jo24_banner
jo24_banner

غرايبة:حاولت توسيط عبيدات لانتشال "إخوان" مصر وإيقاف التدهور السياسى

غرايبة:حاولت توسيط عبيدات لانتشال إخوان مصر وإيقاف التدهور السياسى
جو 24 :

كشف الدكتور رحيل غرايبة، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، عن توسطه لانتشال "إخوان" مصر بواسطة تفويض رئيس الوزراء الأسبق احمد عبيدات للتواصل مع الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، إلا أن المبادرة "فشلت"، وقال إنه قدم النصيحة لإخوان مصر بعدم الترشح للرئاسة والتقدم لجميع المناصب التنفيذية في اجتماع مع المرشد العام للجماعة «محمد بديع » قبيل الانتخابات الرئاسية.

وأكد غرايبة في حوار مع صحيفة  «المصري اليوم» عبر الهاتف، أن مرشد إخوان مصر هو مرشد لجميع التنظيمات الإخوانية المنتشرة فى العالم.

وعن "الانقلاب على الشرعية" قال: إن عدم الاستماع لصوت العقل والحكمة وعدم الانصياع إلى الشرعية الدستورية يسير بالدولة إلى مستنقع العنف الدموى الرهيب، ويسير بالمجتمع نحو أزمة الانقسام العميق الذى لا نهاية له ولا أفق.

وفيما يلي نص الحوار:
■ كيف قرأت الحكم الصادر بحل جماعة الإخوان المسلمين وحظر كافة الأنشطة السياسية لها؟
- رأيت أن قرار الحل «ٍسياسى» وليس له سند قانونى واضح، وهو مشوب بالخلاف القائم فى وجهات النظر بين الجماعة والسلطة الحالية وانسداد كافة الحلول السياسية الممكنة بينهما، و هو أيضاً حلقة جديدة من حلقات الصراع الدائر بين الجماعة والسلطة، فى خطوة تصعيدية قاسية، وليست سلمية ضد الإخوان المسلمين فى مصر.
■ ما التداعيات المحتملة على تحركات الجماعة فى الفترة المقبلة على خلفية هذا القرار؟
- هذه القرارت التصعيدية ستساهم فى دفع أنصار الحركة إلى العنف، لأنها خطوة استفزازية، وهى جزء من المخطط ضد جماعة الإخوان لجرها إلى استخدام القوة، مما سيزيد من تدخل الجيش فى المشهد السياسى.
■ هل يكتب هذا الحكم بداية النهاية للتنظيم الأبرز بين تنظيمات الإسلام السياسى؟
- التنظيم لن ينتهى أو يموت، لأنه عمره يمتد إلى أكثر من 80 عاما، ولن يتأثر جراء هذه القرارات التعسفية، لأن الفكرة موجودة وحاضرة فى العقول والفكرة، لن تموت رغم اعتقال كافة القيادات، والإخوان منذ عام ١٩٢٨ يقولون بعد كل محنة تعيشها الجماعة إنهم انتهوا، ولم يستطع أحد إسقاطها، ولن تتوقف الحركات الإسلامية عن الفعل والتأثير فى الحياة العامة، ولن تتفكك بالتضييق والعنف والمحاصرة، وقد تم تجريب ذلك سابقاً، ولم تندثر الحركات الإسلامية، ولم تضعف.
■ هل سيؤثر سقوط إخوان مصر على كافة التنظيمات الإخوانية المنتشرة فى العالم العربى؟
- بكل تأكيد سينعكس سقوط إخوان مصر سلبياً، وسيترك تأثيرا على كافة التنظيمات الإخوانية المنتشرة فى العالم العربى والتى تتخذ من الإسلام مرجعية لها، وسيؤثر على جميع التنظيمات السياسية التى تسعى إلى السلطة عن طريق الانتخابات الديمقراطية.
