jo24_banner
jo24_banner

تدمير القطاع الزراعي في غزة, وجه آخر للهمجية الصهوينية

تدمير القطاع الزراعي في غزة#44; وجه آخر للهمجية الصهوينية
جو 24 :
 

 كتب علي أبو نقطة - في عقلية الخوف التي تسيطرعلى الجنود الصهاينة يعتقدون أن إبادة كل ما يتحرك يحقق لهم الأمان, ونحن على أعتاب الشهر السابع من الحرب الهمجية الصهيونية على قطاع غزة لم نشاهد أشجار الزيتون تقاتلهم, أو قنابل من الخضار أو الفواكه تنفجر في وجوههم الكالحة, أو الدجاج يرميهم بالبيض المفخخ, أو واحدة من الأبقار أو العجول تطلق الرصاص على المجندين, أو سمك غزة وهو يحاول إغراقهم في البحر, حتى يتم تدمير هذه القطاعات بشراً وحجراً, وفي التاريخ هذا فعل المهزوم أن يترك ما وراءه أرضاً محروقة لا تصلح لشيء.

لقد شكل القطاع الزراعي في غزة على مر العقود الماضية أحد أهم عوامل التثبيت والتمكين لأهلنا هناك خصوصاً في سنوات الحصار, بأكثر من 18% من الحيازات الزراعية في فلسطين, على الرغم من عديد الإشكاليات المركبة التي يعاني منها إلا أنه شكل أحد أهم القطاعات الإنتاجية للقطاع بقيمة إنتاجية تزيد عن نصف مليار دولار تشكل منها المنتجات النباتية مايزيد عن نصف هذا الإجمالي.

منذ بداية الحرب الهمجية الصهيونية على قطاع غزة عمد المحتل على استخدام سياسة الأرض المحروقة بهدف التجويع والتركيع, ولعل الفقد الأهم والأشد قساوة لهذه الحرب الظالمة هو فقدان العنصر البشري, وهو على الدوام أساس الحضارة والتقدم والبناء, وفي القطاع الزراعي استشهد المهندسون الزراعيون معدن الخبرة والعلم, وأصحاب الحيازات الزراعية, والمشتغلون في هذا القطاع, وهنا الخسارة غير المباشرة للمهارة والخبرة والعلم.

يستخدم المحتل سياسة التدمير المتعمد, ففي شمال غزة والتي أبادها الصهيوني عن بكرة أبيها تتركز ربع الحيازات الزراعية في القطاع, وثلث المساحة المزروعة بالمحاصيل الحقلية والخضراوات والبستنة الشجرية والتي كانت تسهم فعلياً في توفير الأمن الغذائي لسكان القطاع, ثم إبادة وتدمير حيازات الإنتاج الحيواني والذي كان يوفر اكتفاءً ذاتيا ً للقطاع من اللحوم البيضاء وبيض المائدة, بالإضافة إلى إنهاء قطاع الصيد تماماً والذي كان يوفر فرص عمل لأكثر من 4000 آلاف أسرة.

إن الحرب الصهيونية خلفت آثاراً تدميريةً هائلةً على القطاع الزراعي في غزة قد تحتاج عقوداً من التعافي والعلاج, فسياسة تجريف الأراضي واقتلاع الاشجار وإتلاف المحاصيل, ووجود الذخائر القابلة للإنفجار, وآثار المواد المتفجرة على التربة خصوصاً الفسفور الأبيض, والتلوث الكيميائي للتربة والمياه الجوفية, ودك التربة نتيجة مرور الآليات فوقها, وغيرها الكثير والتي يصعب حصرها بشكل دقيق لصعوبة الأوضاع وانقطاع التواصل, واستشهاد عدد كبير من المهندسين الزراعيين أصحاب الاختصاص والخبرة.

اليوم نحن معنيون بالتفكير إلى جانب الإغاثة العاجلة لأهلنا في قطاع غزة باليوم الذي يلي انتهاء الحرب,لأنها حتماً ستنتهي بالنصر لامحالة, واستعدادنا لإعادة بناء القطاع الزراعي وتوفير مستلزماته في جميع القطاعات وعلى رأسها تدريب وتأهيل العنصر البشري الأكثر أهمية للقطاع, ونحن هنا نعلق الجرس بإطلاق مبادرة عربية من العاصمة الأردنية عمان عبر اتحاد المهندسين الزراعيين العرب لتوحيد الجهود, وتوجيهها بشكل علمي ومنهجي لتؤدي دورها على أكمل وجه, وأفضل شكل لإعادة إعمار القطاع الزراعي في غزة, ليكون كما كان سابقاً الركيزة الأساسية للتثبيت والتمكين لأهلنا الغزيين عنوان المجد والبطولة.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news