خفايا وأساليب التجسس على الزعماء العرب
جو 24 : يكشف ضابط سابق في "مكافحة الارهاب" خفايا العالم السري للتجسس على الزعماء والقادة والاحزاب في الشرق الأوسط، مبيناً أن عمليات التنصت اليومي لا تميز بين عدو وصديق.
بعد القنبلة التي فجرها المستشار السابق في الوكالة الامنة الوطنية الاميركية ادورد سنودن وتحولت إلى "كرة ثلج" آخذة في التدحرج من عاصمة إلى آخر، ووسط معلومات عن أن التجسس لم يكن فقط على حلفاء الولايات المتحدة الغربيين بل شمل الحلفاء العرب، يكشف تريستان آش، وهو ضابط متقاعد في جهاز مكافحة الإرهاب، عن خفايا العالم السري لعمليات التجسس.
ويوضح تريستان في حديث مع صحيفة "الرأي" الكويتية أن جميع «جميع بلدان الشرق الاوسط، من رؤسائها وقادتها وأحزابها، هي على لائحة التنصت اليومي، ومن دون تمييز بين عدوّ وصديق»، لافتاً الى ان «الحزب الوحيد الذي لا يملك بصمة الكترونية تتيح التجسس عليه هو حزب الله اللبناني، الذي يستخدم النظام السلكي وليس اللاسلكي، رغم ان عدداً كبيراً من مسؤولي هذا الحزب يستخدمون - ولو بحذر - الاجهزة اللاسلكية الخاصة بهم ما يسمح بالتقاط معلومات ذات أهمية لا تجعلنا في ظلام دامس حيال ما يفعله، آخذين في الاعتبار ان هذه المعلومات بواسطة المراقبة الالكترونية ليست في المستوى المطلوب».
واوضح الضابط ان «من المستحيل مراقبة جميع الخطوط في الشرق الاوسط دون التواطؤ مع السلطات المحلية التي تقوم في اغلبها بتسهيل المهمة علينا، الا اننا نحتاج في بعض الاحيان الى فريق عمل على الارض لوضع اجهزة مراقبة في امكنة محددة لتمكننا من اخذ الداتا المطلوبة»، كاشفاً عن ان «كل جهاز UHF - VHF او اي اشارة من 1 ميغاهرتس الى ما لا نهاية، تُرسل الى الفضاء او تكون موجودة في السماء يستطيع كل لاعب (جهاز مخابراتي مراقب) التقاطها وإرسالها الى الاقمار الاصطناعية لإعادتها الى المركز الام وتحليلها وفرزها ليبنى على الشيء مقتضاه»، مضيفاً: «لذلك لا يوجد جهاز في العالم يبث إشارة لا تستطيع التقاطها، ما يجعل كل شخص يستخدم الهاتف او الانترنت او الرسائل او الفاكس او الفيديو الموصول الى الانترنت قابلاً للتحليل وفك رموزه، وليست هناك حصانة على اي شيء او اي شخص من الاختراق الالكتروني».
بعد 11 سبتمبر
وأكد آش انه «بعد عملية القاعدة في 9/11 أُعطيت الاوامر بجعل وتحويل كل سفارة في العالم الى مركز تنصت معزَّز، وتم تزويد البعثات الديبلوماسية بأجهزة تنصت عالية الدقة حتى اصبحتَ ترى داخل كل سفارة قاعدة شبيهة بمحطة الناسا الفضائية. ولهذا بات لكل سفارة دور مهم بالمراقبة والتنصت وكذلك السفن الحربية العسكرية المتمركزة قبالة الشواطئ المستهدفة والتي سهلت عملية الاستقبال والتجسس الالكتروني على كل رئيس دولة او مسؤول سياسي او عسكري وعلى عائلات هؤلاء فأصبحوا جميعاً تحت المراقبة الايجابية بغرض حمايتهم، او سلبية بغرض التجسس عليهم وجمع المعلومات لتحديد نقاط الضعف وأفضل طرق التعامل معهم. وهذه الخريطة الشخصية تساعد أجهزة المخابرات المتخصصة لمعرفة ماذا يكره هذا الرئيس وما المشاكل العائلية التي يتعرض لها؟ هل يزور الطبيب، ولماذا؟ هل احد من افراد عائلته بحاجة للعلاج؟ هل يحتاج الى ارسال اولاده او اقربائه للتعليم في الخارج ام لايجاد فرص عمل معينة في بلد معين؟ هل لديه عشيقة سرية واحدة او اكثر؟ وماذا تفعل هذه العشيقة ومدى تأثيرها عليه؟ هل لديه معلومات مهمة في اجهزة الهاتف المحمول ام في اجهزة الحاسوب؟ هل يحب الترف ام يحب الالبسة الحديثة من ماركة معينة؟ هل يحاول تخفيف وزنه ولا ينجح في ذلك؟ كل هذه الاسئلة وغيرها تساعد على بناء ملف كامل عن كل شخص ليحللها الضابط المختص ويخرج بتوصيات وبخلاصة عن نقاط الضعف ونقاط القوة عن كل شخصية مستهدفة سلباً ام ايجاباً».