■ هل كانت مبادرة مطروحة من قبل إخوان الأردن لإيجاد صيغة تسوية بين إخوان مصر والسلطة الحالية؟
- نعم، كانت هناك مبادرة شخصية عن طريقى، حيث حاولت توسيط أحمد عبيدات، رئيس الوزراء الأردنى السابق، وهو شخصية تتمتع بتوافق وطنى واحترام كافة القوى السياسية المتنوعة فى العالم العربى، سواء كانت ليبرالية أو إسلامية، ويحتل موقع رئيس شبكة الإصلاح الوطنى وعضو الموتمر القومى العربى، وطالبته بالاتصال بعدد من الشخصيات القومية والعربية والمصرية التى تتمتع بالمصداقية، أمثال الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، والدكتور سيف الدين عبدالفتاح، ليكون لهما دور فى إيقاف التدهور السياسى الذى تعيشه البلاد.
■ ما مستقبل هذه المبادرة، وماذا كان موقف إخوان مصر منها؟
- هذا التوسط كان من أجل إنهاء الصراع السياسى المحتدم ووقف الدم المصرى الذى كان ينزف إيماناً بأهمية مصر فى المنطقة العربية، ولا أعلم عنها شيئًا فى الوقت الحالى، لكن على ما يبدو أنها لم تنجح فى إيجاد تسوية بين الأطراف الفاعلة فى المشهد السياسى المصرى.
■ هل تعتقد الدخول فى مفاوضات مع السلطة الحالية سينهى الأزمة مع إخوان مصر؟
- لا أنصح بإجراء مفاوضات مع السلطات الحالية والقيادات الإخوانية لاتزال رهن الاعتقال ومحبوسين فى السجون، والمفاوضات الجدية ينبغى أن تكون بإرادة حرة من قبل الطرفين وألا يكون طرف مجبورا أو مقهورا، وأرى أن حملات الاعتقال للقيادات تهدد الحوار، واستخدام القوة ضد إخوان مصر ليس فى مصلحة الجميع، والحوار لا ينبغى أن يكون فيه استخدام للقوة أو بشروط تعجيزية، لأنه سيكون حوارا غيرعادل.
■ متى كانت آخر مرة التقيت بها بالقيادات الإخوانية فى مصر؟
- كنت قد التقيت مع عدد من القيادات الإخوانية فى وجود المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر الدكتور محمد بديع قبل الانتخابات الرئاسية بمكتب الإرشاد، بحضور عدد من أعضاء مكتب الإرشاد.
■ وما القضايا الرئيسية التى تناقشت معهم فيها خلال هذا اللقاء؟
- كانت هناك أطروحة تقدمت بها بخصوص عدم الترشح فى الانتخابات الرئاسية المصرية، وتشكيل جبهة عريضة للانتخابات، وأكدت لهم ضرورة البحث عن شخصية وطنية محايدة، وليست حزبية تتمتع بقدر كبير من التوافق ودعمه المرحلة المقبلة وضرورة التوافق حول القضايا الكبرى مع كافة شركائهم فى الوطن.
■ وكيف كان رد فعل قيادات إخوان مصر على أطروحتك؟
- كان هناك تفاهم وقبول ووعود بالتوافق الوطنى حول القضايا والإشكاليات التى تواجه الدولة بين كافة الفرقاء السياسيين، ووجدت فى الدكتور بديع عقلية مرنة وشخصية استيعابية.
■ مع من كنت تتحدث بصفة مستمرة من قيادات إخوان مصر؟
- كنت أتحدث مع الدكتور محمد سعد الكتاتنى، وكنا نلتقى فى الندوات الحوارية والمؤتمرات، وتحدثت معه عبر الهاتف أكثر من مرة، وهو مؤمن بضرورة التوافق الوطنى فى كافة الأمور والمشاركة فى صنع القرار السياسى.
■ يقال إن المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد، هو الرجل الأكثر نفوذًا داخل الجماعة خلال الفترة الأخيرة.. ما تعليقك؟
- لم ألتقِ المهندس خيرت الشاطر، ولكنى أعلم أنه قيادى فاعل داخل الجماعة، وناشط، ومن القيادات المؤثرة.
