الصفدي أمام مجلس الأمن: اقبلوا فلسطين عضوا كاملا في الامم المتحدة.. وإسرائيل دمرت غزة
جو 24 :
قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الخميس، إن إسرائيل دمرت غزة، شردت ثلثي أهلها، أحالت مدارسها ركاماً، بيوتها خراباً، حواريها أطلالاً.
وأضاف في كلمة له في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن حول الأوضاع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، أن عدوان إسرائيل "عرّى همجية عقلية عنصرية انتقامية، لا تكترث بقيمة إنسانية، ولا تحترم قانوناً دولياً، تغذيها الكراهية، ويتيح جرائمها عجز دولي، وانتقائية في تطبيق المواثيق الدولية".
وأشار إلى أن إسرائيل قتلت قرابة 34 ألف فلسطيني، منهم 13 ألف طفلٍ، ومثلهم من الأمهات العزل، بعضهن برصاصها، وأخريات بحصارها، الذي وظف الجوع سلاحاً، والتعذيب انتقاماً.
واعتبر أنها جولة الباطل في فلسطين طالت. حيث جاوز ظلمها المدى، وتجاوز قهرها كل الحدود. ولن يستطيع التطرف الإسرائيلي مهما بطَش ومهما ظلم أن يقتل إرادة الشعب الفلسطيني في الحرية.
وأكّد أن إسرائيل دمرت قطاع غزة. لكنها لم تكسر إرادة شعبها في الحياة. لم تقتل أمل أطفالها في الحرية. إرادة رأيناها في وجه كهل غزي يتحدى القهر، ويصر أنه لن يترك أرض أبائه وأجداده. ففيها ولد، وعليها يموت.
وأشار إلى أن إسرائيل "هجّرت الطفل الغزي محمد خليل أبو شرار من مخيم النصيرات إلى رفح؛ ويسري محمد كل صباح لجلب الماء والخبز إن وجدا لعائلته، حيث حرمته إسرائيل من مدرسته. لكنه يحضر يومياً درساً في خيمة لجوء، رفقة أقران يصرون أن يتعلموا. يقول محمد إنه لا يريد الحرب. يريد الحياة والكرامة.
ولفت إلى أن الوطن الحر هو حق للشعب الفلسطيني لن يموت، لأن وراءه شعب كامل يطلبه. لن يقتله قهر الاحتلال، أو حروبه، أو استيطانه، أو إرهاب مستوطنيه، أو محاولات تغيير الوضع التاريخيّ والقانوني في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ومحاصرة حرية العبادة.
وبين الصفدي، أنه لن يتحقق السلام والاستقرار والأمن ما لم يتجسد حلم أطفال فلسطين وحق أطفال فلسطين في دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على التراب الوطني الفلسطيني. هذا هو الحق الفلسطيني، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يدركها كل من يريد الأمن والسلام لمنطقتنا.
وأوضح أن الاحتلال والسلام نقيضان لا يجتمعان. لا سلام ما بقي الاحتلال. ولا أمن ما ظل الظلم الإسرائيلي ينكر إنسانية الشعب الفلسطيني، وحقه في الحياة والحرية والكرامة والأمن والدولة.
ودعا الصفدي الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، قائلا "اقبلوا دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة. افعلوا ذلك نصرة للحق، انتصاراً للسلام، رفضاً للظلم، وصرخةً في وجه الباطل".
"لا تتركوا مستقبل المنطقة، مستقبل الفلسطينيين والإسرائيليين وكل شعوب المنطقة، رهينة ظلامية عنصريين متطرفين في الحكومة الإسرائيلية، يدفعون المنطقة نحو دمارية الحروب، وكارثية الفوضى، ويحاصرونها في ضيق الكره والظلم والحقد"، وفقا للصفدي.
وقال إنّ خطر التصعيد وتوسع الحرب على غزة إقليمياً يتزايد مع كل لحظة يستمر فيها العدوان على غزة، ويتعمق فيها القهر، ويتكرس فيها الاحتلال في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وتغيب فيها آفاق الحل السياسي أكثر. ظهرت بوادر هذا التصعيد جلية منذ أيام، حين ردت إيران على قصف إسرائيل لقنصليتها في دمشق.
وأضاف أن إيران قالت إنها لن تُصّعد أكثر. ويجب منع الحكومة الإسرائيلية من التصعيد أكثر أيضاً، ومن جر الغرب إلى حرب إقليمية، تدفع الانتباه بعيداً عن الكارثة في غزة، مع تزايد الضغط الدولي المطالب بإنهائها.
وبين الصفدي أن وقف التصعيد ضرورة إقليمية ودولية، ويجب أن يبدأ بإنهاء العدوان على غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يستمر في مفاقمتها.
وأشار إلى أن هذه هي القضية الأساس، وعليها، وعلى وقف القمع والقهر والبطش في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وعلى إيجاد آفاق حقيقية للسلام العادل، يجب أن يظل التركيز.
وبين أن الأردن يؤكد ضرورة العمل جميعاً من أجل الحؤول دون المزيد من التصعيد.
وأكّد أن الأردن لن يسمح لأي كان، لا لإسرائيل ولا لإيران، أن يجعل الأردن ساحة للصراع، حيث سنحمي أمننا وأمن مواطنينا، وسنتصدى، بكل قدراتنا وإمكاناتنا، لأي محاولة لخرق أجوائنا وتعريض أمن مواطنينا للخطر، سواء من قبل إسرائيل، أو من قبل إيران، أو من أيّ كان.
كما أكّد الصفدي، أن الأردن سيظل يقف مع الشعب الفلسطيني. كما سيبقى صوتاً للحق الفلسطيني، وقوة من أجل السلام العادل، الذي يشكل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على التراب الوطني الفلسطيني، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، سبيله الوحيد.