ويتابع الضابط : «كل الاجهزة المتوافرة اليوم تُعتبر غير موثوقة، اي يستطيع المراقب تشغيل الجهاز والكاميرا والميكروفون حتى ولو كان مغلقاً، والمضحك في الأمر ان اكثر المسؤولين لا يحتفظون بأجهزة الهاتف الخاصة بهم بل يسلّمونها الى المرافق ويبدّلون اجهزتهم باستمرار. فيكفي ان تراقب الكترونياً حركة المرافق الشخصي او الأرقام التي يتصل بها او تتصل بهذا المسؤول باستمرار، حتى تعاد رسم الخريطة الالكترونية من جديد للشخص الهدف».
ويؤكد الضابط ان «هناك قاموساً كبيراً للاجهزة الضخمة التحليلية التي تمتلكها اجهزة المخابرات الدولية. فاذا استُخدمت كلمة مثل عبوة - صاروخ - اميركا - اسرائيل - حزب الله - القاعدة او كلمات كثيرة اخرى، فان ذلك يُستتبع بأخذ المحادثة الى التحليل فتدخل الى بنك المعلومات للخروج بالتوصيات اللازمة لتحديد ردة الفعل».
العيون الخمس
ويشرح ضابط المخابرات السابق ان «اوستراليا، كندا، نيوزيلندا، بريطانيا والولايات المتحدة أنشأت وحدة اسمها العيون الخمس ولديها أجهزة اتصال في كل أنحاء العالم وحول العالم تلتقط منها كل ذبابة تحلق في السماء بغض النظر عن صاحبها. وهذه الوحدة هي مجموعة أجهزة أمنية في كل من البلدان الخمسة متخصصة بالتنصت الالكتروني وهي GCHQ البريطانية، NSA الاميركية، CSE الكندية، DSD الاسترالية، GCSB النيوزلندية. وهذه الاجهزة المخابراتية تتعاون في ما بينها وتتبادل المعلومات وتجتمع دورياً لتطوّر نفسها وتشرح ما لديها».
ويضيف الضابط الرفيع السابق في مكافحة الارهاب ان «اجهزة اخرى صديقة تتعامل مع العيوان الخمس ومنها الوحدة الاسرائيلية المسماة بيهودا سموني يتاييم او وحدة الـ8200. وهي وحدة موجودة اساساً في صحراء النقب ولديها قدرة تفوق قدرة التنصت للقاعدة البريطانية الموجودة في آيوس نيكولايس في فامأغوستا في قبرص».
ويؤكد الضابط ان «الوحدة 8200 تسللت عدة مرات داخل العمق الجغرافي لبلدان عدة وعلى رأسها لبنان لتضع أجهزة تنصت على خطوط حزب الله السلكية لان احتراف حزب الله وضربات اسرائيل الدقيقة علمته ان يبتعد عن الخطوط اللاسلكية، ولهذا كان من الضروري النزول على الارض ووضع أجهزة متطورة لخرق اتصالاته. وقد فشلت هذه العملية مرات عدة لان حزب الله كان يرسل دوريات بأوقات غير منتظمة لفحص خطوطه الارضية. الا ان عمليات اخرى استطاعت ان تعود بالفائدة على المجتمع الاستخباراتي».
ويقول الضابط ان التنصت الالكتروني لا يقتصر على التنصت لأغراض عسكرية او لمنع عمليات ارهابية قبل حدوثها، بل يذهب الى التجسس الصناعي ايضاً «فقد استُخدمت التكنولوجيا لمعرفة نوايا العرب بما يتعلق بالاقتصاد والنفط وشراء المعدات الحربية والتي تُعتبر اساسية للغرب ولاقتصاده».
