من قائد معركة الساعات السبع ومنفذ عملية رام الله؟
جو 24 :
مجددا تنفض الضفة الغربية عن ذاتها غبار الصمت والمراقبة إزاء ما يجري من عدوان في قطاع غزة، لتفتح معركة استمرت 7 ساعات، قائدها شاب حرّك سلاح الجو الإسرائيلي لملاحقته.
صبيحة اليوم الجمعة، نفذ الشهيد مجاهد بركات منصور عملية إطلاق نار استهدفت حافلة للمستوطنين في الطريق الرابط بين قريتي دير إبزيع وكُفر نعمة غربي رام الله، ثم اشتبك مع التعزيزات العسكرية إثر العملية، ونجح في الانسحاب إلى منطقة جبلية خالية من السكان.
أسفرت العملية عن إصابة 7 جنود إسرائيليين، اثنان جراحهما خطيرة، في حين استمرت ملاحقة المنفذ لساعات، فشل جيش الاحتلال في الوصول إليه إلا بقصف بطائرة مروحية قتلته بصاروخ، وفق شهود ومقاطع فيديو متداولة.
من هو مجاهد منصور؟
فور وقوع العملية والتعرف على هوية الشهيد، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مسقط رأسه بلدة دير بزيع، وحاصرت منزل والده، وبدأت في استجواب أفراد عائلته، وفق ما صرح به رئيس مجلس محلي البلدة عماد الطويل.
وأضاف رئيس المجلس أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال داهمت القرية، وتوجهت إلى منزل ذوي الشهيد -الذي احتجزت جثمانه- وضربت حصارا حوله. وذكر أن "الشهيد يبلغ من العمر 31 عاما، وهو متزوج وله عدة أبناء، توفي أحدهم قبل أيام".
وكشف أن الشهيد كان سابقا عنصرا في جهاز الأمن الوطني الفلسطيني، وقدم استقالته قبل نحو 7 سنوات، واتجه إلى الأعمال الحرة.
ويقدر عدد سكان البلدة بنحو 3 آلاف نسمة، ويغلق الاحتلال أحد مداخلها الرئيسية، فضلا عن الاستيطان الذي استهدف محمية طبيعية من أراضي البلدة.
عملية فردية
ووفق الكاتب والمحلل السياسي أكرم النتشة، فإنه في ظل ما يتوفر لدى الاحتلال من تقنيات مراقبة وطائرات من دون طيار، إضافة للأبراج العسكرية المنتشرة في المنطقة، "فإنه من غير المنطقي أن تستمر المطاردة والاشتباك عدة ساعات".
وأضاف أن المنفذ "استطاع على ما يبدو أن يستفيد من الطبيعة الجبلية للمنطقة، واختار ساعات ما بعد الفجر مع وجود ضباب نسبي، وهذا الأمر ساعده ليستطيع الاشتباك كل هذه الفترة ويوقع هذا العدد من الإصابات".
ويلفت النتشة إلى أن المنطقة التي وقعت فيها العملية "قريبة جدا من مدينة تل أبيب، وهو الأمر الأخطر في العملية خاصة أنها إحدى أكثر مناطق الضفة الغربية انتشارا لقوات الاحتلال ومنظومات المراقبة والاستطلاع".
ويرجح أكرم النتشة أن تكون عملية الشاب منصور "فردية"، موضحا أنه "لا توجد بنية عسكرية منظمة في الضفة الغربية لمختلف فصائل المقاومة".
وتابع أنه "حتى وإن كان العديد من منفذي العمليات يتبعون لفصائل إلا أن العمليات في الآونة الأخيرة أخذت الطابع الفردي أو الخلايا المصغرة جدا".
وأشار إلى اختلاف كبير في مفهوم العمليات المنظمة عن الفردية، "في السابق كانت العمليات المنظمة تعني وجود تنظيم عسكري له بنيته الواضحة، ويقوم بهذه العمليات ضمن هذه البنية العسكرية، أما الآن فلا توجد هذه البنية التنظيمية، لذلك فإن العمليات في معظمها تبدو عمليات فردية حتى وإن انتمى المنفذ لأحد تنظيمات المقاومة".
خلفية أمنية
وفي تفسيره لدلالة عمل الشهيد سابقا في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، قال أكرم النتشة إن مشاركة عناصر من الأمن سابقين أو حاليين أمر لم يعد استثنائيا.
وأضاف "شهدنا في الفترات الأخيرة مشاركة عناصر من الأمن في عمليات، صحيح أنها قليلة لكنها تعطي مؤشرات هامة على إمكانية مشاركة هذه الفئة في حال فتحِ مواجهة في الضفة الغربية مثل انتفاضة الأقصى أو ما شهدناه في بينة مجموعات مسلحة كعرين الأسود في مدينة نابلس والتي كانت تستند إلى أفراد من الأمن الفلسطيني استقالوا من مهامهم".
وبالتزامن مع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعد الاحتلال عملياته في الضفة الغربية حيث يقترب عدد الشهداء من 450، في حين تجاوز عدد المعتقلين 7700.
في المقابل توسعت دائرة العمليات الفلسطينية التي تستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في مناطق عديدة بالضفة.
(الجزيرة نت)