ايمن الصفدي: بدلا من إرسال السلاح إلى إسرائيل يجب إرسال الوفود التي تضغط لوقف إطلاق النار
جو 24 :
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي:
هناك كارثة إنسانية في غزة، ولا يوجد ما يبرر ارتكاب المجازر وحرمان الأطفال من الغذاء.
غزة أصبحت مقبرة مفتوحة، ليس للأطفال فقط بل للقانون الدولي أيضا، وتداعيات ذلك مدمرة.
حرمان الأونروا من التمويل يعني المساهمة في قتل الأطفال الفلسطينيين.
الدخول إلى رفح سيؤدي إلى كارثة، لكن إسرائيل لا تصغي لمطالب المجتمع الدولي.
لا بديل عن الأونروا، وكل الأموال التي تقدم لها تساهم في إنقاذ الأرواح.
إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا في حربها على غزة، وهذه المأساة لا تنتهي إلا بتوقف العدوان.
بدلا من إرسال السلاح إلى إسرائيل يجب إرسال الوفود التي تضغط لوقف إطلاق النار.
التقى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في اجتماع ركز على ضرورة تكثيف الجهود المستهدفة وقف الحرب المستعرة على غزة والكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي تنتجها، وبما يضمن حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إلى جميع أنحاء القطاع.
وشدد الصفدي وغوتيريش على ضرورة امتثال إسرائيل لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وللإرادة الدولية الداعية لوقف الحرب.
وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد الاجتماع، قال الصفدي "شهر رمضان المبارك الذي هو شهر الرحمة والعبادة والسلام، لسوء الحظ كان بالنسبة لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة شهر الموت والمعاناة والإهانة نتيجة للعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة؛ وتدمير سبل عيشهم، وحرمانهم من حقهم في الغذاء والدواء والمياه"، مشدداً على أن هذا غير مقبول ويجب أن ينتهي فوراً.
وزاد "لا شيء يبرر الاستمرار في قتل الأبرياء، ولا شيء يبرر حرمان الرجال والنساء والأطفال من الحق في الغذاء والدواء"، مشيراً إلى أن ما يقارب مليون فلسطيني يواجهون المناعة، ووصلوا إلى المستوى الخامس من التصنيف المرحلي للأمن الغذائي (IPC).
وقال الصفدي "خالفت إسرائيل القانون الدولي الإنساني وكذلك القيم الإنسانية، ولم يتمكن العالم من أن يقول لهم كفى توقفوا". وزاد "نحن نحاول أن نصل إلى قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، ونحث مجلس الأمن لإرسال رسالة واضحة أن ما يحدث غير مقبول ويجب أن يتوقف".
وثمن الصفدي موقف غوتيريش المطالب باحترام قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ووقف الحرب واستهداف الأبرياء، مؤكداً استمرار العمل معاً من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين، وقال "نحاول أن نخفف من آلام وأعباء ومعاناة الفلسطينيين"، مثمناً عودة الكثير من الدول لمساعدة الأنروا لكي تنقذ الأرواح، وقال "كل دولار يعطى للأنروا ينقذ حياة وكل دولار يؤخذ منها يؤدي إلى معاناة طفل من نقص الأدوية والغذاء، ونقف معاً ونحث جميع شركائنا على الاستمرار في دعم الأنروا حتى تتمكن من القيام بواجبها الإنساني".
وختم الصفدي "لا نستطيع أن نسمح لمجموعة من المتطرفين من وزراء وغيرهم في الحكومة الإسرائيلية بأن يعقدوا مستقبل المنطقة، ولا نستطيع أن نسمح لهم بأن يقتلوا الجميع، والعالم كله يقول إن اقتحام رفح سيؤدي إلى مذبحة ومجزرة إنسانية، والحكومة الإسرائيلية لا تستمع، ويكررون تأكيدهم بأنهم سيقتحمون رفح".
من جانبه ثمن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مواقف الأردن وكلمات وأفعال جلالة الملك عبدالله الثاني المستهدفة تحقيق السلام في المنطقة، والدور الذي يقوم به الأردن في استضافة عدد كبير من اللاجئين، وقال "أقوال وأفعال الملك تؤكد أنه مناصر عالمي للسلام".
وقال غوتيريش "زرت المخيمات صباح اليوم، وأثني على دعم الأردن للدور الذي تقوم به الأنروا، فقد فتحتم قلوبكم وأبوابكم للجميع، وخاصة اللاجئين السوريين"، داعياً المجتمع الدولي لدعم الأردن الذي يستضيف ملايين اللاجئين.
وقال غوتيريش "أحيي الأردن على جهوده الدؤوبة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومن جهتي سأواصل الضغط من أجل إزالة جميع المعيقات التي تعترض المساعدات المنقذة للحياة، ومن أجل المزيد من المعابر والمزيد من نقاط الوصول".
وشدد غوتيريش على أن حل الدولتين هو الطريقة الوحيدة لمعالجة الطموحات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
وفي إجابة على سؤال حول المساعدات الإنسانية، والوضع في شمال غزة، والشروع بعملية عسكرية في رفح، قال الصفدي "ثمة مجاعة في غزة، وثمة وضع إنساني كارثي في الشمال، لأن إسرائيل تمنع دخول المساعدات، وتستخدم الطعام سلاحاً". وزاد "تنتهي هذه المجاعة وتنتهي هذه المأساة الإنسانية، إذا توقف العدوان، وإذا سمحت إسرائيل بدخول المساعدات، عبر المداخل والمعابر البرية لغزة، فثمّة مجاعة لأن هنالك قرار سياسي من هذه الحكومة الإسرائيلية بمنع دخول المساعدات إلى غزة".
وقال الصفدي المساعدات متوفرة، وجميعنا مستعدون لأن نوفر كل ما يحتاجه الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة خلال أيام، مؤكداً "المساعدات موجودة، وآليات العمل موجودة، وما هو غائب هو قرار إسرائيلي بوقف استخدام التجويع سلاحاً، وبوقف منع دخول المساعدات إلى غزة".
وفي إجابة على سؤال حول منع إسرائيل للأنروا من إدخال مساعدات لشمال قطاع غزة، واتهامها بالعمل لصالح المقاومة الفلسطينية، قال غوتيريش "القرار في عدم السماح لقوافل المساعدات من الدخول إلى شمال غزة، غير مقبول على الإطلاق، وهؤلاء الذين اتخذوا هذا القرار يجب أن يتحملوا المسؤولية التي تترتب على هذا القرار".
وفي إجابة على سؤال حول رفض إسرائيل لوقف إطلاق النار، والدعوات العربية لوقف إطلاق النار، قال الصفدي العمل من أجل وقف العدوان، موقف انطلق منذ اليوم الأول، والجهد لم يتوقف، وهو جهد مستمر، لكن لنكن واقعيين الأردن وحده لن يكون قادراً على فرض وقف هذا العدوان الذي تتحدى فيه إسرائيل، العالم كله، وتخرق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومستمرة في عدوان أصوات ترفضه وتتصدى له".
وأشار الصفدي إلى أنه ثمة تغير في الموقف الدولي إزاء العدوان الإسرائيلي وإزاء ما يحدث من تجويع للناس وقتل لهم، ومن حرمانهم من المساعدات. وقال "ما زلنا نتعامل مع واقع تتحدى فيه إسرائيل القانون الدولي، وتتحدى فيه حتى شركائها، حتى الولايات المتحدة، الشريك الأكبر لإسرائيل قالت بعدم شن الهجوم على رفح وطالبت بإدخال المساعدات، لكن إسرائيل تتحدى الولايات المتحدة أيضاً وتتحدى الأمم المتحدة وتتحدى القانون الدولي".
وزاد "اليوم، هنالك مشروع قرار لمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار وبإدخال المساعدات، نحث جميع أعضاء مجلس الأمن على تبني هذا القرار من أجل اتخاذ موقف أخلاقي وقانوني، بأن ما يحدث من جرائم حرب، وما يحدث من قتل للأبرياء، وما يحدث من تجويع لهم مرفوض وغير مقبول، ويشكل خرقاً لكل ما يمثله مجلس الأمن والقانون الدولي ".
وأضاف "إسرائيل تقوم بما تقوم به لعدم وجود ما يردعها عالمياً، لقد تجاوزنا الوقت الذي يجب أن تواجه فيه إسرائيل تبعات ما تقوم به هذه الحكومة التي يقودها متطرفون عنصريون لا يمكن أن يسمح لهم بالاستمرار في قتل الأبرياء وبإغراق المنطقة كلها بخطر توسع الحرب واستمرار الصراع"، وقال "بدلاً من إرسال السلاح إلى إسرائيل يجب إرسال الوفود التي تفرض عليها وقف الحرب، ويجب إرسال المساعدات، ويجب أن تواجه الحكومة الإسرائيلية الحالية عقوبات على ما تقوم به من خرق للقانون الدولي، بغير ذلك نحن نرى المأساة التي تستمر وتتفاقم في غزة، ونرى خطر التوسع إقليمياً لهذه المأساة، ونرى النظام العالمي كله يفقد صدقيته أمام ازدواجية المعايير وأمام خرق إسرائيل لهذا النظام".
وقال الصفدي "بالنسبة لنا في الأردن الجهود التي يقودها جلالة الملك، حفظه الله، منذ اليوم الأول لم تتوقف ومستمرة، ونقوم بما نستطيع"، مؤكداً بأن "القضية الفلسطينية ستبقى قضيتنا الأولى، ويبقى الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه ومصالحه وحقه في الحياة أولوية أولى بالنسبة لنا نكرس كل جهودنا وإمكانياتنا من أجلها، لكننا نحن والعالم كله في مواجهة حكومة إسرائيلية هي الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل؛ حكومة تضرب بعرض الحائط ليس فقط القوانين الدولية لكن كل القيم الإنسانية والأخلاقية، وتستمر في قتل وتجويع الأبرياء".
وقال "موقف الأردن كان دائماً يعمل من أجل إنهاء الصراع، والسبيل الوحيد الذي ينهيه هو إنهاء الاحتلال وتلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة ذات السيادة على ترابه الوطني على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة، بغير ذلك سيبقى الصراع مفتوحاً".
وزاد "تنتهي هذه الحرب وستبدأ حروب أخرى، لأن سبب الصراع لن يكون تغير ولأن الناس لا يمكن أن تقبل بهذا الوضع الذي يكرس فيه الاحتلال وتغيب فيه آفاق الحقوق السياسية وآفاق الحياة بحرية وكرامة أمام خمسة مليون فلسطيني أو أكثر يعيشون تحت هذا الاحتلال".
وفي إجابة على سؤال حول العقوبات الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، ومسؤولية مجلس الأمن في الحفاظ على السلام، قال غوتيريش "الأمم المتحدة لديها مؤسسات إنسانية وهي تعمل في غزة بشجاعة، ولدينا ١٧١ موظف قتلوا في غزة، والأمم المتحدة لديها أيضاً الجمعية العامة وقد اتخذت قرارات واضحة فيما يتعلق بهذا النزاع.
وزاد "الأمم المتحدة لديها أيضاً مجلس الأمن، وهو ضحية للضغوطات المختلفة من القوى العظمى التي تصعب إيجاد توافق لإنهاء الأزمات الدولية ليس فقط في غزة ولكن في العالم، ولهذا من المهم أن يصبح مجلس الأمن قادراً على إصدار قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة".
وزاد "نرى توافقاً في المجتمع الدولي حتى في البلدان التي تعتبر أصدقاء وحلفاء لإسرائيل على أن هذه الحرب يجب أن تتوقف، وأن الهجوم البري على رفح سيؤدي إلى وضع إنساني كارثي".