العنصرية والتمييز عائقان أمام هاريس للترشح للرئاسة الأميركية
جو 24 :
سيكون الحزب الديمقراطي أمام مقامرة تاريخية إذا لجأ إلى كامالا هاريس نائبة الرئيس لخوض سباق الرئاسة بدلا من جو بايدن، مراهنا بذلك على قدرتها ذات البشرة السوداء على التغلب على العنصرية والتمييز الجنسي وأخطائها السياسية لهزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
فعلى مدار تاريخ الديمقراطية في بلادهم الذي يعود لأكثر من قرنين، لم ينتخب الأميركيون سوى رئيس أسود واحد فقط، ولم ينتخبوا امرأة ذات بشرة سوداء قط، وهو ما يجعل حتى بعض الناخبين السود يتساءلون عما إذا كانت هاريس قادرة على تجاوز أصعب سقف في السياسة الأميركية.
وقالت لاتوشا براون، خبيرة الشؤون السياسية والمؤسسة المشاركة لصندوق "بلاك لايفز ماتر فاند"، "هل سيكون عرقها وجنسها مشكلة؟ بالتأكيد".
على أن هاريس سوف تواجه تحديات كبيرة أخرى في حال فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي، فلن يكون أمامها سوى 3 أشهر تقريبا للانتهاء من حملتها الانتخابية وتوحيد الحزب والمانحين خلفها.
وربما يساعدها أن عددا كبيرا من الديمقراطيين متحمسون لترشيحها.
وقد عبر نحو 30 مشرعا ديمقراطيا عن مخاوفهم من خسارة بايدن (81 عاما) في الانتخابات لافتقاره إلى القدرة العقلية والبدنية التي تؤهله للفوز في الانتخابات والبقاء في السلطة 4 سنوات أخرى.
ويخشى كثيرون من سيطرة دونالد ترامب والجمهوريين ليس فقط على البيت الأبيض بل على مجلسي النواب والشيوخ أيضا.
وكان بايدن قال يوم الجمعة إنه لن يتنحى عن سباق الرئاسة وسوف يستأنف حملته الانتخابية بعد تعافيه من "كوفيد-19″، كما أعلنت هاريس دعمها لترشح بايدن لفترة جديدة أمس السبت خلال حفل لجمع التبرعات.
ورغم التحديات التي تواجهها، فإن عامل السن لمصلحة هاريس (59 عاما)؛ فهي أصغر من ترامب بنحو 20 عاما وهي أحد قادة الحزب في ما يتعلق بحقوق الإجهاض، القضية التي تلقى صدى لدى الناخبين الأصغر سنا وقاعدة الديمقراطيين من التقدميين.
ويقول مؤيدو هاريس إنها ستشعل حماسة هؤلاء الناخبين، وستعزز دعم السود، وسوف تكون مناظراتها قوية مع ترامب.
وقالت براون إن ترشح هاريس سيأتي على النقيض تماما من المرشح الجمهوري ترامب ونائبه لمنصب نائب الرئيس السيناتور جيه.دي فانس، وهما من أصحاب البشرة البيضاء.
وأضافت براون "هذا بنظري يعكس ماضي أميركا، في حين أنها (هاريس) تعكس حاضر أميركا ومستقبلها".
ورغم الثناء عليها في الأسابيع القليلة الماضية لدفاعها القوي عن بايدن، لا يزال بعض الديمقراطيين يشعرون بالقلق إزاء أداء هاريس الضعيف في أول عامين لها في المنصب، والأهم من ذلك كله التاريخ الحافل بالتمييز العنصري والجنسي في الولايات المتحدة.
وفي منافسة افتراضية، أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس في 15 و16 يوليو/تموز (بعد محاولة اغتيال ترامب) تعادل هاريس وترامب بحصول كل منهما على تأييد 44% من الناخبين، في حين تقدم ترامب على بايدن بواقع 43% مقابل 41% في الاستطلاع نفسه.
ورغم تراجع شعبية هاريس، فإنها أعلى من معدلات تأييد بايدن؛ فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "فايف ثيرتي إيت" حصول هاريس على تأييد 38.6% من الأميركيين بينما عارضها 50.4%، وفي المقابل حصل بايدن على تأييد 38.5% وعارضه 56.2%.
المصدر : رويترز