محللون: استخدام جيش الاحتلال الطيران في اغتيالاته بالضفة محاولة تثبيت معادلة ردع بديلة عن الاقتحامات
جو 24 :
أكد محللون سياسيون أن لجوء جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف المطلوبين واغتيالهم عبر استخدام الطائرات "دليل فشل ومحاولة مفضوحة لتثبيت معادلة ردع في ظل تنامي ظاهرة المقاومة في الضفة الغربية عموما والمخيمات على وجه الخصوص".
ورأى الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن جريمة الاحتلال الأخيرة بقصف أحد المنازل في مدينة جنين (شمالي الضفة) باستخدام الطائرات الحربية تحمل عدة دلالات مفادها أن الاحتلال بات يخشى فعليا من الضفة ومقاومتها.
وعن الدلالة الأولى قال بشارات: "واضح أن الاحتلال بات يخشى إلى حد بعيد من حالة الفشل الميداني، بل بات كابوسا يلاحقه في الضفة كما غزة، ولا يريد أن يقامر بأي عمل محسوم على الأرض بالدرجة الأولى لصالح المقاومة، وخصوصا أن عملية الاغتيال في دير الغصون قبل أيام حملت في طياتها ملامح فشل بعد تحصن المقاومين لأكثر من 36 ساعة ومقتل عنصر من الوحدات الخاصة للاحتلال".
وأردف: "متلازمة الفشل تطارد جنود الاحتلال في الضفة وغزة؛ ولذلك يلجأ وسيلجأ إلى استخدام الطائرات الحربية في إطار تعامله مع المقاومة ورجالها، وخصوصا في المخيمات الفلسطينية".
وحول الدلالة الثانية قال: "الاحتلال منذ السابع من أكتوبر حتى الآن بدأ يظهر قوة مضاعفة في الضفة الغربية من خلال عمليات الاقتحام والاغتيال والآن ينتهج نهجين، الأول استخدام الطائرات بكافة أنواعها، والثاني تدمير البيوت والبنى التحية بغية رفع كلفة الثمن؛ حتى يحاول إحداث صدمة وعي ونفي الحاضنة الشعبية".
وتتمثل الدلالة الثالثة بحسب بشارات في أن "الاحتلال يريد أن يستعرض القوة كجزء من معادلة الردع بعد أن أدرك إلى حد بعيد جداً أنه في العاميين الأخيرين، وتشكل المجموعات المسلحة، فشل العمل الاستخباراتي، ويخشى أن تكون تلك المجموعات أو وجود عمليات فردية في الضفة الغربية بتشكل حالة شاملة؛ ولذلك يريد أن يحدث حالة صدمة سواء من خلال الاعتقال والقتل الكبير والتدمير الممنهج والتفتيش والمصادرة للأموال والممتلكات واليوم بلغة القصف والتدمير".
بدوره قال الكاتب عامر المصري أن ما حصل في جنين "يعتبر محاولة مفضوحة من قبل الاحتلال الذي يسعى لتثبيت معادلة ردع حيال ظواهر المقاومة في الضفة، خاصة في ضوء فشل سياسة الاقتحامات والعمليات العسكرية الميدانية، والتي ثبت فشلها في وأد المقاومة واستئصالها".
وتدلل ممارسات الاحتلال تلك بحسب المصري على أن ظاهرة المقاومة في مدن الضفة "إفراز طبيعي للإجماع الفلسطيني، ويكتسي طابع التجذر والرسوخ، وبأننا لسنا أمام ظاهرة منسلخة عن السياق الاجتماعي السياسي الفلسطيني كما يحاول أن يروج البعض، ويضفي عليها عنوة طابع المرحلية وحتمية الأفول وكأنها نبت طارئ في التربة الفلسطينية" وفق ما يرى.
وشنت طائرة حربية إسرائيلية قصفا استهدف منزلا في حارة "الدمج" بمخيم جنين الليلة الماضية، ما أسفر عن شهيد وعدة إصابات وصفت بالمستقرة. وقال جيش الاحتلال بأنه اغتال الشاب إسلام خمايسة الذي يتهمه بتنفيذ عملية "حرميش" غرب جنين العام الماضي والتي قتل فيها مستوطن.
وزعمت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية أن الغارة الإسرائيلية استهدفت خلية كانت تستعد لتنفيذ هجوم وشيك، ووصفت الغارة بأنها غير اعتيادية، حيث لم يستخدم جيش الاحتلال الغارات الجوية بالضفة إلا مرات قليلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومن الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال عمدت في الأشهر الأخيرة إلى استخدام الطائرات الحربية بكافة أشكالها في عملياتها العسكرية، ولا سيما في مخيمات طولكرم ونور شمس وجنين وبلاطة في شمال الضفة الغربية.