فلسطين العضوية المنقوصة
المحامي معاذ وليد ابو دلو
جو 24 :
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل يومين على قرار يوصي بمنح دولة فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وإعادة النظر بعضويتها من قبل مجلس الأمن، واللافت هو حصول هذا القرار على موافقة 143 مائة وثلاثة وأربعين دولة عضو في الأمم المتحدة، حيث يعطي هذا القرار دفعة معنوية لدولة فلسطين، ويضغط على مجلس الأمن الذي سبق وأن رفض قبول عضوية فلسطين عند تصويت الولايات المتحدة الأمريكية بالرفض (فيتو)
قبل شهر تقريباً.
من المعروف أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تضم نحو مائة وثلاث وتسعون دولة كافة الدول الأعضاء بالمنظمة، وهي أحد الأجهزة الستة للأمم المتحدة، وتُعدّ الأساس في تكوين المنظمة الدولية حيث يجتمع فيها الأعضاء بكافة الحقوق والواجبات والتمثيل المتساوي، وهي أيضاً الجهاز الرئيسي الذي يُعدّ مصنعاً للسياسات في المنظمة الدولية، وللجمعية عدة مهام، ولكن القرارات المصيرية المتعلقة بالمنازعات الدولية وحفظ الأمن والسلم الدولييْن تكون من مهام مجلس الأمن الذي يضم خمس عشرة دولة، خمسة منها دائمة العضوية وعشرة تنتخبهم الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل دوري كل سنتيْن .
لو عدنا لهذا القرار، ماذا يعني حصول دولة فلسطين على عضوية كاملة أو على الأقل العضوية التي تم التصويت عليها أخيراً، أي العضوية المخففة، بحيث لن يضمن ذلك حق فلسطين بالتصويت في الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية؟
في حال حصولها على حقوق اضافية ستبقى دولة مراقبة لا تتمتع بحق التصويت في الجمعية العامة أو الترشح لهيئات الأمم المتحدة ، ولكن لو نالت هذه الحقوق يعني ذلك حصول فلسطين على حقوق موسعة أكثر مما تحصل عليه الآن ، وسيكون لها الحق في التحدث نيابة عن مجموعة إقليمية، والجلوس بجوار الدول الأعضاء حسب الترتيب الأبجدي، وفي تقديم أية قرارات أو تعديلات، وغيرها من الصلاحيات التي تمنح فلسطين كدولة دوراً أكثر فاعلية في المنظمة الدولية، علماً ان فلسطين تستوفي كافة شروط العضوية الكاملة حسب الشروط الواردة في ميثاق الأمم المتحدة،
إلا أن هذا القرار يتطلب موافقة مجلس الأمن من خلال تصويت تسع دول لصالح العضوية وعدم استخدام حق النقض من قبل الدول دائمة العضوية كالولايات المتحدة، أو روسيا، أو الصين، أو فرنسا، أو بريطانيا. وحال موافقة مجلس الأمن على طلب العضوية، يُرفع الطلب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصديق عليه.
وما نراه اليوم، هو تغيير بالمواقف الدولية تجاه إقامة دولة فلسطينية، وفي الوقت ذاته يُعترف بها في المنظمة الدولية، إذ أعلنت بعض الدول الأوروربية بأنها ستعترف بدولة فلسطين منها: إيرلندا، وبلجيكا، وإسبانيا وغيرها من الدول، ما يعني أن العالم بدأ ينظر جدياً بضرورة إنصاف الفلسطينيين والاعتراف بهم للضغط على إسرائيل من أجل الجلوس على طاولة الحوار .
ومما لا شك به بأن هذه المحاولات الدولية تساعد في الدفع بقوة لإقامة دولة فلسطينية وإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى مساندة جادة من الدول الأعضاء دائمة العضوية وخصوصاً الدول الداعمة لإسرائيل.