مدينة توتنيس: تجربة ممتعة ومقارنة مع الحياة في مدن الوطن
الكابتن اسامة شقمان
جو 24 :
قضيت أنا وزوجتي ١٨ يومًا رائعة في مدينة توتنيس البريطانية، حيث ذهبنا لزيارة ابننا الدكتور الذي يعمل هناك. تقع مدينة توتنيس حوالي ٤٠٠ كم جنوب غرب لندن، وهي مدينة ساحرة بطبيعتها الهادئة وجوها النقي.
أثناء إقامتنا، لاحظنا العديد من الأشياء التي تميزت بها توتنيس عن حياتنا في الوطن. واحدة من أبرز هذه الفروق كانت غياب حديد الحماية على الشبابيك والمناخل. من المدهش أن نلاحظ أن باب مدخل بيت ابننا يطل على نهر يدعى دارت ريفير، ومع ذلك لم نشاهد خلال ١٨ يومًا أي بعوض أو ذباب. كنت أستغرب وأسأل ابني، هل من الممكن أن لا يوجد لديهم بعوض وذباب؟ لا وجود لحديد الحماية ولا أسوار بين الجيران ولا حتى منخل على الشبابيك.
على العكس، في وطننا الذباب والبعوض منتشر بشكل كبير لدرجة أننا لا نستطيع النوم ليلاً بدون استخدام كل أنواع مكافحة البعوض والذباب. استخدام المناخل على الشبابيك أمر ضروري لحمايتنا من هذه الحشرات، وكذلك حديد الحماية للشبابيك لمنع أي دخول غير مرغوب فيه. بالإضافة إلى ذلك، نقوم ببناء الأسوار بيننا وبين الجيران لضمان الخصوصية والأمان.
الأمر الآخر الذي لفت انتباهنا في توتنيس هو النظافة العامة. في جميع الشوارع لم نر أي أعقاب سجائر أو قناني أو أكياس بلاستيك. هذه النظافة والانضباط يعكسان الوعي البيئي العالي بين سكان المدينة، وهو ما نفتقده في بعض الأحيان في وطننا حيث تكثر القمامة في الشوارع والأماكن العامة.
كانت المفاجأة أننا لم نرى أي رجل أمن أو سيارة شرطة أو رقيب سير. حتى أنني طلبت من ابني أن يأخذني إلى مركز الشرطة أولاً حتى أتأكد أن لديهم شرطة. كان جواب ابني: "يا أبي، مادام الجميع ملتزم بالقانون، الشرطة مرتاحون ولا داعي لوجودهم أمام العامة طوال الوقت."
في الختام، كانت زيارتنا إلى توتنيس تجربة لا تُنسى، حيث استمتعنا بالطبيعة الخلابة والنظافة والهدوء. هذه التجربة جعلتنا ندرك الفرق الكبير بين الحياة في مدينة توتنيس و مدن الوطن، ونتمنى أن نتمكن من تطبيق بعض هذه الممارسات الإيجابية في وطننا لتحسين جودة الحياة والبيئة من حولنا.
كابتن اسامه شقمان
.