مُلخّص وصفي للمشكة والحل، لتراجع الأردن في مستويات التعليم
جو 24 :
صادر عن مؤسسة السبورة للتعلم
تمهيد :
يُعد التعليم الجيد أحد أهم أهداف التنمية المستدامة عالميّاً.
ولذلك عمدت الجهات الدولة المهتمة بتطوير التعليم، إلى اعتماد وسائل قياس وآليات عمل لاستقراء واقع التعليم ومستوياته في دول العالم.
يوجد في العالم عدة مسارات تقويميّة وتصنيفية خاصة بالتعليم.
منها مؤشر دافوس لجودة التعليم، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، والذي يُعد أحد القراءات الرقمية الهامة التي تستخدم كمقياس لجودة التعليم في العديد من الدول.
وكذلك الاختبارات الدولية ( بيسا و بيرلز) لتقييم مستوى الجودة ومخرجات النظام التعليمي في مسارات أساسيات التعليم.
وتهدف جميع هذه الدراسات والاختبارات الدولية إلى الكشف عن مدى جودة وفاعلية مخرجات النظام التعليمي، من المعارف والمهارات.
الحدث :
- سجّل الأردن في قطاع التعليم، تراجعاً واضحاً في أداء الطلاب، وذلك حسب التصنيف العالمي لاختبار PISA لعام ٢٠٢٢.
حيث حلّ الأردن في المرتبة (75) عالميّاً، ضمن من أصل (81) دولة، وفي المرتبة الخامسة عربيّاً، من أصل ستة دول عربيّة.
- في مادة الرياضيات، سجل الأردن ثاني أعلى تراجع بعد ألبانيا، حيث أظهرت النتائج أن ما نسبته (17%) من الطلبة في الأردن قد حققوا مستوى إلمام مقداره (2%) فقط في محتوى الرياضيات، وذلك ضمن اختبار عام 2022.
- وفي عام 2023 سجل الأردن تراجعاً واضحاً، بمقدار 6 درجات، حيث حلّ في المرتبة (96) عالميّاً من بين (113) دولة.
- انخفض أداء الأردن إلى ما دون المتوسط العام للدول العربية البالغ (447) نقطة، حيث سجّل الأردن (431 نقطة) خلال العام 2023 بحسب التصنيف.
الأسباب :
- خلل في تمكين الطالب من محتوى المنهاج المفاهيمي والتطبيقي، أدّى إلى تراجع في نتائج الاختبار في (القراءة والرياضيات والعلوم).
- يعود الخلل إمّا لضعف في المنهاج، أو في البناء التراكمي للطالب، أو في تأهيل المعلمين وتطوير قدراتهم، أو في توفير بيئة دراسية مناسبة للمتعلم والمعلم.
- لا زالت أدوات وأساليب التعليم المباشر داخل الغرفة الصفيّة يغلب عليها طابع التلقين، وتمكين الطالب من الحفظ للمحتوى التعليمي، مع غياب واضح للفهم والتطبيق.
-
الحلول المقترحة :
- أولى خطوات الحل تبدأ بوضع النظام التعليمي في مقدمة أولويات الدولة.
- تشكيل لجنة "تكنوقراط" لتحديث المنظومة التعليمية، مع ضمان إلزام الجهات ذات الاختصاص بإنفاذ توصياتها.
- تهيأة المعلم، ومن يدير العملية التعلمية التعليمية تهيأة نفسية ومهارية، لتقبل فكرة التطوير وممارستها.
- تهيأة البيئة التعليمية، وتوفير الأدوات، وتفويض الصلاحيات وتمكين كوادر العاملين في الميدان التعليمي من الإبتكار والإبداع.
- أتمتة المناهج، وتركيزها على تفاعل المتعلم، وإكسابه مهارات حياتية تطبيقية.
الخلاصة :
- مسارات التقييم وآليات عملها ليست هدفاً بحد ذاتها، ولكنها وسيلة للكشف المبكر عن مواطن الخلل، ودعوة لإصلاح الخلل وتصويب المسار.
- قطاع التعليم يجب أن يكون في مقدمة أولوياتنا، لأنه خط الإنتاج الحقيقي لجميع القطاعات الأخرى.
- النهضة في مجال التربية والتعليم لن تحدث في يوم وليلة، ولكنها بحاجة لتخطيط محكم، وصبر وجلَد، ومتابعة تراكمية وتعاون تكاملي من الجميع.
- وقبل كل ذلك أن نعترف أن لدينا مشكلة، تستدعي الحل.