والالتزام بحل الدولتين حتى تتجسد الدولة الفلسطينية القابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران، وتضم الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية عاصمة لها، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
ودان فييرا بناء المستوطنات الإسرائيلية، وأكد رفض بلاده أي محاولة لتهجير الفلسطينيين.
وفي إجابة على سؤال حول التوتر في العلاقات بين البرازيل وإسرائيل، قال فييرا "لدينا علاقات جيدة مع شعب إسرائيل، ونحن نؤيد وندعم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتوفير المساعدات الإنسانية للسكان في غزة، حاولنا خلال رئاستنا لمجلس الأمن الدولي حشد الدعم للموافقة على قرار يهدف لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات عندما كان عدد الضحايا في ذلك الوقت ٣ آلاف ضحية، ولكن أصبح عدد الضحايا الآن ٣٢ ألف ضحية ونريد إيقاف هذه الخسارة المفجعة للحياة".