■ هل كنت تجد فى حديثك مع قيادات إخوان مصر توقعات باحتمال هذا السقوط السريع لحكمهم؟
- لم يكن أحد من القيادات الإخوانية يتوقع أن ينتهى الحال فى مصر إلى عزل الإخوان من الحكم، وهذه التطورات السريعة والمتلاحقة منذ مظاهرات 30 يونيو، ولا يمكن أن تؤدى تظاهرات القوى المناوئة لحكم الإخوان بحال من الأحوال إلى هذه النتائج، دون ترتيب وتخطيط مسبق.
■ ما أخطاء الجماعة خلال العام المنصرم من حكمهم؟
- «الإخوان» أخطات فى التقدم للسلطة وكافة المناصب التنفيذية، وكان الأمر يقتضى حتمية البحث عن صيغة تشاركية تسمح باستيعاب جميع القوى السياسية التى استطاعت تحصيل تمثيل لها فى مجلس الشعب، وأن تكون مشاركة فى إدارة الدولة بشكل جماعى، وكان عليها أن تستفيد من التجربة التونسية فى التشارك.
■ هل تعتقد أن خيار الدفع بالدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح مرشحا للجماعة كان خيارا أفضل؟
- نعم، وأنا أتفق مع هذا الطرح الذى كان يتبنى الدفع بـ«أبوالفتوح» مرشحا للجماعة فى الانتخابات الرئيسية، لما كان يتمتع به من توافق وطنى بين كافة القوى السياسية، فالرجل متجدد فى أطروحاته السياسية والفقهية، وكان من أكثر القيادات المنفتحة القادرة على التجديد والتطوير داخل بنية الجماعة وهياكلها، وطرح مشروع وطنى جامع يلتف حوله جميع القوى السياسية.
■ هل ابتعدت الجماعة عن منهج حسن البنا فى إعطاء أولوية للجانب الدعوى والإخلاقى على الجانب التنظيمى والسياسى خلال الفترة الماضى؟
- أعتقد أن الإخوان فى كل الأقطار بحاجة إلى إعادة الاعتبار إلى الجانب الدعوى والتربوى والفكرى، وزيادة الاهتمام به، حيث إن الجانب السياسى طغى على بقية الجوانب، وأثر عليها بطريقة سلبية، وأعتقد أن النجاح فى الجانب السياسى ينبغى أن يكون ثمرة للنجاح فى الجوانب الدعوية والفكرية، والتربوية.
■ كم يصل عدد تنظيمات الإخوان المنتشرة فى العالم؟
- فكرة الإخوان موجودة فى العديد من الدول، ويوجد الملايين المعتنقين للفكر الإخوانى، ولكن أعتقد أن التنظيمات التى تأخذ شكلا تنظيميا توجد فى 80 دولة.
■ ما موقع مرشد إخوان مصر بالنسبة لكافة التنظيمات الإخوانية المنتشرة فى العالم؟
- مرشد مصر هو مرشد كافة التنظيمات الإخوانية من الناحية الأدبية والمادية، و له مكانة رمزية وأدبية فقط.
■ هل انعقد اجتماع للتنظيم الدولى للإخوان المسلمين فى مصر خلال فترة تولى الرئيس المعزول محمد مرسى موقع السلطة؟
- لا أتذكر، لكن العديد من القيادات الإسلامية توافدت على مصر لتقديم التهانى لإخوان مصر بعد ثورة 25 يناير وبعد وصولهم للسلطة ممثلين فى الرئيس محمد مرسى.
■ يتردد فى وسائل الإعلام أن اجتماعا للتنظيم العالمى للإخوان المسلمين انعقد أكثر من مرة لمناقشة الأزمة المصرية ودعم تنظيمات الإخوان فى عدد من الدول!.
- ليس عندى علم باجتماعات ما يطلق عليه التنظيم العالمى، ولا أدرى من يحضر من مصر أو الأردن، ولا عدد المرات، ولا أين يجتمعون، وأنا لم أشارك شخصياً فى هذه الاجتماعات.
