حماس تدرس مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار وتشير لاستمرار "التعنت" الإسرائيلي
جو 24 :
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تسلمت خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة الموقف الإسرائيلي، مشيرة في الوقت ذاته إلى استمرار "تعنت" الاحتلال وعدم استجابته لأي من المطالب الفلسطينية.
وقالت الحركة، في بيان نشرته على حسابها في منصة تليغرام، إن الحركة تسلمت الموقف الإسرائيلي خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة بعد جهود الوسطاء في مصر وقطر وأميركا.
وأضافت أنها تقدر الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء، لكن رغم حرص الحركة على التوصل لاتفاق يضع حدا للعدوان الإسرائيلي على غزة، فإن "الموقف الإسرائيلي ما زال متعنتا ولم يستجب لأي من مطالب شعبنا ومقاومتنا".
لكنها أكدت مع ذلك أن قيادة الحركة "تدرس المقترح المقدم بكل مسؤولية وطنية، وستبلغ الوسطاء بردها حال الانتهاء من ذلك".
مقترح من 3 مراحل
وكانت مصادر قالت في وقت سابق أمس الاثنين، إن الوسطاء عرضوا مقترحا جديدا في جولة المفاوضات الأخيرة بالقاهرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة من 3 مراحل.
وأضافت أن المرحلة الأولى تضمن عودة النازحين المدنيين غير المسلحين إلى شمال القطاع دون تحديد أعدادهم، كما تضمن قبول إسرائيل فتح شارعي الرشيد وصلاح الدين وتمركز قواتها على بعد 500 متر منهما.
وأردفت المصادر أن هذه المرحلة تضمن أيضا إدخال 500 شاحنة مساعدات يوميا إلى قطاع غزة، بما في ذلك الشمال.
كما تضمن إفراج إسرائيل عن 900 أسير فلسطيني، بينهم 100 من ذوي أحكام المؤبد مقابل الإفراج عن 40 أسيرا إسرائيليا حيا من كل الفئات.
أما المرحلة الثانية فتتضمن إطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين والانتهاء من مفاوضات العودة للهدوء المستدام، في حين لم يتضمن المقترح عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم بالمرحلة الثانية أو انسحاب إسرائيل.
وتتضمن المرحلة الثالثة الإفراج عن جثث الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
عراقيل إسرائيلية
وكان مصدر قيادي في حماس قال إن الموقف الإسرائيلي في مفاوضات صفقة التبادل لا يزال يضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق.
وأضاف أن الرد الإسرائيلي في مفاوضات القاهرة اشترط عودة النازحين إلى مخيمات إيواء تُقيمها جهات دولية وليس إلى مناطقهم وبيوتهم، كما اشترطت الحركة.
وأوضح أن عودة النازحين حسب الرد الإسرائيلي غير آمنة وتتم من معابر تحت حراب الاحتلال، بينما طالبت الحركة بعودة غير مشروطة لهم.
وأكد أن الرد الإسرائيلي الذي تسلمته الحركة لا يشمل وقفا دائما لإطلاق النار ولا انسحابا من القطاع.
ونقلت وكالة الأناضول عن القيادي في حماس محمود مرداوي، قوله إن الحركة تريد اتفاقا واضحا لا يؤدي إلى معركة جديدة، ويشمل وقف إطلاق النار بشكل شامل، وانسحابا كاملا للاحتلال من قطاع غزة وعودة النازحين دون شروط وإعادة الإعمار دون قيود وأن تتم هذه العملية بشكل سلس، إضافة لعملية تبادل للأسرى.
رد إسرائيل
من جانبها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر قولها إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجّه فريق التفاوض لعدم التعبير عن موافقة إسرائيل على المقترح الأميركي الذي قُدّم في مفاوضات القاهرة.
وأضافت المصادر أن نتنياهو غير موافق على المقترح الأميركي، في حين أيده معظم أعضاء حكومة الحرب.
وكان نتنياهو قال إنه تلقى تقريرا عن محادثات القاهرة، مضيفا أن إسرائيل ما تزال تعمل على تحقيق ما وصفه بـ"النصر المطلق".
كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن "الوقت مناسب الآن" لإبرام هدنة مع حركة حماس في غزة مقابل إطلاق سراح المحتجزين، معتبرا أن إسرائيل يجب أن تكون مستعدة لدفع الثمن لإعادة المحتجزين قبل العودة إلى القتال، وفق وصفه.
الموقف الأميركي
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي قال إن مدير المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز زار القاهرة مطلع الأسبوع لإجراء جولة جادة من المباحثات لإطلاق سراح المحتجزين، مشيرا إلى أن حماس تدرس حاليا اقتراحا جديدا، وقد يستغرق الأمر بضعة أيام.
وأضاف أن الولايات المتحدة تأخذ المباحثات على محمل الجد وتأمل في التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن، لأنه سيؤدي أيضا إلى وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع تقريبا.
وأكد أن واشنطن تريد التوصل لاتفاق في أسرع وقت ممكن، معتبرا أن تحقيق وقف إطلاق النار في غزة "يعود إلى حماس".
على صعيد متصل، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر مطلع قوله إن بيرنز قدم مقترحا جديدا لسد الفجوات في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مشددا على أن ما قدمته إسرائيل في المفاوضات الأخيرة لا يجيب عن أسئلة حماس ومطالبها.
وأضاف المصدر للشبكة أن واشنطن ترغب أيضا في عودة السكان إلى شمال قطاع غزة دون قيود، لكن إسرائيل ترفض ذلك.
وغادر أمس الاثنين الوفد الإسرائيلي، ووفد من حركة حماس، العاصمة المصرية القاهرة، بعد اجتماعات عقدت الأحد لمحاولة التوصل لتفاهمات بشأن وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل أسرى.