2024-06-18 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

حجاج من غزة يبلسمون جراحهم في مكة

حجاج من غزة يبلسمون جراحهم في مكة
جو 24 :

بفرح يمتزج بألم شديد، تؤدي دعاء المسارعي فريضة الحج في مكة بعدما فقدت كل عائلتها بقصف إسرائيلي على قطاع غزة.

تقول هذه الفلسطينية البالغة 33 عاما والتي لجأت إلى مصر منذ شباط/ فبراير إنها سعيدة لوجودها في مكة، في خضمّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وتضيف بحسرة "لكن فرحتي غير مكتملة بدون أولادي وزوجي".

يشارك في الحج أكثر من مليون ونصف المليون مسلم هذه السنة، ويعدّ أحد أكبر التجمّعات الدينية في العالم.

وستكون الذروة يوم السبت عند الوقوف على جبل عرفات، حيث ألقى الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - خطبته الأخيرة.

ويطوف الحجاج الذين يرتدون ملابس الإحرام البيضاء حول الكعبة بأعداد كبيرة منذ أيام عدة.

تضيف هذه المرأة "حتى وأنا أطوف بالكعبة، أرى أولادي في السماء وأتوجه لهم بالدعاء (...) حين رأيت الكعبة وأنا موجودة، شعرت براحة نفسية".

لكن دعاء المسارعي تعرف ألا شيء سيمحو "جراح" ذلك اليوم الرهيب من تشرين الأول/ أكتوبر حين دمرت ضربة إسرائيلية المنزل الذي كانت تقيم فيه مع عائلتها.

وقالت "حين استيقظت تحت الأنقاض، لم أكن أشعر بجسدي، لم أسمع سوى ابنتي الكبرى تبكي".

مع إصابتها بكسر في الظهر، نقلت إلى المستشفى حيث علمت أن ابنها البالغ ثماني سنوات وابنتها البالغة سنة ونصف سنة لم ينجوا، وأصيب زوجها بجروح بالغة واستشهد بعد أيام.

نجت ابنتها الثالثة البالغة تسع سنوات وانضمت إلى عائلة والدها في منطقة بقطاع غزة تعدّ أكثر أمانا، لكن القدر كان في المرصاد ووقعت بدورها ضحية قصف إسرائيلي مع كل سكان المنزل الآخرين.

تقول دعاء وهي غير قادرة على حبس دموعها إن ابنتها تلك كانت "الولد الوحيد الذي بقي لها، كانت تخفف" عنها الألم.

"شعور بالأمل"

بعد كل هذا الألم، تصف اللحظة التي علمت فيها بأنها ضمن ألفي فلسطيني دعوا من قبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لأداء فريضة الحج بينهم ألف تم اختيارهم من عائلات ضحايا غزة، قائلة إنها "فرحة لا توصف".

بين الوفد نفسه خليل الرحمن جابر والذي يعبر أيضا عن امتنانه للمجيء إلى مكة، وهو أيضا يعيش مع كثير من الألم.

يبلغ 27 عاما ويقول إنه يتوجه بالدعاء لروح شقيقته التي استشهدت بقصف إسرائيلي مع ولديها وزوجها والعديد من أعمامه وأصدقائه الذين استشهدوا أيضا.

وقال هذا المحامي الشاب الذي فرّ من قطاع غزة في آذار/ مارس "كنت في منزلها قبل ساعة"، من وقوع القصف مضيفا أنه بحث طويلا عنها تحت الأنقاض قبل أن ينجو في اليوم نفسه من ضربة ثانية على المبنى الذي كان فيه، وأضاف "ليتني لم أنجُ".

وأدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر إلى استشهاد أكثر من 37 ألف شخص في غزة معظمهم مدنيون وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.

ويخلص خليل الرحمن جابر إلى القول "الحرم المكي له قدسية... عواطف دينية، عواطف إيمانية تعطيك الأمل، تستشعر منها الحياة، إن الله رحيم لا يترك أحدا، يمكن أن ترجعك إلى الحياة، ترجعك لكن بعد فترة".


كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news