حمى الطلاق تدخل بيوت الأسر السعودية عبر وسائل التواصل الاجتماعي
جو 24 : أخذ فيروس حمى الطلاق يستشري بكيان المجتمع السعودي، ليدمر الأسر ويغلق بيوتها التي طالما حلم أصحابها فيها، وتشير البحوث المسحية إلى تنامي تلك الحالات إلى أكثر من 30 ألف حالة خلال العام الماضي، بمعدل 82 حالة في اليوم الواحد. ما جعل أصحاب الفكر والمشورة والإصلاح الأسري يقفوا حيارى أمام تلك الحالات.
وانطلاقاً من حرصها على وحدة المجتمع السعودي وسلامة أبنائه حاولت "سبق "ومن خلال فريق عملها تسليط الضوء على دور وسائل الاتصال الحديث في زيادة معدلات الطلاق.
تكنولوجيا الطلاق: لا ينكر أحد منا غزو وسائل الاتصال الحديثة وتطبيقاتها المختلفة من ( واتس أب، وسكايب، والفيس بوك، وتويتر ) حياته اليومية، حيث عرج كثير من السعوديين على تلك الوسائل معتبرين أنها أحد أهم الأسباب لحالات الطلاق.
فقد تحدثت إحدى السيدات لـ"سبق" عن مشكلتها مع زوجها والتي أدت في النهاية إلى طلاقها منه، وقالت: "الواتس آب من أهم الأسباب التي أدت إلى طلاقنا، حيث علمت أنه على علاقة بإحدى النساء التي تطورت بزواجه منها، ما جعلني أطلب الطلاق، مؤكدة أن هناك الكثير من الحالات وقع فيها الطلاق بسبب الانفتاح الكبير على وسائل التواصل.
واستغرب أحد الشباب من ازدياد حالات الطلاق، قائلاً: أصبحت أشعر بالقلق من فكرة الزواج نتيجة ازدياد حالات الطلاق في المجتمع، وعلى ما يبدو أصبح الطلاق لعبة في أيدي الكثيرين.
فيما رفض المعلم أحمد العتيبي تماماً الإجابة عن أسباب طلاقه مرتين متتاليتين، وقال: فضلت الطلاق بدلاً من العيش بدون أي نوع من التوافق، مؤكداً أن الطلاق شرع ينهي أي علاقة فاشلة.
بينما قالت الأخصائية الاجتماعية هند عمر إن المرأة السعودية أصبحت ترفض أن تكون زوجة ثانية، فظروف المجتمع اختلفت وعقلية الرجل والمرأة بدأت ترفض زواج الصالونات الموجود بشكل كبير في المجتمع، كما أن الرجل السعودي بات يستسهل الطلاق عما قبل.
مجتمع ملائكي:
ويرى المحلل النفسي المتخصص في الدراسات والقضايا المجتمعية الدكتور" هاني الغامدي " أن من أسباب تزايد حالات الطلاق بشكل مفزع في السنوات الأخيرة يعود إلى عدم الرضا عن سلوك أحد طرفي النزاع سواء "الزوج أو الزوجة "، موضحاً أن عدم الرضا ناتج من خلال قصور في العلاقة الحميمية ولهذا الجانب مسببات ومعالجات يطول شرحها، أو من خلال سلوكيات غير سوية تؤثر على أحد الطرفين، ما يجعله يغرد خارج السرب من خلال علاقات غير سليمة مع أشخاص آخرين غير الشريك الرسمي.
وتابع: علينا الآن مواجهة الواقع والتحدث بالمشكلة بصراحة أكثر، وألا نتشدق بأن سلوكيات أفراد مجتمعنا قريبة من الملائكية، موضحاً أن الابتعاد عن المشكلة جعل الكثير يتقوقع حول ذاته حين يرى ما يحدث من حوله من أمور سلوكية، أو ينفي الأمر بشكل يعطيه الاعتقاد بأن ذلك النفي للصالح العام، ما يجعل دائماً النتائج والحلول بعيدة عن المصداقية والواقعية، مطالباً بدراسة كافة الجوانب التي أثرت على طبيعة المجتمع السعودي منذ سنوات عديدة مضت.
