جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
جو 24 :
انضمت جامعتان أميركيتان جديدتان الخميس إلى المظاهرات الطلابية المنددة بالهجمات الإسرائيلية على غزة، التي بدأت بجامعة كولومبيا في نيويورك قبل أيام، وامتدت إلى حرم جامعات عدة في أنحاء الولايات المتحدة.
يأتي ذلك فيما قال رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تدعم الاحتجاجات في جامعة كولومبيا، داعيا الرئيس جو بايدن إلى تعبئة الحرس الوطني في الجامعات التي تعاني من "فيروس معاداة السامية"، وفق تعبيره.
وكان جونسون قد طالب الأربعاء الماضي -في مؤتمر صحفي بجامعة كولومبيا- رئيستها نعمت شفيق بالاستقالة في حال فشلها بإيقاف مظاهرات الطلاب المؤيدين لفلسطين، واصفا المظاهرات بحرم الجامعة بـ"الكراهية ومعاداة السامية".
لكن موقع بوليتيكو الإخباري أفاد بأن البيت الأبيض رفض دعوة جونسون لإرسال الحرس الوطني لقمع الاحتجاجات في الجامعة.
وتحرك تصريحات جونسون ذكريات أليمة تعود إلى العام 1970، حين قُتل طلاب عزل برصاص عناصر من الحرس الوطني خلال احتجاجات ضد حرب فيتنام.
مهلة جديدة
من ناحية أخرى، أمهل مسؤولو جامعة كولومبيا المحتجين حتى الساعة الرابعة صباح الجمعة بالتوقيت المحلي للتوصل إلى اتفاق مع الجامعة لتفكيك عشرات الخيام التي أُقيمت في حرمها.
ولم تتمخض مهلة سابقة كان موعدها النهائي منتصف ليل الثلاثاء الماضي عن اتفاق، لكن المسؤولين أطالوا أمدها 48 ساعة مستندين إلى تقدم في المحادثات.
جامعتان جديدتان
يأتي ذلك فيما بدأ صباح الخميس مئات الطلاب بالتجمع في حرمي جامعتي جورج تاون وجورج واشنطن بالعاصمة الأميركية واشنطن، في امتداد للاحتجاجات المتواصلة بجامعة كولومبيا.
وردد الطلاب، الذين تجمعوا في الحديقة الكبيرة وسط حرم جامعة جورج تاون، شعارات مثل "فلسطين حرة" و"وقف إطلاق نار فوري في غزة"، كما نصبوا خياما في الأماكن التي أعطت فيها الشرطة إذنا بذلك.
وفي جامعة جورج واشنطن، رفع الطلاب لافتات مؤيدة لفلسطين وبدؤوا السير بشكل جماعي نحو حرم الجامعة. وأفاد مراسل الجزيرة بأن طلابا مؤيدين للقضية الفلسطينية أنشؤوا مخيما بحرمها.
كما قال مشارك في الاحتجاجات إن إدارة الجامعة أمهلت المحتجين 6 ساعات قبل إزالة الخيام، مشيرا إلى أن الأمن هددهم بالاعتقال.
اتساع الاحتجاجات
ومن لوس إنجلوس إلى نيويورك، مرورا بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، اتسعت الحركة الاحتجاجية للطلاب الأميركيين المؤيدين لفلسطين، حيث نظمت احتجاجات في عدد من الجامعات المرموقة عالميا مثل هارفرد ويال وبرينستن.
ويتكرر المشهد منذ أيام في أنحاء مختلفة من البلاد، حيث يقوم طلاب بنصب خيام في جامعاتهم للتنديد بالدعم العسكري، الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل والوضع الإنساني في قطاع غزة، ثم تقوم شرطة مكافحة الشغب في كثير من الأحيان بإخلائهم، بناء على طلب إدارة الجامعة.
وأوقف أكثر من 100 متظاهر بالقرب من جامعة "إيمرسون كولدج" في بوسطن مساء الأربعاء الماضي، وعلى بُعد آلاف الأميال، قام عناصر الأمن الذين يمتطون جيادا بتوقيف طلاب في جامعة تكساس الواقعة في مدينة أوستن.
كما طردت الشرطة صباح الخميس طلابا من جامعة إيموري في أتلانتا جنوب الولايات المتحدة.
وفي أحدث اشتباك داخل حرم جامعي، تحرك أفراد من الشرطة على الفور في مواجهة طلاب محتجين بدؤوا يقيمون مخيما في جامعة برينستون بولاية نيوجيرزي، حسبما أظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي مقطع مصور على منصة إكس، سُمع صوت أحد أفراد الشرطة يقول "جميعكم ينتهك سياسة الجامعة. يتعين تفكيك هذه الخيام الآن"، بينما هتف المحتجون "فلسطين حرة، حرة".
ردود
وفي ردود الفعل على الحراك المتصاعد التي تشهده الجامعات الأميركية، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن قمع قوات الأمن الأميركية للمحتجين بالجامعات على جرائم إسرائيل في غزة "يثير غضب الرأي العام العالمي".
كما أدانت جامعة إسطنبول استخدام الشرطة الأميركية القوة المفرطة تجاه الطلاب الجامعيين، الذين شاركوا في الاحتجاجات المنددة بالممارسات الإسرائيلية في غزة.
جاء ذلك في بيان نُشر الخميس على حساب الجامعة في مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "التزام الصمت يعني الشراكة".
وشدد البيان على أن "المجتمعات ذات الضمير الحي، التي ترى الإبادة الجماعية في غزة تتجلى أمام أعين العالم، تقف إلى جانب فلسطين ضد هذا الظلم".
اعتصام مفتوح
يشار إلى أن طلابا مؤيدين للفلسطينيين بدؤوا في 18 أبريل/نيسان الجاري اعتصاما في حديقة حرم جامعة كولومبيا بنيويورك، احتجاجا على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين، و"الإبادة الجماعية" في غزة، وتم اعتقال 108 طلاب خلال المظاهرات.
وفي وقت لاحق امتدت مظاهرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين إلى جامعات رائدة أخرى في الولايات المتحدة، مثل جامعات نيويورك وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
وتواصل إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربها المدمرة على قطاع غزة، مما خلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
المصدر : الجزيرة + وكالات