- بحجة البحث عن مستوطن مفقود.. تفاصيل أعنف هجوم مسلح للمستوطنين على قرية المغير بالضفة
جو 24 :
ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها قرية المغير الواقعة إلى الشرق من مدينة رام الله بالضفة الغربية لهجوم من قبل المستوطنين، ولكنها الأصعب كما يقول رئيس مجلسها المحلي أمين أبو عليا، فمنذ الساعة الواحدة ظهر اليوم الجمعة والاعتداء متواصل من قبل ما يصل إلى ألف مستوطن.
الاعتداء كان على المنطقة الشرقية من القرية القريبة من الأراضي التي صودرت وبنيت عليها المستوطنات والطريق الالتفافي، حيث تجمع المستوطنون وأغلبيتهم مسلحون بحجة البحث عن مستوطن مفقود من البؤرة الاستيطانية القريبة، وهاجموا المنطقة في مجموعات حاصرت المنازل وأطلقت النار عليها وبدأت بإضرام النار بالمنازل.
الشاب جهاد عفيف أبو عليا من الشبان الذين كانوا في زيارة لأقاربهم في أحد هذه المنازل، وعندما بدأ الهجوم من قبل المستوطنين بإطلاق الرصاص على المنزل؛ ساعد سكان المنزل في إجلاء كبار السن إلى سطح المنزل، وهو ما أدى إلى إصابته برصاص أحد المستوطنين بالرأس واستشهد على إثرها على الفور.
وبحسب ما قاله شهود عيان، فإن المستوطنين -بحماية قوات الاحتلال- منعوا الإسعاف من الوصول إلى الشاب وباقي المصابين، وهو ما اضطر الأهالي لسلوك طرق فرعية وجبلية لنقلهم إلى المستشفيات.
وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني أحمد جبريل إن قوات الاحتلال منعت مركبات الإسعاف من الدخول من مدخل القرية؛ حيث نصبت حاجزا هناك، وعندما تمكنت المركبات من الدخول عبر طرق فرعية اعتدى المستوطنون على إحدى المركبات وحطموها، وعرقلوا عمل الطواقم، وهو ما أدى إلى تأخير وصولها إلى الإصابات.
ولم يقتصر الأمر على منع الإسعاف، بل طوّقت قوات الاحتلال القرية ومنعت الدخول إليها أو الوصول إلى المنطقة المستهدفة لمساعدة المواطنين هناك وصد العدوان عليهم.
الهجوم الأخطر
وبعد ساعات من وجود المستوطنين داخل القرية والاعتداء على الأهالي هناك قاموا بالانسحاب إلى أطراف القرية والتمركز على الشارع الواصل بينها وبين قرية أبو فلاح، ومواصلة الاعتداء على المركبات الموجودة في المكان وحرق عدد منها، إلى جانب الاعتداء على الطواقم الصحفية والطبية وإطلاق الرصاص الحي باتجاههم بشكل مباشر.
هذه الاعتداءات بحسب أبو عليا كانت بحماية ومساندة من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي أوقفت مركبات أهالي القرية والقرى المجاورة على الشارع الرئيسي ومنعت حركتها في ظل وجود المستوطنين في المنطقة.
وحتى الآن، لا يوجد حصر دقيق لعدد المنازل التي تم حرقها أو المركبات، كما يقول أبو عليا، بسبب عدم تمكنهم من الوصول إلى المنطقة المستهدفة وإغلاقها من قبل الاحتلال، ولكن بشكل مبدأي فإن الحديث يدور عن حوالي 10 منازل و8 مركبات والعشرات من المنشآت الزراعية إلى جانب عدد من المركبات التي تم تحطيمها وتكسيرها، وسرقة قطيع كامل من الأغنام.
وقال أبو عليا إن هذا الهجوم هو الأخطر على القرية من حيث عدد المستوطنين المشاركين في الاعتداء وحملهم السلاح، فخلال السنوات السابقة تعرضت القرية لهجوم المستوطنين بشكل متكرر، ولكن أعدادهم لم تكن تتجاوز 100 مستوطن ولم يكونوا مسلحين بالكامل كما هذه المرة، على حد وصفه، إلى جانب طول المدة التي استمر خلالها العدوان والتي تجاوزت 8 ساعات، وسط مخاوف من أهالي القرية بعودة المستوطنين مرة أخرى إلى القرية.
ولم تتوقف اعتداءات المستوطنين عند هذا الحد، فبعد الانسحاب من قرية المغير تم الاعتداء على القرى المجاورة لها مثل قرية أبو فلاح حيث حرق عدد من المركبات وأصيب أحد سكانها، وكذلك ترمسعيا ودوما، وسط مخاوف من هجوم مماثل.
تضاعف الاعتداءات
ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة زادت اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية 8 مرات عما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إلى جانب تصاعد في مستوى العنف في هذه الاعتداءات بعد تسليح أكثر من 17 ألف مستوطن بعد الحرب وإطلاق يدهم بالكامل من قبل جيش الاحتلال.
رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان قال إن هذا الاعتداء وغيره من اعتداءات المستوطنين المستمرة في الضفة كانت متوقعة في ظل الحكومة الإسرائيلية التي تدعم المستوطنين وتسلّحهم.
وتابع شعبان: "هذا ما حذرنا منه بعد تشكيل حكومة من المستوطنين المتطرفين، عدد من أعضاء الحكومة تربوا في هذه المستوطنات وكانوا جزءا من شبيبة التلال التي تقوم بهذه الاعتداءات".
وطالب المجتمعَ الدولي بإصدار قرارات حقيقية بمعاقبة دولة الاحتلال ومحاصرتها ومقاطعتها حتى ترضخ للقانون الدولي، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني حاليا يجد نفسه وحيدا في مواجهة هذا الإرهاب ولا يملك إلا الدفاع عن نفسه.
(الجزيرة نت)