(ايلاف)
بعد القنبلة التي فجرها المستشار السابق في الوكالة الامنة الوطنية الاميركية ادورد سنودن وتحولت إلى "كرة ثلج" آخذة في التدحرج من عاصمة إلى آخر، ووسط معلومات عن أن التجسس لم يكن فقط على حلفاء الولايات المتحدة الغربيين بل شمل الحلفاء العرب، يكشف تريستان آش، وهو ضابط متقاعد في جهاز مكافحة الإرهاب، عن خفايا العالم السري لعمليات التجسس.
ويوضح تريستان في حديث مع صحيفة "الرأي" الكويتية أن جميع «جميع بلدان الشرق الاوسط، من رؤسائها وقادتها وأحزابها، هي على لائحة التنصت اليومي، ومن دون تمييز بين عدوّ وصديق»، لافتاً الى ان «الحزب الوحيد الذي لا يملك بصمة الكترونية تتيح التجسس عليه هو حزب الله اللبناني، الذي يستخدم النظام السلكي وليس اللاسلكي، رغم ان عدداً كبيراً من مسؤولي هذا الحزب يستخدمون - ولو بحذر - الاجهزة اللاسلكية الخاصة بهم ما يسمح بالتقاط معلومات ذات أهمية لا تجعلنا في ظلام دامس حيال ما يفعله، آخذين في الاعتبار ان هذه المعلومات بواسطة المراقبة الالكترونية ليست في المستوى المطلوب».
واوضح الضابط ان «من المستحيل مراقبة جميع الخطوط في الشرق الاوسط دون التواطؤ مع السلطات المحلية التي تقوم في اغلبها بتسهيل المهمة علينا، الا اننا نحتاج في بعض الاحيان الى فريق عمل على الارض لوضع اجهزة مراقبة في امكنة محددة لتمكننا من اخذ الداتا المطلوبة»، كاشفاً عن ان «كل جهاز UHF - VHF او اي اشارة من 1 ميغاهرتس الى ما لا نهاية، تُرسل الى الفضاء او تكون موجودة في السماء يستطيع كل لاعب (جهاز مخابراتي مراقب) التقاطها وإرسالها الى الاقمار الاصطناعية لإعادتها الى المركز الام وتحليلها وفرزها ليبنى على الشيء مقتضاه»، مضيفاً: «لذلك لا يوجد جهاز في العالم يبث إشارة لا تستطيع التقاطها، ما يجعل كل شخص يستخدم الهاتف او الانترنت او الرسائل او الفاكس او الفيديو الموصول الى الانترنت قابلاً للتحليل وفك رموزه، وليست هناك حصانة على اي شيء او اي شخص من الاختراق الالكتروني».
بعد 11 سبتمبر
وأكد آش انه «بعد عملية القاعدة في 9/11 أُعطيت الاوامر بجعل وتحويل كل سفارة في العالم الى مركز تنصت معزَّز، وتم تزويد البعثات الديبلوماسية بأجهزة تنصت عالية الدقة حتى اصبحتَ ترى داخل كل سفارة قاعدة شبيهة بمحطة الناسا الفضائية. ولهذا بات لكل سفارة دور مهم بالمراقبة والتنصت وكذلك السفن الحربية العسكرية المتمركزة قبالة الشواطئ المستهدفة والتي سهلت عملية الاستقبال والتجسس الالكتروني على كل رئيس دولة او مسؤول سياسي او عسكري وعلى عائلات هؤلاء فأصبحوا جميعاً تحت المراقبة الايجابية بغرض حمايتهم، او سلبية بغرض التجسس عليهم وجمع المعلومات لتحديد نقاط الضعف وأفضل طرق التعامل معهم. وهذه الخريطة الشخصية تساعد أجهزة المخابرات المتخصصة لمعرفة ماذا يكره هذا الرئيس وما المشاكل العائلية التي يتعرض لها؟ هل يزور الطبيب، ولماذا؟ هل احد من افراد عائلته بحاجة للعلاج؟ هل يحتاج الى ارسال اولاده او اقربائه للتعليم في الخارج ام لايجاد فرص عمل معينة في بلد معين؟ هل لديه عشيقة سرية واحدة او اكثر؟ وماذا تفعل هذه العشيقة ومدى تأثيرها عليه؟ هل لديه معلومات مهمة في اجهزة الهاتف المحمول ام في اجهزة الحاسوب؟ هل يحب الترف ام يحب الالبسة الحديثة من ماركة معينة؟ هل يحاول تخفيف وزنه ولا ينجح في ذلك؟ كل هذه الاسئلة وغيرها تساعد على بناء ملف كامل عن كل شخص ليحللها الضابط المختص ويخرج بتوصيات وبخلاصة عن نقاط الضعف ونقاط القوة عن كل شخصية مستهدفة سلباً ام ايجاباً».
ويتابع الضابط : «كل الاجهزة المتوافرة اليوم تُعتبر غير موثوقة، اي يستطيع المراقب تشغيل الجهاز والكاميرا والميكروفون حتى ولو كان مغلقاً، والمضحك في الأمر ان اكثر المسؤولين لا يحتفظون بأجهزة الهاتف الخاصة بهم بل يسلّمونها الى المرافق ويبدّلون اجهزتهم باستمرار. فيكفي ان تراقب الكترونياً حركة المرافق الشخصي او الأرقام التي يتصل بها او تتصل بهذا المسؤول باستمرار، حتى تعاد رسم الخريطة الالكترونية من جديد للشخص الهدف».
ويؤكد الضابط ان «هناك قاموساً كبيراً للاجهزة الضخمة التحليلية التي تمتلكها اجهزة المخابرات الدولية. فاذا استُخدمت كلمة مثل عبوة - صاروخ - اميركا - اسرائيل - حزب الله - القاعدة او كلمات كثيرة اخرى، فان ذلك يُستتبع بأخذ المحادثة الى التحليل فتدخل الى بنك المعلومات للخروج بالتوصيات اللازمة لتحديد ردة الفعل».
العيون الخمس
ويشرح ضابط المخابرات السابق ان «اوستراليا، كندا، نيوزيلندا، بريطانيا والولايات المتحدة أنشأت وحدة اسمها العيون الخمس ولديها أجهزة اتصال في كل أنحاء العالم وحول العالم تلتقط منها كل ذبابة تحلق في السماء بغض النظر عن صاحبها. وهذه الوحدة هي مجموعة أجهزة أمنية في كل من البلدان الخمسة متخصصة بالتنصت الالكتروني وهي GCHQ البريطانية، NSA الاميركية، CSE الكندية، DSD الاسترالية، GCSB النيوزلندية. وهذه الاجهزة المخابراتية تتعاون في ما بينها وتتبادل المعلومات وتجتمع دورياً لتطوّر نفسها وتشرح ما لديها».
ويضيف الضابط الرفيع السابق في مكافحة الارهاب ان «اجهزة اخرى صديقة تتعامل مع العيوان الخمس ومنها الوحدة الاسرائيلية المسماة بيهودا سموني يتاييم او وحدة الـ8200. وهي وحدة موجودة اساساً في صحراء النقب ولديها قدرة تفوق قدرة التنصت للقاعدة البريطانية الموجودة في آيوس نيكولايس في فامأغوستا في قبرص».
ويؤكد الضابط ان «الوحدة 8200 تسللت عدة مرات داخل العمق الجغرافي لبلدان عدة وعلى رأسها لبنان لتضع أجهزة تنصت على خطوط حزب الله السلكية لان احتراف حزب الله وضربات اسرائيل الدقيقة علمته ان يبتعد عن الخطوط اللاسلكية، ولهذا كان من الضروري النزول على الارض ووضع أجهزة متطورة لخرق اتصالاته. وقد فشلت هذه العملية مرات عدة لان حزب الله كان يرسل دوريات بأوقات غير منتظمة لفحص خطوطه الارضية. الا ان عمليات اخرى استطاعت ان تعود بالفائدة على المجتمع الاستخباراتي».
ويقول الضابط ان التنصت الالكتروني لا يقتصر على التنصت لأغراض عسكرية او لمنع عمليات ارهابية قبل حدوثها، بل يذهب الى التجسس الصناعي ايضاً «فقد استُخدمت التكنولوجيا لمعرفة نوايا العرب بما يتعلق بالاقتصاد والنفط وشراء المعدات الحربية والتي تُعتبر اساسية للغرب ولاقتصاده».
(ايلاف)