عمرو يوسف: التمثيل مهنة شاقة.. وإرضاء الجمهور مهمة مستحيلة
حقق الفنان عمرو يوسف نجاحاً ملحوظاً من خلال فيلم "شقو"، الذي يعرض بالسينمات حالياً في مصر والعالم العربي، واستطاع أن يتربع على عرش الإيرادات، ويحصد إشادات الكثيرين. وقد تحدث عمرو يوسف في لقائه مع "العربية.نت" عن كواليس الفيلم وكيف أقنع أبطاله بالمشاركة فيه، والأسباب التي جعلته ينفذ مشاهد الأكشن الخطرة بنفسه دون الاستعانة بدوبلير.
كما كشف عمرو يوسف المتاعب والمشقة التي يعانيها طوال الوقت بسبب مهنة التمثيل، وموقفه في دخول أبنائه تلك المهنة.
**بالفعل ظهور الفيلم للنور استغرق ثلاث سنوات، لكن ليست كل هذه الفترة كانت بسبب التصوير، فأنا وقّعت عقد الفيلم عام 2021 وبدأنا التحضير النهائي له عام 2022، وخلال تلك الفترة كانت هناك ارتباطات كثيرة لكل نجوم الفيلم، خاصة أن العمل يجمع عددا كبيرا من النجوم، من بينهم يسرا التي كانت تصور مسلسل "ألف حمدلله عالسلامة"، ومحمد ممدوح وأمينة خليل كانا يصوران فيلم "وش في وش"، ودينا الشربيني كان لديها أكثر من ارتباط، وعندما سمحت الظروف لتصوير الفيلم فعلنا ذلك.
*الكثير من نجوم الصف الأول لا يحبون البطولات الجماعية فلماذا قدمت هذا الفيلم مع كل هؤلاء النجوم؟
**وجود أكثر من نجم في العمل الفني الذي أقدمه شيء لا يضايقني، فعلى العكس تماما أنا أحب التعاون والنجاح الجماعي، ولا أفكر في أن أحصد النجاح بمفردي وأن أسيطر على مشاهد العمل الفني منذ الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة، وهذا الأمر أسعى إليه منذ سنوات، وأشعر بسعادة كبيرة عندما ينجح الجميع.
*كيف أقنعت يسرا وباقي أبطال الفيلم بالمشاركة فيه؟
**دعني أخبرك بالطريقة التي أعمل بها، أنا عندما أختار سيناريو عمل فني لابد أن أكون معجباً بكل الأدوار في ذلك العمل، ولا يقتصر إعجابي بدوري أنا فقط، لذلك عندما قرأت فيلم "شقو" أعجبتي كل الأدوار في الفيلم، لذلك كنت على يقين أن الفيلم سوف ينال إعجاب الفنانة يسرا عندما تقرأه، وهذا ما حدث بالفعل.
*وكيف جاء ترشيحها في الفيلم؟
**أولا دور يسرا كان مكتوباً على أن يجسده فنان وليس فنانة، فالدور كان ذكورياً، لكن أثناء جلستي مع المخرج كريم السبكي أخبرته بأن هذا الدور من الممكن أن تقوم به يسرا، فاستغرب كثيرا وقال لي "يا عمر دا دور راجل مش ست"، فقلت له: "وما المانع أن يتحول إلى دور سيدة؟"، واتصلت بعدها بالفنانة يسرا ووافقت عندما قرأت الفيلم.
*كنت تسعى منذ فترة لتقديم عمل كوميدي فهل مازال لديك هذا الهدف؟
**أنا أحب التنوع وهذا ما أسعى إليه دائما، وأحاول أن أقدم أدوارا وأعمالا مختلفة كلياً، لذلك لن تجد عملا فنيا قدمته يشبه العمل الذي سبقه، وبالطبع أحب الكوميديا لكن نحن لا نعيش في المدينة الفاضلة التي بها كل شيء متاح وممكن، لذلك من الممكن أن يكون عندي رغبة في تقديم عمل كوميدي لكن لا أجد النص المناسب، لذلك فأنا أترك هذا الأمر للوقت الذي أجد فيه السيناريو الجيد، ومن الممكن أن أقدم فيلما كوميديا قريباً إذا أتيح لي ذلك.
**التمثيل مهنة شاقة للغاية على المستوى الذهني والبدني، فالتفكير الذهني شيء مهلك، كما أنك دائما لا تشعر بالرضا ولا تشعر بالراحة مهما حققت من نجاح، فدعني أضرب لك مثالاً أعيشه الآن، فأنا حققت بفيلم "شقو" نجاحاً ملحوظاً للغاية، والجمهور يشيد بالفيلم فهل تتوقع أنني أشعر بالراحة؟، بالطبع لا لأنني أعيش حالة من القلق وأفكر في الخطوة القادمة التي من المفترض أن تكون أفضل من فيلم "شقو" أو على نفس مستوى نجاحه، أما في حالة عدم نجاح الفيلم فوقتها أعيش حالة من الحزن والحالة السيئة، لذلك أقول لك إن التمثيل مهنة المتاعب، ثم إن مهمة إرضاء الجمهور مهمة مستحيلة وأحاول إرضاء القدر الأكبر منهم.
**إذا أحبوا التمثيل فلن أستطيع أن أمنعهم من ذلك، لكن أنا لا أتمنى أن يدخلوا ذلك المجال، لأني لا أحب أن يتعرضوا للمتاعب والمشقة التي تعرضت لها، وأتمنى أن يمتهنوا مهنة أسهل من مهنة التمثيل.
*هل تعبر ابنتك حياة عن رأيها في أدوارك الآن؟
**حياة مازالت في عامها الخامس، ولا تستطيع حالياً التعبير عن رأيها في أعمالي، لكنها تفرح عندما تشاهدني في التلفزيون أو تشهاد صورتي بإحدى المجلات.
*قلت إنك قفزت من الطابق الخامس دون الاستعانة بدوبلير فهل لجوء الممثل للدوبلير يعتبر عيباً؟
**ليس عيباً بالطبع، لكن في ذلك المشهد قد تحدثت مع المخرج كريم السبكي وسألته، هل إذا نفذت المشهد بنفسي سيكون ذلك واضحاً في الكاميراً وللجمهور، فقال "بالطبع نعم"، فطلبت تنفيذه بنفسي حتى أضفي نوعاً من المصداقية للمشهد وللفيلم، ولكن ليس بطولة مني أو تهورا أو تظاهرا بالشجاعة، ثم إن الفنان أحمد السقا هو من جعلنا نفعل ذلك بعدما قفز من أعلى كوبري قصر النيل في فيلم "تيتو"، ودعني أقول لك إن السقا غيّر ملامح الأكشن في السينما المصرية وهو رجل سبّاق بما يقدمه من فن.
*متى ستعاود التعاون مع زوجتك الفنانة كندة علوش؟
**أتمنى تقديم عمل فني مع كندة علوش خلال الفترة القادمة، تعاونّا معاً من قبل في أكثر من عمل لكن نفسي أقدم معها عملا فنيا سواء كان كوميديا أو اجتماعيا، وهذا أمر متوقف على وجود سيناريو جيد.