خبيران عسكريان: الحديث عن التوغل في رفح "ورقة ضغط".. وخسائر العدوّ ستكون كبيرة
جو 24 :
مالك عبيدات - أكد خبيران عسكريان أن حديث قيادة الكيان الصهيوني عن دخول مدينة رفح يعتبر مغامرة محفوفة بالمخاطر على جيش الاحتلال نفسه كما أنها كذلك على الغزيين في ظلّ وجود أكثر من (1.5) مليون نازح من أهالي قطاع غزة الذي يُعتبر في الأساس الأعلى كثافة سكانية في العالم بالنسبة لمساحته.
وقال الخبيران لـ الاردن24 إن قيادة الاحتلال السياسية تحاول استخدام ورقة رفح للضغط على المقاومة من أجل حملها على التراجع عن شروطها حول صفقة التبادل.
وأشار الخبيران إلى أن الدخول إلى رفح محفوف بالمخاطر بالنسبة لجيش الاحتلال نظرا لوجود عوائق اقليمية منها معاهدة السلام مع مصر التي تحدد أعداد القوات التي يمكن أن تدخل إلى رفح،إضافة إلى ماهية الأسلحة التي يُسمح بادخالها الى المنطقة.
عريقات: خسائر العدوّ ستكون كبيرة
وقال الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء المتقاعد واصف عريقات، إن هناك فريقين داخل مجلس الحرب الاسرائيلي، الأول بقيادة رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو ويضمّ (بن غفير وسموتريتش) وهذا الفريق يريد من الجيش الدخول الى مدينة رفح بهدف تهجير الفلسطينيين منها إلى خارج غزة وفلسطين عموما واحتلال القطاع واقامة المستوطنات فيه، والفريق الثاني بقيادة ايزنكوت والولايات المتحدة وهو فريق يدفع باتجاه عمليات محدودة وفقا لمعلومات استخبارية.
وأضاف عريقات لـ الاردن24 أن معركة رفح بدأت بالفعل، وهناك عمليات تدمير للبنية التحتية هناك، متسائلا "هل القوات الموجودة في تلك المناطق ليست قوات عسكرية؟ أم أنهم متنزهون؟".
وبيّن عريقات أن جميع الشروط التي يحاول نتنياهو فرضها على المقاومة لا يمكن القبول بها من قبل الشعب الفلسطيني، مثل (إعادة الأسرى الاسرائيليين دون انهاء الحرب ودون انسحاب الجيش، وفرض شروط على عودة النازحين بهدف تشتيت العائلات)، مشيرا إلى أن سحب الصلاحيات من الوفد المفاوض وتكبيله بالشروط يؤكد أن نتنياهو لا يرغب بانجاح مساعي الهدنة.
وختم عريقات حديثه بالقول إن دخول القوات إلى الأرض تعني بالنتيجة أن جيش الاحتلال سيُمنى بخسائر كبيرة، وهو ما يجعل قادة الجيش مترددين من القيام بعملية عسكرية في رفح.
مطر: ورقة ضغط لتحسين شروط التفاوض
من جانبه، أكد الخبير العسكري، اللواء المتقاعد محمود مطر، أن حديث قادة الكيان الصهيوني عن عملية اجتياح لرفح غير جادّ، وذلك نظرا لعدة عوامل أهمها وجود كتلة سكانية كبيرة من النازحين، بالإضافة إلى اتفاقية السلام الموقعة مع مصر.
وأضاف مطر لـ الاردن24 أن تلويح قادة الاحتلال بالهجوم على رفح يستهدف تحسين شروط التفاوض، مبينا أنه يفتقد للقوات القادرة على مواصلة الحرب لأشهر اضافية في ظلّ الخسائر الكبيرة التي يتكبّدها الجيش وانهيار الروح المعنوية لديهم.
وتابع مطر: " الشعب الفلسطيني ومقاومته لا يوجد شيء لديه ليخسره، وجيش الاحتلال لا يملك أية أهداف يمكنه تحقيقها، الأمر الذي يجعل كلّ خيارات الكيان الصهيوني سيئة من الناحية العسكرية".
وختم مطر مداخلته بالقول: "قد يكون هناك انفراجه قريبة إذا ما وقعت الضربة العسكرية الايرانية، نظرا لكون ايران لن تقبل ان تكون هدفا سهلا للاحتلال، وتهديداتها جدية، ولذلك جيش الاحتلال مشغول بكيفية الرد".