العكايلة يكتب: في وداع شهيد الأمة اسماعيل هنيه
جو 24 :
كتب الدكتور عبدالله العكايلة *
بسم الله الرحمن الرحيم
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
صدق الله العظيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد الشهداء والمرسلين
وبعد
فالمصاب جلل والخسارة مذهلة غير أن العزاء فيك يا شهيد الأمة وشيهد فلسطين والأقصى أنك ارتقيت في مدارج السالكين شهيداً إلى الفردوس الأعلى بإذن الله في ضيافة سيد الأولين وسيد الشهداء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
والعزاء فيك أيضا أنك تركت من خلفك رتلاً من القادة الكبار ممن تخرجوا في مدرستك، مدرسة أحمد ياسين وكوكبة الشهداء ممن سبقوك. فاقتبس إخوانك الذين تركتهم من خلفك من صدق لسانك وصفاء سريرتك وإخلاص عملك وحزم مواقفك وسداد رأيك وحكمة قراراتك ما يطمئننا على مواصلة مسيرة الجهاد والاستشهاد التي سلكتها حتى يأذن الله بإحدى الحسنيين:
فإما إلى النصر فوق الأنام وإما إلى الله في الخالدين
قرأت في أول لقاء لي معك نوراً لا بل نورانيةً تشع من وجهك وسمات قيادية تنطق بها جوارحك ولغة جسدّ ناطقةٍ كما ينطق بها لسانك وزعامة كرزماتية ممزوجة بمهابة العظماء وتواضع الأولياء.
أخي شهيد الأمة أبا العبد، عشت مجاهداً وارتقيت في مدارج الخالدين شهيداً ولعمري فذاك غاية ما يتمناه كل مسلم صادق مخلص لوجه الله تعالى.
لعمرك هذا ممات الرجال فمن رام موتاً شريفاً فذا
فإلى الفردوس الأعلى بإذن الله تحف روحك الطاهرة ملائكة الرحمة ويستقبلك رضوان بوجه مشرق وطلعة بهيه، فلتهنأ بذك أيها المجاهد هنيه.
بلغ سلامنا وتحياتنا واشواقنا إلى رسول الله وإلى كوكبة الشهداء من قبلك منذ حمزة رضي الله عنه مروراً بأحمد ياسين وانتهاء بك يا فقيد الأمة ويا قدوة كل اخوانك من بعدك السائرين على دربك والماضين على العهد الذي قطعوه على أنفسهم معك: جهادأً نصراً او استشهاداً.
اللهم أجر الأمة في مصابها في شهيدها واخلفها خيراً إنك نعم المولى ونعم النصير
* الكاتب وزير سابق وبرلماني عريق