■ ما الصيغة الحاكمة لطبيعة العلاقات بين تنظيمات الإخوان المنتشرة فى عدد من الدول العربية وغير العربية؟
- كافة التنظيمات تشترك فى الإطار الفكرى، والمنهجية الفكرية والثقافية، وتتبادل النصح والمشورة، بدون إلزام،، وكل قطر مستقل تماماً بقراراته السياسية والإدارية والمالية، وهناك اتصالات متبادلة دون أن يشكل ذلك مخالفة تضر بمصلحة البلد.
■ هل تحولت الخلافة إلى مطلب رئيسى للحركة الإسلامية وصيغة إلزامية مرتبطة بنص دينى؟
- الخلافة الإسلامية اجتهاد بشرى سابق، وصيغة تاريخية تمثل تجربة عملية واقعية، وهى محل للدراسة والاستفادة بكل تأكيد، ولكنها ليست صيغة ملزمة.
والحركات الإسلامية مختلفة ومتباينة حول هذه المسألة، ولا تحمل تصوراً موحداً، مما يؤكد أن هذا الموضوع محض اجتهاد فقهى.
■ عايشت الحركات الإسلامية فى أفكارها، وكنت ممن امتلكوا القدرة على نقد الحركة من الداخل فى مرات عديدة.. فبماذا تنصحها فى هذه المرحلة الفاصلة من تاريخها؟
- أنصح الحركة الإسلامية بالمراجعة الجريئة وامتلاك القدرة على أخذ الدروس والعبر مما جرى، والاستفادة من أجل تطوير تجربتها السياسية، وأن تحرص على عدم الانجرار نحو العنف والتطرف وضرورة البحث عن معادلة يكونون جزءاً فاعلاً فيها، ولكن دون أن يكونوا فى رأس الهرم، من أجل إتمام مشروع الدولة وإعادة بناء المؤسسات المهمة لتكون منظومة واحدة، خاصة الجيش والقضاء والأمن والإعلام، حتى تكون للدولة رؤية موحدة ورسالة موّحدة.
■ من وجهة نظرك، هل السعى للسلطة مؤشّر قوة داخل الحركة الإسلاميّة، أم علامة ترهّل وضعف؟
- الحركة الإسلامية لا تحمل مشروع حزب سياسيا يريد الوصول إلى السلطة، وإنما تحمل مشروعاً نهضوياً للأمة، وهناك فرق كبير بين المشروعين، من حيث الأهداف والغايات والفلسفة والأدوات والوسائل.
مما يقتضى أن يكون مشروعهم السياسى قادراً على جمع كل المخلصين والوطنيين من أبناء شعبهم خاصة الأكفاء والأقوياء حتى لو لم يكونوا أعضاء فى التنظيم.
■ مارأيك فى مبدأ السماح بتأسيس أحزاب على مرجعية دينية؟
- أعتقد أن الأحزاب لها صفة سياسية، ويسمح لها باشتقاق برامجها العملية من المرجعية التى تريد، وأعتقد أن الإسلام عقيدة للمسلمين، وفى الوقت نفسه يحوى أنظمة اقتصادية وسياسية وتربوية شاملة تصلح للحياة بشكل محايد للمسلمين ولغير المسلمين، ولذلك لا بأس من وجود أحزاب لها برامج مشتقة من توجيهات الإسلام ومنظومته القيمية.
■ هل نستطيع تطبيق الشريعة فى هذا العصر الحالى، وكيف يتم ذلك؟
- تطبيق الشريعة مصطلح غامض، ولذلك لا أنصح الإسلاميين برفع هذا الشعار، لأن سن القوانين عمل اجتهادى من المجالس المنتخبة التى تحاول الوصول إلى صيغ تشريعية تحقق المصلحة العامة من خلال الاستناد إلى قيم الأمة وتراثها الحضارى، مع الاستفادة من التجارب البشرية والبحث عن الحكمة، حيثما وجدت دون حرج.