خدش الحياء
وحول دور وسائل الاتصال الحديثة في زيادة معدلات الطلاق، قال الغامدي: إن ما يميز دور تلك الوسائل هو ( انكسار الحياء ) نتيجة لكشف غطاء التواصل بين الجنسين الذي بدا ( سهلاً، وميسراً، ورخيصاً ) في أي زمان، وتحت أي مكان ومن خلال كل وسائل التواصل الموجودة، ما جعل هناك الكثير ممن يستمر في سلوكيات التعارف والانفتاح على الطرف الآخر بشكل لا يحتاج إلى مجهود أو بحث كما كان من قبل، ما ساهم بشكل كبير في انكسار الحياء.
زواج وبس:
لم تبد الكاتبة "سوزان المشهدي" غرابة في أرقام وإحصائيات الطلاق معتبرة أنها نتيجة طبيعية للطرق التي يتم من خلالها الزواج، فالهدف المشترك دون الرجوع إلى المعنى الحقيقي للزواج بين الطرفين الزوج والزوجة واحد ( زواج وبس ) ينتج عنه عدم فهم المخطوبين طباع بعضهما ضمن إطار شرعي يضمن استقرار حياتهما الزوجية فيما بعد، وطالبت عبر " سبق " المجتمع بتغيير نمط الزواج ؛ حتى يتم التواصل بين المخطوبين في إطار شرعي أسري، مشددة على توعية الشباب والبنات منذ الطفولة على أن الزواج ميثاق غليظ ومقدس، ويجب تقديم تنازلات متوازنة بين الطرفين للحفاظ على كيان الأسرة.
وتساءلت ماذا نتوقع من زيجة بين شخصين غير متفاهمين لكل منهما رؤيته الخاصة في الزواج، فالفتاة ترغب في الزواج قبل قريباتها، والشاب يرغب في الزواج فقط شكلياً، وكلاهما لا يدرك أن مغزى الزواج يتمثل في الإشباع العاطفي والجسدي.
وللأسف بعض الزوجات لا تقوّم عيوبها إلا إذا هددها زوجها بالطلاق، وعندما يقع الفعل فإنها تُصدم بالواقع الأليم، واعتبرت وسائل التواصل الاجتماعي سبباً لوقوع الطلاق بين الشخصيات الانطوائية المكبوتة، التي تعاني حرماناً جسدياً وعاطفياً، سواء كان الرجل أو المرأة.
ورداً على مزاعم البعض أن استقلال الزوجة الاجتماعي والاقتصادي سبب في تمردها على زوجها وحدوث الطلاق أجابت المشهدي: الحياة الزوجية شراكة وليست علاقة بين سيد وعبد، وهذه المفاهيم الخاطئة نتاج لثقافة الرجل وفقدانه لثقته في نفسه، مبدية تأييدها للمرأة المستقلة مادياً والتي ترغب باستكمال حياتها الزوجية برغبتها، وليس تحت ضغوط اقتصادية.
عزلة نفسية
وأرجع استشاري علم النفس الإكلينيكي الدكتور "حاتم الغامدي" أسباب الطلاق لعدم التأهيل النفسي للمقبلين على الزواج، كي يتعرف كل طرف على متطلبات الآخر وكيفية تقبله شريكاً للحياة، لافتاً أن توقعات الزوجين المرتفعة تلعب دوراً في حدوث الطلاق، حيث يرغب الرجل في زوجة تشبه أمه، والمرأة ترغب في زوج يغدقها حباً وحناناً، وكلاهما للأسف غير مدرك لحقوقه وواجباته وخطورة دوره في الحياة الزوجية.
وأبدى الغامدي انزعاجه من وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تلعب دوراً خطيراً في حدوث واكتشاف الخيانة الزوجية، والتي تعد سبباً رئيسياً في وقوع الطلاق، رافضاً تدخل الأهل السافر في العلاقة بين الزوجين، ما يزيد هوة الخلافات بينهما ويزيد المشكلة تعقيداً، وحذر من تأثير الطلاق على الأبناء، وقال: الدراسات السيكولوجية أثبتت أن 85% من أبناء المطلقين يعيشون في عزلة نفسية، ويلجؤون للمخدرات في مرحلة ما.
