ثورة الجامعات تتّسع.. الطلاب ينتفضون و"إسرائيل" تخسر معركة الرأي العام
يتواصل حراك الطلبة الجامعيين عبر عدد من البلدان تضامناً مع فلسطين، مطالبين بوقف الإبادة الجماعية ضد أهالي قطاع غزّة، وسط تجاوب كبير من الجامعات حول العالم.
ففي جامعة كولومبيا الأميركية، التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات الطلابية، قالت إحدى المتظاهرات في حرم الجامعة إنّهم مستمرون في البقاء في مبنى "هند" في جامعة كولومبيا ولن يتراجعوا.
وأكّدت المتظاهرة من داخل الحرم الجامعي أنّ هذا التضامن هو مظاهرة سلمية من 12 يوماً، وأنّ المشاركين يجازفون بالطرد والاعتقال.
وحمّلت مسؤولية سقوط دماء الطلاب، لمجلس الجامعة، إذا سمح للشرطة بالدخول، مضيفةً أن "الطلاب عّرضوا حياتهم للخطر، ونحن نقوم بممارسة الضغط على الجامعة".
وتهدد جامعة كولومبيا بـ"طرد" الطلاب الذين يعتصمون في أحد مبانيها.
وعبّر مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن انزعاجه من إجراءات إنفاذ القانون ضد محتجين في جامعات أميركية، مؤكّداً أنّ الشرطة تدخلت بصورة غير متلائمة ضد الاحتجاجات.
بدورها، أفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية بأنّ جامعة كاليفورنيا دعت سلطات إنفاذ القانون المحلية إلى مساعدة شرطة الحرم الجامعي على احتواء الاحتجاجات الطلابية المتواصلة تأييداً لغزّة وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي على القطاع.
وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات التي تشهدها الجامعات الأميركية رفضاً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، ولمجازر الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين في القطاع، ووصل الحراك الطلابي إلى جامعات كندا والهند وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، حيث شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها في الجامعات الأميركية، ومطالبة بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود "إسرائيل" بالأسلحة.
وتظاهر مئات الطلاب في الجامعات اللبنانية والأردنية واليمنية والإيرانية دعماً للحراك الطلابي الأميركي.
الحراك المتصاعد يصل إلى الجامعات التّونسية
وأطلقت الجامعات التونسية، الاثنين، فعاليات احتجاجية تستمر أسبوعاً، دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني، وتنديداً بالحرب المتواصلة على غزة.
ودعا الاتحاد العام التونسي للطلبة (أكبر منظمة طلابية تونسية) إلى المشاركة في أسبوع "طوفان الجامعة"، والذي بدأ بإضراب عام شامل في الجامعات التونسية ووقفات احتجاجية في مدن جامعية.
ورفع طلاب محتجون، أمام المسرح البلدي في تونس العاصمة، شعارات منها: "السرايا والقسام.. لا تخلي الصهيوني ينام"، و"فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، و"الفرنسيون والأميركان شركاء في العدوان"، و"غزة غزة رمز العزة".
وقال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة وسيم بن مسعود: "اليوم جئنا مساندةً للقضية العادلة، وبوصلتنا الأولى القضية الفلسطينية، دعماً للمقاومة وتنديداً بالخذلان العربي والعدوان العالمي على غزة والمقاومة في فلسطين".
وطالب ابن مسعود وزارة التعليم العالي بتخليد ذكرى 7 أكتوبر، بتسمية مدرج في كل مؤسسة جامعية باسم غزّة، بالإضافة إلى تقديم منحة استثنائية للطلبة الفلسطينيين الذين يدرسون في الجامعات التونسية.
ودعا رؤساء الجامعات إلى "التنديد بالقمع الذي يتعرض له الطلبة في الولايات المتحدة وفرنسا"، مؤكّدين أنّه لا بد من الاستجابة لكل التّحركات الطلابية في العالم.
دعم حماس يزداد لدى الجيل "Z"
مجلّة "نيوزويك" الأميركية كشفت عن استطلاع رأيٍ أجرته جامعة "هارفارد" الأميركية، سألت فيه الجامعة المشاركين عمّن يدعمون أكثر في الصراع في قطاع غزة، ووجدت أن أفراد الفئة العمرية من الجيل "Z"، والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، يعبرون عن دعم متزايد لحركة حماس.
وبحسب نتائج الاستطلاع، قال 43% من المُستَطلعة آراؤهم في هذه الفئة العمرية "إنّهم يؤيدون حماس".
وأشارت إلى أنّه في شهر آذار/مارس الماضي، أجرت ذات الجامعة استطلاعاً مشابهاً، وجدت فيه أنّ 37% من المشاركين في الاستطلاع من الجيل "Z" قالوا إنّهم يدعمون حركة حماس في الصراع.
وأكّدت المجلة الأميركية أنّ الاستطلاعين يظهران دعماً متزايداً للحركة الفلسطينية، وانخفاضاً ملموساً في دعم "إسرائيل".
معا