■ هل يمكن أن يكون الإسلام وسيلة للدعاية الانتخابية فى الممارسة السياسية؟
- أعتقد أن التنافس بين الأحزاب يجب أن يرتكز على البرامج العملية، وليس على الانتماء الدينى أو المذهبى أو الطائفى، وأن يترك للناس حرية الاختيار، ولا بأس بظهور المرجعية الفكرية والقيمية بكل حرية أيضاً.
ولذلك فقد تنبه الإسلاميون إلى عدم ربط أسماء أحزابهم بالإسلام أو الدين، وهم يسمون أنفسهم العدالة أو الحرية أو التنمية أو النور أو النهضة أو ما شابه. وهم يحاولون أن يقدموا حلولاً عملية مشتقة من الفكر الإسلامى لمشاكل بلدانهم وشعوبهم، وسوف يتطور اختيار الناس، وتنمو قدرتهم على التمييز مع الزمن، وسوف ينجح من يستطيع أن يقدم حلولاً، كما حدث مع حزب العدالة والتنمية التركى الذى استطاع النجاح فى حل المشكلة الاقتصادية باقتدار.
■ ما أبرز الإشكاليات التى تواجه الإسلاميين فى السلطة؟
- حداثة تجربتهم، وقلة خبرتهم بالسلطة وإدارة الدولة، وضعف القدرة على التعامل مع الآخر، ويحتاجون إلى امتلاك الخبرة والقدرة على توحيد مؤسسة الجيش والعسكر والأمن والقضاء، ضمن إطار الدولة وضمن منظومة متكاملة متناسقة وغير متناقضة، ولذلك يجب أن ينتقل الإسلاميون سريعاً من إطار الحزب والجماعة إلى إطار الدولة، وامتلاك القدرة على استيعاب الطاقات والقدرات الكثيرة التى يختزنها المجتمع، دون نظرة حزبية ضيقة.
■ هل كون الشخص إسلامياً يحتم عليه التصويت فى الانتخابات لحزب إسلامى؟
- المطلوب فى التصويت أن تقنع المواطن بالتصويت للكفء وللقوى الأمين، وليس لأنه إسلامى أو غير إسلامى، بمعنى يجب أن يكون التصويت قائم على معايير صحيحة، وليست معايير عصبية أو عشائرية، أو طائفية، اعتماداً على الآية: «إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ».
وقد يكون الإسلامى قوياً وأميناً، وقد لا يكون كذلك، ولذلك يجب النظر إلى المعيار الصحيح بنزاهة.
■ ما دور الدين فى الشأن العام، وهل للفقهاء سلطة فيه؟
- ليس هناك رجال دين فى النظام الإسلامى، وليس هناك طبقة لها حقوق مميزة بوصفهم فقهاء، وأعتقد أن لكل مجال فقهاءه، سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو علمياً، والفقه ليس محصوراً فى مجال دون مجال، والفقهاء ليس مصطلحا مرتبطا برجال الدين.
■ ما ملامح المشروع الإسلامى الذى تتحدث عنة القوى الإسلامية؟
- أعتقد أن الإسلاميين جزء من نسيج المجتمعات العربية والإسلامية التى تحاول تقديم مشروع نهوض قطرى، ومشروع نهضوى عالمى، على مستوى الأمة العربية والإسلامية، لا يحمل سمة محددة، أو نموذجاً صارماً، وإنما يجعلون ذلك للشعوب مجتمعة، من خلال الاتفاق على صيغة اتحادية متدرجة، على شاكلة الاتحاد الأوروبى الذى بدأ اقتصادياً، ثم تطور ليتناول المسائل الثقافية والسياسية، بطريقة تحقيق المصلحة المشتركة.
