وقفة الأردن مع غزة .. قول وفعل!
عبير ابو طوق - منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بادر الأردن وعبر العديد من الجهات الرسمية بتقديم المساعدات العينية للشعب الفلسطيني الذي يُعاني من أوضاع صعبة للغاية جراء الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023 ولغاية الآن.
ومن خلال الإنزالات الجوية التي تنفذها القوات المسلحة الأردنية، الجيش العربي، يواصل الأردن تقديم المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، وهذه الإنزالات تقدم الطعام والشراب والملابس والدواء وكل ما يحتاجه مواطنين القطاع لاستمرار الحياة في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها جراء الحرب والتجويع والدمار.
وبحسب بيانات سابقة ترافقت مع كل عملية إنزال جوي سواء يقوم بها الأردن بمفرده، أو بمشاركة دول عربية وأجنبية، فإن هذه الإنزالات تستهدف عدد من المواقع في قطاع غزة، وذلك في إطار الجهود الدولية التي يبذلها الأردن للتخفيف من آثار الحرب على القطاع.
وموقف الأردن هذا لم يكن وليد اللحظة، فمن المعروف تاريخيا أن لفلسطين مكانة خاصة لدى الأردن والأردنيين، قيادة وحكومة وشعب، وأن الشعب الأردني يعتبر قضية فلسطين قضيته، ولا يدخر جهدا في تقديم المساعدة بسبب وبدون سبب.
ولم تقتصر المساعدات التي يُقدمها الأردن منذ بدء العدوان على غزة، من خلال الإنزالات الجوية فقط، ولكن القوات المسلحة الأردنية أكدت في أكثر من تصريح صحفي سابق، أنهم مستمرين في إرسال المساعدات الإنسانية والطبية وذلك عبر جسر جوي لإيصالها من مطار ماركا في عمّان باتجاه مطار العريش الدولي.
وتجسيدا لروح التعاون والإيمان بالقضية الفلسطينية وتحقيقا للتعاضد بين أبناء الشعبين الأردني والفلسطيني يواصل الأردن تقديم المساعدات ويزيد منها في مناسبات معينة، كما شهدنا الإنزالات المسبقة على واحدة من الكنائس، وفي فترة عيد الفطر للعام 2024 تم تنفيذ إنزالات جوية تشمل ألعاب وحلوى وملابس للأطفال احتفالا بالمناسبة التي يعيشها قطاع غزة وسط الركام والدمار وآثار الحرب المتواصلة.
وإلى جانب الإنزالات التي تنفذها القوات المسلحة الأردنية، الجيش العربي تعمل الهيئات والمبادرات ذات الاختصاص في الأردن إلى جانب مساهمة أفراد الشعب بصفتهم الشخصية، في تقديم المساعدات على اختلاف أشكالها، حيث تنشط الهيئة الخيرية الهاشمية في ارسال أطنان من المساعدات بشكل دوري للفلسطينيين في قطاع وذلك منذ شهر تشرين الأول من العام الماضي، وبحسب الهيئة فإن المساعدات تشمل المواد الإغاثية، الطبية وغيرها.
وفي ذات السياق، فإن الهيئة تستمر في تجهيز وارسال المساعدات الطبية والإغاثية والغذائية من خلال التبرعات التي يقدمها المواطنين المقيمين على أرض المملكة أو خارجها، كذلك من خلال الحملات لجمع التبرعات التي تنظمها الشركات للمساهمة في تقديم يد العون لقطاع غزة، وهذه الحملات تجد إقبال من المواطنين من مختلف محافظات المملكة.
على صعيد آخر، تعمل تكية أم علي على تجهيز الطرود وإرسالها لقطاع غزة، من خلال وضع مواد أساسية تحتاجها الأسر هناك لضمان استمرارية الحياة في ظل صعوبة الأوضاع الإقتصادية، والاجتماعية وتفاقم المعاناة من جميع النواحي بسبب استمرار الحرب وتداعياتها على القطاع وعموم فلسطين.
يوميا، يثبت الأردن أنه يقف مع غزة بالقول والفعل، حيث لا تتوقف المساعدات التي تصل وتضم الطعام والدواء وغيرها من المواد اللازمة للحياة، وذلك عبر القوافل أو الإنزالات الجوية، وهذا لا يقتصر فقط على المساعدات التي تنفذها القوات المسلحة الاردنية، بل يشمل تقديم المساعدات من خلال العديد من الجمعيات التي تعمل بتنسيق تام مع الهيئة الخيرية الهاشمية لضمان إيصال المساعدات بالشكل الصحيح.
ويتبع الأردن أسلوب إنساني في إيصال المساعدات، حيث وفي آخر انزال وبمناسبة عيد الفطر، تمت مشاركة مجموعة من الأطفال في المساهمة بعملية تحضير المستلزمات لأطفال وعائلات القطاع، مع تقديم الرسائل والعبارات البريئة التي كتبها ورسمها الأطفال لأشقائهم في غزة وعموم فلسطين، ومع كل انزال أو تقديم مساعدات أردنية لفلسطين، تصل الفيديوهات من قطاع غزة وهي محملة بالشكر والعرفان والامتنان للوقفة الأردنية الحقيقية مع القضية الفلسطينية.
