خبير عسكري يشرح دلالات عمليات القسام الاخيرة في رفح وجباليا
جو 24 :
خاص - قال الخبير العسكري، اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، إن الاحتلال بدأ الهجوم على رفح بهدف الضغط على المقاومة بعد أن أفشل رئيس وزراء الكيان الصهيوني مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، حيث شنّ هجوما من الشمال الشرقي وشرق مدينة رفح لاستخدامها كمنطقة حشد تمكّنه من توسيع عملياته والسيطرة على معبر رفح وبعدها البدء بعملية تهجير (500) ألف من السكان نحو المواصي وباتجاه شمال غرب رفح وخان يونس، كما تم تهجير نحو (100) ألف مواطن من جباليا المدمرة وانتشرت فيها المجاعة كباقي مدن القطاع ومخيماته.
وأضاف أبو نوار لـ الاردن24 أن ما تقوم به قوات الاحتلال من قصف وحشي على جباليا والنصيرات يعتبر من أكبر جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية في العالم كونها مدمرة أصلا، وبذلك أصبح الغزي في حالة نزوح مستمرة على 85% من قطاع غزة الذي يتمّ قصفه كلّ ربع ساعة من الجو، وهي مجازر لم يشهد لها العصر الحديث مثيل.
وأشار أبو نوار إلى أن الاحتلال يقوم بتوسيع التوغل في شوراع رفح، خاصة في حيّ الجنينة، وسيطر على شارع صلاح الدين وشوارع أخرى بالنيران مستخدما لواء (401) دروع ولواء (84) مشاة وهنالك (8) ألوية حاليا مخصصة للعمليات في القطاع بشكل عام، مبيّنا أنه "حتى لو تمّ التغوّل في كل مدينة رفح، فهذا لن ينهي الحرب، ولن يستطع العدوّ السيطرة على الأرض التي يحتاجها لتدمير الأنفاق والدخول إلى حرب الأنفاق في باطن الأرض، وهم غير جاهزين للقيام بذلك، ما سيؤدي إلى قتل الأسرى وتكبيد الجيش خسائر لن يتحمّلها".
وتابع أبو نوار: "يبدو أن الاحتلال لن يقوم بالتوسيع لحين قدوم مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية جيك سوليفان إلى الكيان الصهيوني والمملكة العربية السعودية، لكنه سيستمر بغاراته الجوية".
وبيّن أبو نوار أن ظهور حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بهذه القوة وتمكّنها من إعادة تشكيل وتجيع قدرتها القتالية مرة أخرى، يؤشر بكلّ وضوح على المرونة العالية وقابلية الحركة للقيام بعملياتها الدفاعية والهجومية والتكتيكية التي صدمت الاحتلال، نظرا لوجود قيادة وسيطرة عالية المستوى، وهي رسالة أيضا إلى العدوّ بأنه لن يستطيع فرض قواعد اللعبة، سواء كانت سياسية كما حصل بالمفاوضات وإصرار حماس على وقف اطلاق النار المستدام والمراحل الأخرى، أو عسكرية .
وأشار أبو نوار إلى أن العقيدة العسكرية الإسرائيلية فشلت أمام العقيدة العسكرية للمقاومة، حيث أصبحت غزّة مدينة أشباح وكابوس لجنود العدوّ، وأخلّت بتوازنهم، فهم لا يعرفون من أين ستأتيهم الضربات والكمائن المختلفة، وهذا يؤكد أن أهداف العدوّ غير واقعية ولا يمكن تحقيقها مستقبلا، لكن المشكلة هي في عدم امتلاك الاحتلال سياسة أو خطة للخروج من غزة أو انهاء هذه الحرب.
وختم أبو نوار حديثه بالقول إن ما يحدث هو نصر لهذا الشعب الصامد، وقد أصبح الشعب الفلسطيني في غزة أسطورة العالم، وهو ما يفرض على العدوّ الاستسلام للأمر الواقع والذهاب إلى المفاوضات واللجوء إلى تسوية سياسية.