■ هل عرفت الدول العربية والإسلامية الدولة الدينية بالمعنى المتقدم، وهل يمكن أن يكون لها وجود فى زماننا؟
- الإسلام لا يعرف الدولة الدينية، ولم تكن هناك دولة دينية إسلامية فى التاريخ منذ وجد الإسلام، وإنما فكرة الدولة فى الإسلام تقوم على أساس مدنى، يستند إلى إطار مرجعى قيمى مستند إلى الإسلام.
■ ما الذى تدورحوله فكرة الإصلاح فى الحركة الإسلامية؟
- تنبثق فكرة الإصلاح الجوهرية فى برنامج الحركة الإسلامية، من نقطة مركزية تتمثل بتمكين الشعب أوالأمة، أو المجتمع البشرى المتضامن تتمثل بتمكين الشعب أو الأمة، أو المجتمع البشرى المتضامن من اختيار السلطة والحاكم، بطريقة عادلة ونزيهة، وتمثل الهيئة الناخبة تمثيلاً صحيحاً سليماً من كل الوجوه.
■ هل تسمح الشريعة الإسلامية بقيام أحزاب غير إسلامية فى دولة الإسلام؟
- نعم، إذا كانت لا تعارض دستور الدولة ولا قوانينها، فالإسلام يأمر بالتعاون مع كل من يريد الخير مهما كانت ديانته، ومهما كان اتجاهه، إذا أراد العمل لتحقيق البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، كما أننا نعلم أن الإسلام أباح تعدد الأديان، بدليل قوله- تعالى-: «لا إكراه فى الدين» فمن باب أولى إتاحة التعددية السياسية وتعدد الاختلاف فى مجال الإدارة والسياسة، لأنهما ميدان اجتهاد العقل.
■ إلى أى مدى يتشابه السقوط المدوى لجماعة الإخوان، بما حدث فى الخمسينيات فى عهد جمال عبدالناصر؟
- تجربة سحق المعارضين تمت فى مصر نفسها مرات سابقة فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، ومع الفئة نفسها، فقد تم اعتقال قادتهم وأعداد كبيرة منهم، وتم إيداعهم السجون سنوات طويلة، وتم تدشين حملات إعلامية منسقة لتشويههم ووصفهم بالإرهاب، وتم عمل مجموعة كبيرة من المسرحيات والتمثيليات المفبركة حول قيام بعضهم بعمليات تخريب وقتل واغتيال، وتم إنفاق الأموال طائلة على الأفلام والكتاب والفنانين الذى أسهموا فى هذه المعركة المنسقة، استمرت لمدة تزيد على نصف قرن من الزمان، وتم حرمانهم من حق العمل السياسى المعلن، وتم حرمانهم من تأسيس أحزاب سياسية وواجهات عمل علنية، ومع ذلك عجزت كل هذه الخطط والبرامج عن إزالتهم من الوجود، ولم تستطع اجتثاثهم من الحياة السياسية، بل حدث النقيض تماماً، فبمجرد السماح لهم بالمنافسة الحرة النزيهة حصلوا على المرتبة الأولى بكل جدارة.
■ إلى أين يتجه المستقبل السياسى المصرى؟
- أعتقد أن عدم الاستماع لصوت العقل والحكمة وعدم الانصياع إلى الشرعية الدستورية يسير بالدولة إلى مستنقع العنف الدموى الرهيب، ويسير بالمجتمع نحو أزمة الانقسام العميق الذى لا نهاية له ولا أفق.
■ هل تعتقد أن التدخل الخارجى فى الأزمة السورية المستعصية هو الحل الأخير؟
- يجب أن نعترف بأنّ التدخل الخارجى فى الشأن السورى كلّه شر، ولا يجوز استثناء التدخل الإيرانى والتدخل الروسى واعتباره عملا خيريا إنسانيا مبدئيا مجردا من لعبة المصالح، فهذا نمط من البلاهة السياسية، ولو أرادت أمريكا بالتعاون مع التحالف الغربى أن تعجّل نهاية الحرب، لكان ذلك فى استطاعتها، كما فعلت فى أماكن أخرى كثيرة.

(المصري اليوم)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير