موائد الرحمن من تكية أم علي .. تجربة تطوع مُلهمة!
"الله يرضى عليكم يا بنتي"
"الله يطعمكم من الجنة زي ما طعميتوني أنا وولادي"
"الحمد لله التكية ما بتنسانا طول السنة"
كانت هذه مجموعة من دعوات وعبارات لا تُعد ولا تُحصى حظينا بها من الزائرين والمستفيدين للخيمة الرمضانية التابعة لتكية أم علي، وذلك خلال تطوعنا مع التكية ضمن برنامج موائد الرحمن الذي يُنفذ سنويا في رمضان للعام الحادي عشر على التوالي.
وتحرص التكية ضمن برنامج موائد الرحمن، على تقديم وجبات الإفطار الساخنة لأكثر من 4000 – 5000 صائم يوميا من الأفراد والأسر والأطفال الأردنيين والمقيمين في المملكة الذين يحضرون المائدة التي يُشرف على تجهيزها ضمن أعلى معايير الصحة والسلامة العامة مختصين في مجال الغذاء، لتكون وجبة الطعام متكاملة.
ويعتبر برنامج "موائد الرحمن" من البرامج الرئيسية والأساسية التي تعمل التكية على تنفيذها بشكل يومي في رمضان، كما تعمل التكية هذا العام على تنفيذ برنامج للزكاة يحمل شعار "زكاتك بتوصل الأردن وغزة"، والذي يشمل ارسال طرود غذائية للمواطنين في قطاع غزة، بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الهاشمية، لإتاحة المجال أمام المتبرعين لتقديم زكاة أموالهم من خلال الطرود الغذائية.
خلال برنامج التطوع، وفور وصولنا إلى مقر التكية في منطقة "المحطة" في عمّان استمعنا لشرح من فريق التكية حول نشأتها، برامجها، أهدافها وتم البدء بتوزيع المهام، حيث تسملنا مسؤولية توزيع المياه والوجبات على الصائمين، بحيث يحصل كل فرد على زجاجة مياه ووجبة طعام متكاملة، تتكون من الأرز، الدجاج، العصير، قطعة حلويات، تفاحة، علبة اللبن، الخبز والتمر.
وكما خلية النحل، انشغلنا بالعمل ضمن الخطة المرسومة بعناية من فريق التكية، وبتناغم كبير بين المشرفين على التطوع والمتطوعين وكذلك المستفيدين من برنامج موائد الرحمن من مختلف الفئات العمرية والجنسيات، وتميزت العملية بالانسيابية حيث تم توزيع المتطوعات الإناث على خيمة المستفيدات من النساء، بينما تم توزيع المتطوعين الذكور على خيمة المستفيدين من الرجال والذكور وتم تقديم وجبات الطعام للجميع.
وما أن صدح صوت المؤذن في المسجد القريب من التكية إيذانا بصلاة المغرب، فقد تم الانتهاء من توزيع الوجبات على الجميع وبدأوا بتناول الطعام الساخن والشهي، وحان دور المتطوعين لتناول وجبة الإفطار بعد عمل ممتع، شيّق وحديث عابر مع الزائرين للخيمة الرمضانية المضاءة بالزينة، وكانت الوجبة بعد التعب شهية ولذيذة، وتبادل الأحاديث والمواقف الطريفة التي حصلت معنا كمتطوعين الذي يبلغ عددهم تقريبا 60 متطوع يوميا.
غادرنا التكية بعد 3 ساعات ونصف من التطوع، ونحن نشعر بالامتنان الكبير لهذه التجربة ذات الطابع الإنساني، الروحاني والديني، والأهم كم الدعوات بالرضا والسعادة وتيسير الأمور التي سمعناها من الصائمين الأعزاء الزائرين للخيمة الرمضانية التي تشكل إضافة نوعية لعمّان في شهر رمضان.