يذكر أن "صحيفة الاقتصادية " كشفت في دراسة أعدتها عن أن حالات الطلاق في السعودية ارتفعت إلى أكثر من 30 ألف حالة خلال العام الماضي 2012، لتبلغ 82 حالة في اليوم، بمعدل 3.4 حالة طلاق في الساعة الواحدة.
وانطلاقاً من حرصها على وحدة المجتمع السعودي وسلامة أبنائه حاولت "سبق "ومن خلال فريق عملها تسليط الضوء على دور وسائل الاتصال الحديث في زيادة معدلات الطلاق.
تكنولوجيا الطلاق: لا ينكر أحد منا غزو وسائل الاتصال الحديثة وتطبيقاتها المختلفة من ( واتس أب، وسكايب، والفيس بوك، وتويتر ) حياته اليومية، حيث عرج كثير من السعوديين على تلك الوسائل معتبرين أنها أحد أهم الأسباب لحالات الطلاق.
فقد تحدثت إحدى السيدات لـ"سبق" عن مشكلتها مع زوجها والتي أدت في النهاية إلى طلاقها منه، وقالت: "الواتس آب من أهم الأسباب التي أدت إلى طلاقنا، حيث علمت أنه على علاقة بإحدى النساء التي تطورت بزواجه منها، ما جعلني أطلب الطلاق، مؤكدة أن هناك الكثير من الحالات وقع فيها الطلاق بسبب الانفتاح الكبير على وسائل التواصل.
واستغرب أحد الشباب من ازدياد حالات الطلاق، قائلاً: أصبحت أشعر بالقلق من فكرة الزواج نتيجة ازدياد حالات الطلاق في المجتمع، وعلى ما يبدو أصبح الطلاق لعبة في أيدي الكثيرين.
فيما رفض المعلم أحمد العتيبي تماماً الإجابة عن أسباب طلاقه مرتين متتاليتين، وقال: فضلت الطلاق بدلاً من العيش بدون أي نوع من التوافق، مؤكداً أن الطلاق شرع ينهي أي علاقة فاشلة.
بينما قالت الأخصائية الاجتماعية هند عمر إن المرأة السعودية أصبحت ترفض أن تكون زوجة ثانية، فظروف المجتمع اختلفت وعقلية الرجل والمرأة بدأت ترفض زواج الصالونات الموجود بشكل كبير في المجتمع، كما أن الرجل السعودي بات يستسهل الطلاق عما قبل.
مجتمع ملائكي:
ويرى المحلل النفسي المتخصص في الدراسات والقضايا المجتمعية الدكتور" هاني الغامدي " أن من أسباب تزايد حالات الطلاق بشكل مفزع في السنوات الأخيرة يعود إلى عدم الرضا عن سلوك أحد طرفي النزاع سواء "الزوج أو الزوجة "، موضحاً أن عدم الرضا ناتج من خلال قصور في العلاقة الحميمية ولهذا الجانب مسببات ومعالجات يطول شرحها، أو من خلال سلوكيات غير سوية تؤثر على أحد الطرفين، ما يجعله يغرد خارج السرب من خلال علاقات غير سليمة مع أشخاص آخرين غير الشريك الرسمي.
وتابع: علينا الآن مواجهة الواقع والتحدث بالمشكلة بصراحة أكثر، وألا نتشدق بأن سلوكيات أفراد مجتمعنا قريبة من الملائكية، موضحاً أن الابتعاد عن المشكلة جعل الكثير يتقوقع حول ذاته حين يرى ما يحدث من حوله من أمور سلوكية، أو ينفي الأمر بشكل يعطيه الاعتقاد بأن ذلك النفي للصالح العام، ما يجعل دائماً النتائج والحلول بعيدة عن المصداقية والواقعية، مطالباً بدراسة كافة الجوانب التي أثرت على طبيعة المجتمع السعودي منذ سنوات عديدة مضت.
خدش الحياء
وحول دور وسائل الاتصال الحديثة في زيادة معدلات الطلاق، قال الغامدي: إن ما يميز دور تلك الوسائل هو ( انكسار الحياء ) نتيجة لكشف غطاء التواصل بين الجنسين الذي بدا ( سهلاً، وميسراً، ورخيصاً ) في أي زمان، وتحت أي مكان ومن خلال كل وسائل التواصل الموجودة، ما جعل هناك الكثير ممن يستمر في سلوكيات التعارف والانفتاح على الطرف الآخر بشكل لا يحتاج إلى مجهود أو بحث كما كان من قبل، ما ساهم بشكل كبير في انكسار الحياء.
زواج وبس:
لم تبد الكاتبة "سوزان المشهدي" غرابة في أرقام وإحصائيات الطلاق معتبرة أنها نتيجة طبيعية للطرق التي يتم من خلالها الزواج، فالهدف المشترك دون الرجوع إلى المعنى الحقيقي للزواج بين الطرفين الزوج والزوجة واحد ( زواج وبس ) ينتج عنه عدم فهم المخطوبين طباع بعضهما ضمن إطار شرعي يضمن استقرار حياتهما الزوجية فيما بعد، وطالبت عبر " سبق " المجتمع بتغيير نمط الزواج ؛ حتى يتم التواصل بين المخطوبين في إطار شرعي أسري، مشددة على توعية الشباب والبنات منذ الطفولة على أن الزواج ميثاق غليظ ومقدس، ويجب تقديم تنازلات متوازنة بين الطرفين للحفاظ على كيان الأسرة.
وتساءلت ماذا نتوقع من زيجة بين شخصين غير متفاهمين لكل منهما رؤيته الخاصة في الزواج، فالفتاة ترغب في الزواج قبل قريباتها، والشاب يرغب في الزواج فقط شكلياً، وكلاهما لا يدرك أن مغزى الزواج يتمثل في الإشباع العاطفي والجسدي.
وللأسف بعض الزوجات لا تقوّم عيوبها إلا إذا هددها زوجها بالطلاق، وعندما يقع الفعل فإنها تُصدم بالواقع الأليم، واعتبرت وسائل التواصل الاجتماعي سبباً لوقوع الطلاق بين الشخصيات الانطوائية المكبوتة، التي تعاني حرماناً جسدياً وعاطفياً، سواء كان الرجل أو المرأة.
ورداً على مزاعم البعض أن استقلال الزوجة الاجتماعي والاقتصادي سبب في تمردها على زوجها وحدوث الطلاق أجابت المشهدي: الحياة الزوجية شراكة وليست علاقة بين سيد وعبد، وهذه المفاهيم الخاطئة نتاج لثقافة الرجل وفقدانه لثقته في نفسه، مبدية تأييدها للمرأة المستقلة مادياً والتي ترغب باستكمال حياتها الزوجية برغبتها، وليس تحت ضغوط اقتصادية.
عزلة نفسية
وأرجع استشاري علم النفس الإكلينيكي الدكتور "حاتم الغامدي" أسباب الطلاق لعدم التأهيل النفسي للمقبلين على الزواج، كي يتعرف كل طرف على متطلبات الآخر وكيفية تقبله شريكاً للحياة، لافتاً أن توقعات الزوجين المرتفعة تلعب دوراً في حدوث الطلاق، حيث يرغب الرجل في زوجة تشبه أمه، والمرأة ترغب في زوج يغدقها حباً وحناناً، وكلاهما للأسف غير مدرك لحقوقه وواجباته وخطورة دوره في الحياة الزوجية.
وأبدى الغامدي انزعاجه من وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تلعب دوراً خطيراً في حدوث واكتشاف الخيانة الزوجية، والتي تعد سبباً رئيسياً في وقوع الطلاق، رافضاً تدخل الأهل السافر في العلاقة بين الزوجين، ما يزيد هوة الخلافات بينهما ويزيد المشكلة تعقيداً، وحذر من تأثير الطلاق على الأبناء، وقال: الدراسات السيكولوجية أثبتت أن 85% من أبناء المطلقين يعيشون في عزلة نفسية، ويلجؤون للمخدرات في مرحلة ما.
يذكر أن "صحيفة الاقتصادية " كشفت في دراسة أعدتها عن أن حالات الطلاق في السعودية ارتفعت إلى أكثر من 30 ألف حالة خلال العام الماضي 2012، لتبلغ 82 حالة في اليوم، بمعدل 3.4 حالة طلاق في الساعة الواحدة.