jo24_banner
jo24_banner

تلميذة أفغانية اعتدي عليها بالحمض الكاوي.. تتحدى وتصبح معلمة

تلميذة أفغانية اعتدي عليها بالحمض الكاوي.. تتحدى وتصبح معلمة
جو 24 : صممت الشابة الافغانية شمسية حسيني ان تتحدى المعتدين عليها الذين القوا على وجهها الحمض الكاوي قبل خمسة أعوام أمام مدرستها، وها هي اليوم اصبحت معلمة للصغار في حيها في مدينة قندهار.

في مثل هذه الايام من العام 2008، كانت شمسية حسيني تسير مع صديقاتها متجهة نحو مدرستها في مدينة قندهار، المعقل التاريخي لحركة طالبان، حين اعترضها رجلان على دراجة نارية.
وقام احدهما، وهو مقنع، بنزع الخمار عن وجهها، وسألها ان كانت ذاهبة للمدرسة، ثم رمى على وجهها الحمض الكاوي.
كانت شمسية آنذاك في السابعة عشرة من عمرها، وقد اصيبت بحروق بالغة الى جانب خمس عشرة تلميذة اخرى.
واثار هذا الاعتداء موجة غضب في العالم.
لكن رغم كل ذلك، اقنعت شمسية والديها بالذهاب مجددا الى المدرسة.
وبعد مرور خمس سنوات، ما زالت الشابة تعاني مشكلات في عينيها، ومن اضطرابات مزمنة في النظر، لكنها الآن اصبحت معلمة في مدرستها، تدرس الفتيات.
وتقول لـ "وكالة فرانس برس" وهي تتوسط تلميذاتها "كان الأمر مهما جدا لي ان اصبح معلمة، انها طريقتي في القول لهؤلاء الذين اعتدوا عليّ انهم لم يربحوا".
ولم تتبن حركة طالبان ذلك الاعتداء على شمسية، برغم انها تجاهر العداء لتدريس الاناث، ولم تتمكن السلطات من توقيف الفاعل.
لكن احد المنفذين يقيم في جوار مكان اقامة شمسية، بحسب ما تؤكد الشابة.
وتقول: "ما زال حرا طليقا، لذلك فإن كل ما جرى يمكن ان يتكرر، لانه لم يعاقب. يجب ان يعاقب، والا فان ذلك معناه انه لا توجد عدالة".
وتضيف: "وعد الرئيس حامد كرزاي باعدام المعتدين، واذا ما سنحت لي الفرصة لمقابلة الرئيس سأسأله لمَ لم يعاقبا".
وفتحت مدرسة ميرويس نيكا التي تعمل فيها شمسية في العام 2004 بتمويل ياباني، وهي تضم الان 2600 تلميذة تراوح اعمارهن ما بين ست سنوات وعشرين.
وتدرس شمسية الكتابة والفنون، وتتقاضى 85 دولارا شهريا.
وبعد وقوع الاعتداء، كانت ادارة المدرسة على وشك اتخاذ قرار باقفال المدرسة، لكن جهودا كبيرة بذلت لاقناع الاهالي بعدم سحب اولادهم.
وتقول المديرة دانيش علوي: "اذكر ذاك اليوم، الخوف والرعب والفوضى".
وتضيف: "ان شمسية تشكل نموذجا للشجاعة بين الفتيات".
ومع ان حقوق المرأة تشهد تحسنا نسبيا منذ سقوط نظام حركة طالبان في العام 2001، الا ان مدينة قندهار ما زالت من اكثر المدن الافغانية محافظة وانغلاقا وتشددا دينيا.
ترفض شمسية واققع المرأة في بلادها ومدينتها، وان تبقى المرأة حبيسة منزلها.
وتقول: "من خلال التدريس اريد ان اظهر ان النساء قادرات ان يفعلن الكثير مما هو اهم من الطبخ".
تشارك شمسية في دورة تدريبية للمدرسات، وتقطع لهذه الغاية مسافة ساعتين يوميا لتبلغ جامعة قندهار على متن حافلة تنقلها مع زميلات لها.
وتقول مدربتها باهير ماكيمي "انها مدرسة ناجحة، وهي ستتحسن بالتأكيد".
وبات في امكان الاناث ان يتعلمن في افغانستان بعد سقوط نظام حركة طالبان، لكن الاوضاع الامنية والزيجات المبكرة والعادات المحافظة وتردي النظام التعليمي تحول دون تمكن نسبة كبيرة من الفتيات من مواصلة تعليمهن المدرسي.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير