ميزانية هائلة ومصروفات بلا سقف.. هل تسعى "آبل" لاحتكار هوليود؟
تثير شركة "آبل" التكنولوجية العملاقة تساؤلات قلقة لدى شركات الإنتاج في هوليود نتيجة سعيها للسيطرة على مقدرات صناعة الترفيه البصري بكاملها من خلال شبكة "آبل تي في بلس".
وأشارت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن الشركة العملاقة تنفق مليار دولار سنويا على الأفلام المخصصة للعرض السينمائي، في حين تنفق 6.5 مليارات دولار على الإنتاج التلفزيوني، وقد بلغت ميزانية مسلسل الخيال العلمي "المؤسسة" (Foundation) 45 مليون دولار، وهو ما يعادل أعلى ميزانية خصصتها هيئة الإذاعة البريطانية لمسلسل "تفاصيله المظلمة" (His Dark Materials)، لكنها ميزانية صغيرة مقارنة بميزانية "العرض الصباحي" (The Morning Show) البالغة 15 مليون دولار لكل حلقة.
كما اشترت "آبل" أيضا المشاريع التي لم يعد بإمكان منتجين آخرين تحمل تكاليفها مثل "سادة الهواء" (Masters of the Air)، الذي كان قيد العمل في منصة "إتش بي أو" (HBO) منذ عام 2013، لكن "آبل" استحوذت عليه عام 2019.
وتتفوق "آبل تي في بلس" في ما أطلق عليه مؤخرا اسم "تلفزيون الأب الموقر" (Prestige Dad TV)، وهو مكون يضم كبار ممثلي وصناع السينما في هوليود، ومنهم ستيفن سبيلبرغ، وتوم هانكس، ومارتن سكورسيزي، ومايكل دوغلاس، وغاري أولدمان، وإدريس إلبا، وريدلي سكوت، وماثيو فون، وصامويل إل جاكسون، وبراد بيت وجورج كلوني، إذ يستعد هؤلاء النجوم والمبدعون للعمل مع الشبكة، وهو ما فعلوه مع "إتش بي أو" في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
أعمال الكبار
وقد شهد مارس/آذار الجاري عرض مجموعة من أهم إنتاجات العام على المنصة، ومن بينها فيلم "نابليون" (Napoleon) للمخرج ريدلي سكوت وبطولة خواكين فينكس، والمسلسل الكوميدي الجديد "بالم رويال" (Palm Royale) للمخرجة كريستين وونغ، الذي تدور أحداثه في مجتمع بالم بيتش في أواخر الستينيات، ومسلسل "مانهانت" (Manhunt)، الذي يجسد فيه توبياس منزيس دور إدوين ستانتون، وزير الحرب في عهد أبراهام لنكولن، والذي يطارد قتلة رئيس سابق.
وانخفضت نسبة مشاهدات فيلم مارتن سكورسيزي "قتلة زهرة القمر" (Killers of the Flower Moon) على المنصة نفسها، خاصة بعد ترشيحه بكثافة لجوائز الأوسكار، لكنه لم يحصد أي جوائز، وأيضا خسارته في دور العرض إذ حقق 137 مليون دولار مقابل ميزانية قدرها 200 مليون دولار.
وكان عملاق التكنولوجيا العالمي حقق خلال الربع الأول إيرادات بلغت 119.6 مليار دولار، بزيادة 2% على أساس سنوي، في حين تبلغ قيمة "آبل" حاليا 2.7 تريليون دولار، وهي أرقام تمكّن من احتمال الخسارات.
وفي أبرز الأعمال التي ستعرضها المنصة هذا العام، يلعب مايكل دوغلاس دور البطولة في فيلم "فرانكلين" (Franklin)، وهو دراما تاريخية تدور أحداثها حول بنجامين فرانكلين -أحد الآباء المؤسسين لأميركا- وهو يحاول إقناع فرنسا بالاعتراف بالولايات المتحدة الأميركية المستقلة حديثا، بينما تشارك نجمة الأوسكار كيت بلانشيت وكيفن كلاين وساشا بارون كوهين في فيلم "تنصل" (Disclaimer) من تأليف وإخراج ألفونسو كوارون، ويلعب كولين فاريل بطولة فيلم "سكر" (Sugar) وتشاركه البطولة إيمي رايان.
كذلك يقوم توم هانكس ببطولة فيلم "غراي هاوند" (Greyhound) الذي قام بكتابته أيضا، والذي تدور أحداثه حول قائد بحري مكلف بالدفاع عن سفن الحلفاء من الغواصات الألمانية. أما توم هولاند، فيقدم مسلسل "الغرفة المزدحمة" (The Crowded Room)، حيث يجسد دور مريض يعاني اضطراب تعدد الشخصيات، كما أنتجت "آبل تي في بلس" أيضا للممثل توم هيدلستون مسلسله المميز "ثعبان إسيكس" (The Essex Serpent)، ونالت الممثلة ميريل ستريب حظها عبر لعب دور الحوت في الدراما البيئية "الاستقراءات" (Extrapolations).
مشاهدات ضعيفة
ورغم هذه الإنتاجات الضخمة، فإن منصة "آبل تي في بلس" لا تملك كثيرا من المشتركين. ورغم أنها لم تصدر أرقاما رسمية للمشتركين منذ العام 2019، فإن تقديرات قاعدتها في المملكة المتحدة -على سبيل المثال- تبلغ نحو مليوني مشترك، مقارنة بـ16.3 مليونا لشبكة "نتفليكس"، أما في الولايات المتحدة، فيتراوح عدد مشتركيها بين 15 و20 مليونا مقارنة بـ80 مليون مشترك في"نتفليكس".
كما حظي فيلم "أحصنة بطيئة" (Slow Horses) على ثناء النقاد، ونال فيلم "سادة الهواء" إشادات واسعة، إذ تدور أحداثه في أثناء الحرب العالمية الثانية وهو من إنتاج توم هانكس.
وتُعد مسلسلات "أخوات سيئات" (Bad Sisters)، و"لكل البشر" (For All Mankind)، و"انقطاع" (Severance) من أفضل الأعمال التلفزيونية، إلا أنها لم تلق قبولا لدى الجمهور.