ايمن الصفدي عن المواقف الاوروبية: هناك فجوة كبيرة بين المواقف والافعال
قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، الاثنين، إن إسرائيل تستمر في تحدي العالم وتقوض القانون الدولي برمته، وتضع العالم أمام مواجهة حقيقية بين حماية قيمه أو السماح لهذه الحكومة المتطرفة بفرض همجيتها على المنطقة برمتها.
وأضاف في تصريحات صحافية قبيل انعقاد اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي بشأن الوضع في الشرق الأوسط، في بروكسل، أن حكومة نتنياهو متطرفة وردود فعلها تؤكد عدم اكتراثها بالقانون الدولي.
وأوضح أن أعضاء المجموعة العربية والإسلامية تجتمع مع مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد، في لقاء يهدف إلى استمرارية الجهد المستهدف لبلورة موقف مشترك يبدأ بوقف العدوان الهمجي المستمر على غزة.
وأكد الصفدي على ضرورة وقف استخدام التجويع سلاحا وفق مسار يضعنا على طريق واضحة ثابتة باتجاه حل الصراع على أساس حل الدولتين، مشددا على أنه "لا سبيل لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة إلا بحل الدولتين".
"لاحظنا تغيرا إيجابيا في المواقف الأوروبية ويجب التحرك بشكل فاعل لحل الصراع بكليته، وأن تترجم المواقف أفعالا مؤثرة بشكل سريع وفاعل"، وفق الصفدي.
وتحدث الوزير عن العدوان الإسرائيلي على خيام النازحين في رفح، قائلا إن "العدوان واستمرار ما ينتجه من قتل ودمار في غزة مستمر وبدا واضحا في الهجوم الهمجي على النازحين الفلسطينيين في خيام أعلنت إسرائيل أنها مناطق آمنة، وراح ضحيته أكثر من 40 شهيدا ارتقوا في هذا الهجوم".
وأكد على أن "الوضع يزداد خطورة، وآثاره كارثية على الجميع، ونريد أن نرى فعلا حقيقيا، ونتطلع إلى حوار صريح وشفاف في اجتماع بروكسل حول كيفية التحرك معا من أجل إنهاء هذه الكارثة وإيجاد آفاق حقيقية لوقف الظلم، ووقف العدوان، وتحقيق السلام الذي يحقق الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة".
الصفدي، قال إنه على الرغم من التغير الإيجابي في المواقف الأوروبية، إلا أنه "ما زال هناك فجوة كبيرة بين المواقف والأفعال"، مشددا على ضرورة التغير نحو فعل حقيقي ومؤثر.
"كل يوم يسقط فيه المزيد من الضحايا، ويرتقي أعداد أكبر من الفلسطينيين، وتتآكل مصداقية القانون الدولي ومصداقية العمل الدولي المشترك"، وفق الوزير، الذي أكد على أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تستمر في عدوانها وتستمر في تحديها للعالم، "لا تقتل الفلسطينيين فقط ولا تقتل فرص تحقيق السلام في المنطقة فقط، لكنها أيضا تقوض القانون الدولي برمته، وتضع العالم أمام مواجهة حقيقية بين حماية قيمه ومبادئه وثوابته وقوانينه، أو السماح لهذه الحكومة المتطرفة بفرض همجيتها على المنطقة برمتها".
وأكد على أن ردود أفعال إسرائيل على قرارات الدول الأوروبية لاحترام الدولة الفلسطينية والاعتراف بها "ردود فعل لا يمكن إلا وصفها بأنها لا يمكن أن تأتي إلا من حكومة لا تعترف لا بقانون دولي ولا بعلاقات دولية، ولا بقيم إنسانية".
وشدد الصفدي على أن موقف الأردن منذ اليوم الأول للعدوان واضح وجهود كبيرة قادها جلالة الملك ليس فقط لوقف العدوان بل لتعرية الرواية الإسرائيلية، موضحا أن الصراع لم يبدأ منذ السابع من تشرين الأول وهناك إجراءات استمرت الحكومة الإسرائيلية بالقيام بها على مدى عقود وقتلت فرص تحقيق السلام.
ويناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في العاصمة البلجيكية بروكسل، الاثنين، الأوضاع في الشرق الأوسط، بما فيها الحرب على غزة، مع وزراء خارجية عرب والأمين العام لجامعة الدول العربية.
الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لويس ميغيل بوينو، قال لـ "المملكة" الاثنين، إن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل دعا وزراء خارجية الأردن والسعودية ومصر والإمارات وقطر، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية لمناقشة كيفية إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
الصفدي، سيشارك في اجتماع مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي بشأن الوضع في الشرق الأوسط ضمن مؤتمر بروكسل لدعم سوريا والمنطقة، كما سيعقد الصفدي سلسلة من اللقاءات مع نظرائه والمسؤولين الدوليين المشاركين في أعمال الاجتماع.
كما يشارك في اجتماع بشأن الجهود المبذولة لتنفيذ حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية، في سياق المتابعة للاجتماع الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض على هامش أعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي.